الشروق العربي
يحدث في بلد مسلم:

فتيات يحرمن من مناصب عمل لأنهن متحجبات

صالح عزوز
  • 3616
  • 24
بريشة:فاتح بارة

 يبقى الحجاب من الظواهر التي أسالت الحبر الكثير، ولقيت الجدل في كل أقطار العالم، في الدول الأوروبية خاصة، وحوصرت بذلك المرأة المتحجبة، ومنعت من حقوق كثيرة هناك، والسبب حجابها، الذي لا يتوافق مع دساتيرهم على حد قولهم، حتى وإن كانت مجرد أقاويل من أجل ضرب قيمة هذا اللباس، الذي يعتبر امتدادا للثقافة الإسلامية.. غير أن الملفت للانتباه اليوم، أن هذا اللباس أصبح محاصرا حتى في البلدان المسلمة، التي تقره لباسا شرعيا، لا يتنافى مع العادات والتقاليد، حيث تمنع الكثير من المتحجبات من الحصول على مناصب شغل في الكثير من المجالات، وهو أمر لا يصدق، بالنظر إلى الكثير من المعطيات.

في ما مضى، كانت المؤسسات أو الشركات التي تعارض توظيف المرأة المتحجبة في الجزائر، هي مؤسسات مختلف الجنسيات، التي تستثمر في الكثير من المجالات هنا، التي تقر أن من شروط التوظيف على مستواها هو اللباس العادي، أو كشف الشعر وكامل الوجه، باعتبار أن الحجاب لا يتوافق مع الشروط الداخلية للمؤسسة لعدة اعتبارات، وهو أمر طبيعي إلى حد بعيد، عند الكثير من الناس، وربما مقبول، إلا أن فيه نوعا من التمييز، رغم كل هذا، مادامت شركات تستثمر في بلد مسلم. لذا، ليس من الواجب أن تفرض اللباس الذي تشتغل به المرأة، ويجب النظر إلى خصوصية المجتمع أو البلد الذي تستثمر فيه، بل يجب البحث عن معايير أخرى، في اختيار الموظفات من النساء اللواتي يشتغلن فيها. وهذا ما دعت إليه الكثير من الفتيات، اللاتي حرمن التوظيف في مؤسسات ذات طابع متعدد الجنسيات.

غير أن المؤسف اليوم، أن الكثير من المؤسسات ذات الطابع الوطني المحلي، أقصت المحجبات من التوظيف فيها، في الكثير من المجالات دون استثناء، وهو أمر لا يصدق وغير معقول، خاصة أن هذا اللباس لا يتعارض مع القانون الداخلي للمؤسسة أو الشركة، ولا يعطل سير العمل فيها، لأن عمل المرأة فيها، لا يقتضي ضرورة الكشف عن الشعر أو الوجه كاملا.

استطلعنا رأي الكثير من الفتيات في هذا الموضوع، من أجل تسليط الضوء على بعض من زواياه، واتضح من خلاله أن الكثير من الفتيات حرمن حقا من العمل في بعض المؤسسات، لأنهن متحجبات، حتى وإن رفضن بطرق مختلفة.. إلا أن السبب واضح وهو الحجاب، بل من المديرين من صرح بهذا الأمر، وطلب ممن تريد الاشتغال في المؤسسة أن تكون بكامل زينتها، باعتبار أن الحجاب لا يكشف الزينة الكاملة للمرأة، على حد قول بعض من طرحنا عليهن هذا الموضوع، الذي كان يظهر غريبا في البداية، من حيث زاوية الطرح، غير أن عينات كثيرة كشفت أنه حقيقة في مجتمعنا، وتعاني منه الكثير من الفتيات، خاصة لما يتعلق الأمر بالعمل في مجال تخرجها الدراسي، أو التكوين الذي قامت به، لكن الشيء الغريب في هذا الموضوع، أن الحجاب الذي نحن بصدد الحديث عنه، ليس الحجاب الشرعي، كما يقال، وإنما يقتصر على الخمار فقط، أو النقاب، الذي لا يظهر من المرأة إلا عينيها أو كفيها ، غير أنهن حرمن من العمل في بعض المؤسسات بسببه، وكان عائقا في الحصول على منصب شغل في بعض الشركات أو المؤسسات.

ظاهرة غريبة، تعاني منها الكثير من الفتيات، خاصة حينما تساوم بعضهن في حجابها، بنزعه أو عدم توظيفها.

مقالات ذات صلة