الشروق العربي
المنظمات التطوعية والعلمية الدولية

فرصة الطلاب الجزائريين للسفر بالمجان

نسيبة علال
  • 4401
  • 6
ح.م

تشير إحصائيات قام بها دكاترة ومختصون في الجامعة الجزائرية، أن 58 بالمائة من الطلبة الجامعيين يفكرون في الهجرة إلى أوروبا وأمريكا وأستراليا، لمزاولة دراستهم أو بدء حياة جديدة في ميادين أخرى، وتختلف الفترة التي يرغبون فيها بالرحيل عن الوطن لظروف اجتماعية واقتصادية، ولكن الفكرة تولد عادة بعد قضاء سنة جامعية، إلى ما بعد التخرج.

من جهة أخرى تسعى المنظمات العالمية الطلابية ومنها التطوعية الناشطة في الجزائر على غرار الرابطة الدولية للطلاب في الاقتصاد والأعمال “آيزك” التي تضم عشرات الآلاف من الطلبة إلى ضم أعداد أكبر إلى أنشطتها والتي عادة ما تكون تعليمية وتثقيفية، وتطوعية في شتى مجالات المجتمع منها حماية البيئة، تحتوي برامجها على تبادلات طلابية بأن يتم التكفل بطلبة أجانب من تركيا، بريطانيا، تونس،دول اسكندنافية، إلى 110 دولة حول العالم.. وتوفير المأوى والمأكل والمشرب والمواصلات لهؤلاء الطلبة، من أجل تعليم الجزائريين لغات مختلفة، أو المساهمة في إطلاق مشاريع اجتماعية، تثقيفية وبيئية، في المقابل يتم ارسال دفعات من الطلبة الجزائريين المتمكنين من اللغات حتى يساهموا في نشر لغتهم الأم العربية، أو تدريس الإنجليزية أو الفرنسية بالقرى والمداشر في بلدان يعتبر السفر إليها حلما صعب المنال، كبولندا، ارلندا، انجليترا، جزر المالديف، اندونيسيا…وهي الفرص التي يراها الطلبة الجزائريون الأقرب لاكتشاف العالم في ظل انعدام دخلهم الفردي، وعدم حصولهم على منح دراسية تتيح لهم السفر، وكذا عدم قدرتهم على تكبد مصاريف الهجرة بمفردهم، “حياة” طالبة طب بجامعة البليدة، تجيد الفرنسية والانجليزية بالإضافة إلى العربية، تمكنت من زيارة تركيا 3 مرات ضمن مؤتمرات علمية تقيمها “آيزك”، كما سمحت لها المنظمة بزيارة أندونسيا، وكمبوديا وتونس والمغرب في إطار التبادل الطلابي الثقافي، تقول حياة: “كانت هذه فرصتي الوحيدة للخروج من الجزائر بأقل التكاليف”.

رحلة من دون عودة

قد يتكفل المنخرطونبالمنظمات التطوعية بتبعات السفر من تأشيرة وإطعام ومأوى، وقد يتم ربط الأشخاص الذين تم اختيارهم للسفر مع مؤسسات تستغل خبراتهم اللغوية أو مهاراتهم في مختلف المجالات مقابل رواتب تغطي مصاريفهم، ويكشف ناشطون فيها أن السبب الرئيسي الذي يجذب الكثير من الطلبة، خاصة الذكور منهم للانضواء تحت لواء هكذا منظمات، هو الهجرة إلى الخارج بصفة شرعية، والتأسيس لحياة أفضل، ولكن هذا الدافع لا يمكن التسريح به علنا، فمن بين قواعد القبول للالتحاق بمنظمات علمية ولغوية وتثقيفية، ألا يعرب الطلاب تحت سن الثلاثين عن نيتهم في ترك الوطن، أو عن رغبتهم في الانضمام بسبب الهجرة فقط، وإنما لخدمة الرسالة العلمية وتطوير البلد في مختلف المجالات، من خلال تبادل الخبرات، وقد تحول الالتحاق بمنظمات دولية تساعد على السفر والهجرة، أو الاستقرار بإحدى الدول المتطورة، موضة شبابية، خاصة في السنوات القليلة الأخيرة، حيث ظهر مدونون شباب يسردون تجاربهم المجانية عبر فيديوهات على اليوتيوب والانستغرام مما ساهم في إغراء الطلبة، خاصة ممن لا يمتلكون دخلا يسمح لهم بالسفر.

من طلبة العلم إلى عمال مزارع ومربي أطفال

هكذا تكون رحلة الطلبة الجزائريين وحتى العاملين أو العاطلين المتشبثين بفكرة السفر واكتشاف العالم، في حين لا يتوفرون على الشروط اللازمة للانضمام إلى منظمات علمية كاللغة، والمستوى الدراسي والانتساب إلى أنشطة المجتمع المدني، حيث يصبح الحالمون بالسفر، والشغوفون به قابلين لأداء أي نوع من الأنشطة أو حتى الأعمال الشاقة، التي تقترحها عليهم منظمات تطوعية على شاكلة “الورك واي” الشهيرة workway،الووفwoof، وبرنامج رعاية الأطفال Au pair، فقد تمكن عزيز طالب في علوم المادة بجامعة باب الزوار من السفر إلى عدة دول أسياوية وافريقية، خلال فترات العطل، والإجازات: “أختار أحيانا العمل في المزارع، لأربع إلى ست ساعات يوميا، في جني المحاصيل الزراعية مع العائلات التي تأويني لفترة تقارب الشهر أحيانا، أتعرف على الأماكن السياحية، وأغوص مع أهلها في ثقافة وعادات تلك البلدان أحسن من السائحين الذين يتنقلون وفق رحلات منظمة، كل هذا مجانا”.

مقالات ذات صلة