الشروق العربي
هل يحق للرجل البحث في ماضي المرأة قبل الزواج؟

فتيات ينددن: “إذا من حقنا فعل ذلك أيضا”

نسيبة علال
  • 6535
  • 14
ح.م

اعتادت العائلات الجزائرية على بروتوكول خاص في الزواج، إذ من الضروري أن يقوم أهل الخاطب بالسؤال والتقصي عن الفتاة التي تقدم لها وأصولها وسمعتهم، لمعرفة ما إن كانت امرأة ذات حسب ونسب، والعكس بالنسبة إلى هؤلاء أيضا. ومع مرور الوقت وتغير عادات الزواج، أصبح المقبل على الزواج يبحث في ماضي شريكته، وهل لها علاقات غرامية سابقة؟ هذا ما بات يثير جدلا واسعا في الأوساط الاجتماعية، بين من يمنح الخاطب حرية التأكد من سمعة زوجته المستقبلية، ومن يعتبر أن هذا التصرف ليس من حقه وليس في صالح الزوجة.

الزواج كالبطيخ لا علاقة للماضي بما تكشفه العشرة

خليل، 32 سنة، يشبه الزواج بحبة البطيخ، يقول: “المرأة يا تصيب يا تخيب، من الممكن أن تتزوج فتاة تبدو صالحة وماضيها غير شائب، ولكنك تكتشف أنها غير مناسبة لك إطلاقا، ولا يوجد انسجام بينكما، لذلك من الجيد أن يرتبط الفرد انطلاقا من نية صافية حسنة، معلقة بالله- عز وجل-، فالتأقلم بين الزوجين والعشرة الطيبة يمكن لها أن تصلح أخطاء الماضي، وتغير صورة المرأة في نظر زوجها، حتى وإن كانت مذنبة”. بخلاف هذا، يرفض صدام التنكر للأفكار الذكورية التي سيطرت على جزء من المجتمع، يقول مهما تكلمنا، لا يمكن تجاوز فكرة أننا كجزائريين نرجح أن يكون العيب في الأنثى وليس في الرجل، حتى إن المرأة التي تستحوذ على قلب رجل وتحصل عليه في الحلال تتفاخر بذلك أمام النساء، اللواتي كن يطمعن في الزواج منه، بينما من غير الرجولة أن يتزوج الواحد منا فتاة كان يكلمها رجال قبله، لذا من حق الرجل التأكد إن كانت المرأة التي ستدخل بيته ليقضي حياته معها امرأة صالحة وليس لها ماض ملطخ”.

من حقنا التنقيب في ماضي الرجل أيضا

تنتقد آمال، 34 سنة، فكرة أن ينبش الخاطب في ماضي الفتاة، تقول: “.. امرأة أو رجل، كلنا لنا ماض، تختلف درجات الأخطاء التي اقترفناها فقط، فكلنا نعيش في مجتمع واحد، ومررنا بفترات مراهقة وشباب في بيئة مشابهة، إذا كان من الضروري البحث إن كانت الفتاة أخطأت في ماضيها، فمن حقنا نحن النساء أن ننقب في ماضي الرجال أيضا، وأن نرفض الرجل الذي أقام علاقات غرامية، أو الذي سجن أو تعاطى مخدرات..”. أما هبة، 26 سنة، فلها رأي مشابه نوعا ما: “الطيور على أشكالها تقع، إذا كان للرجل ماض سيئ، فمن المؤكد أنه سيلتقي شريكة لها نفس المواصفات، والعكس بالنسبة إلى الأشخاص الذين لهم سيرة طيبة، فالله لا يظلم أحدا، وكل منا يأخذ النصيب الذي يستحقه هو إلا في حالات الابتلاء..”.

يشير الأستاذ عقبي مؤمن، محام لدى المجلس متخصص في شؤون الأسرة، إلى أنه بات من التحضر والوعي السؤال عن الفتاة قبل الإقبال على خطبتها، مثلما كان يفعل آباؤنا في السابق، تفاديا للحوادث التي تكرر وقوعها، التي عادة ما يكون تبريرها الزواج بالإكراه: “من بين أكثر أسباب الطلاق شيوعا في المجتمع الجزائري خلال العشرية الأخيرة، اكتشاف الزوج خيانة زوجته مع حبيبها السابق الذي كانت تربطها به علاقة غرامية قبل الزواج، أو يكتشف سمعتها السيئة في منطقتها أو في مكان عملها، فيطلقها قبل الدخول أو بعده، ذلك أنه لم يتسن له السؤال عن ماضيها ولا عن حاضرها سابقا، لأنه يقطن في مقاطعة أخرى، أو لقناعات شخصية”.

مع هذا، لا يجد الكثير من الشباب حرجا في الارتباط من فتاة لها ماض سيئ، ويقبلون على هذه الخطوة بكل ثقة في تغييرها وإصلاحها، ولا يهمهم إن كان من حق الرجل الحكم على فتاة انطلاقا من أخطاء سابقة فقط، كل ما يركزون عليه، أن الزواج الناجح قائم على قيادة الرجل وتقويم ما أفسده الماضي.

مقالات ذات صلة