الجزائر
بخصوص استرجاع رفات الشهداء.. مجاهدون وعسكريون ومؤرخون لـ"الشروق":

فرنسا رضخت لإرادة ونديّة الجزائر الجديدة

نادية سليماني
  • 3493
  • 22
ح.م

ثمنت شخصيات تاريخية وعسكرية، ومهتمون بالذاكرة الوطنية، استرجاع الجزائر جماجم 24 قائدا للمقاومة الشعبية من متاحف فرنسا، معتبرين الحدث “سابقة في التاريخ الحديث”، ومنعرجا حاسما في العلاقات الجزائرية الفرنسية “الفاترة”، وطالبوا باسترجاع كامل لأرشيف الذاكرة الجزائرية من فرنسا، وذلك في سياق اعترافها بجرائمها.

انتصار كبير للجزائر، بعدما تمكنت من استرجاع 24 جمجمة لكبار قادة المقاومة الشعبية من مختلف مناطق الوطن، إبان الاحتلال الفرنسي، بعد سنوات من الضغط والإلحاح، هكذا وصف المهتم بالذاكرة الوطنية، عمار رخيلة، الحدث، وقال في تصريح لـ”الشروق”، بأن استرجاع الجزائر جماجم أبرز قادة المقاومة الشعبية الجزائرية في القرن 19 “خطوة إيجابية، وذات رمزية كبيرة للجزائريين، خاصة في الجانب العاطفي والتاريخي..”.

كما أنها مؤشر، حسبه، لإمكانية إيجاد حلول ترضي الطرفين الجزائري والفرنسي، بخصوص ملف الذاكرة، والذي لم يراوح مكانه طيلة عقود من الزمن.

وأكد رخيلة، بأن قوى سياسية فاعلة في القرار الفرنسي “هي من كانت تعرقل كل تفاهم حول الموضوع”، معتبرا أن صانع القرار السياسي الفرنسي، بدأ يتخذ نهجا جديدا في العلاقات مع الجزائر، و”الفضل في ذلك يعود للضغط الذي مورس عليه مؤخرا من طرف النظام، وسابقا من تنظيمات المجتمع المدني، والأسرة الثورية بشأن استرجاع الأرشيف”.

ورضوخ فرنسا، مؤخرا، دليل – حسب محدثنا – على أن نظامها لمس تغييرا في خطاب النظام الجزائري الحالي، منذ ذهاب سابقه، فوجدته “خطابا جديدا ومباشرا ونديا، ومطالبا كل مرة باسترجاع الذاكرة الجزائرية”.

كما أرجع المهتم بالتاريخ، الضغط الجزائري على فرنسا، بسبب “تقلص روافد أو قوى كانت تخدم فرنسا بالجزائر، ومنها شخصيات من النظام السابق.. وجميعنا لاحظ سلبية رؤساء المجلس الشعبي الوطني السابقين، بشأن موضوع استرجاع الجماجم، بل وكانوا يتصدون للموضوع..”.

والآن، يضيف، فرنسا أدركت نهاية روافدها التي طالما اعتمدت عليها في الجزائر، ولم يتبق لها دور في الساحة السياسية “وهذا عامل مهم، لإقامة علاقات جزائرية فرنسية، قائمة على المصالح المشتركة والندية، عكس ما يطالب به البعض، حول قطع العلاقات مع فرنسا”.

وبدوره، رحب المجاهد والمدير السابق لمتحف المجاهد، مصطفى بيطام، في تصريح لـ”الشروق”، باسترجاع الجماجم، والتي أشعرته باسترجاع السيادة الوطنية كاملة، ومتمنيّا استرجاع كامل جماجم ورفات الشهداء والمقاومين الموجودة بفرنسا، والمقدرة بالآلاف، وقال إنّ “فرحة الشعب والوطنيين اليوم لا تضاهيها فرحة”.

وأضاف رئيس الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة، بأن “عودة جماجم زعماء مقاومتنا الشعبية، تمثل عودة جزء من ذاكرة الجزائر، ونتمنى عودة كامل أرشيف ثورتنا الخالدة”.

ومن جهته، ثمن العقيد المتقاعد عبد الحميد العربي شريف في اتصال مع “الشروق”، استرجاع الجماجم، معتبرا بأنها خطوة “واعدة للنظام الجزائري الجديد”، متأسفا لعدم سعي رموز النظام السابق لاسترجاع ذاكرة الجزائر.

كما اعتبر محدثنا أن استرجاع الجماجم “يعتبر خطوة مهمة، للرد على أبواق تريد ضرب استقرار الجزائر”، ومؤكدا ظهور حملة فرنسية “شرسة” مؤخرا، تروج لادعاءات حول “فضل فرنسا في تطوير الجزائر، ورسم حدودها”.

وقال العربي الشريف إنّ “الجزائر دفعت أكثر من 5 ملايين شهيد، لنيل استقلالها، أما فرنسا فساهمت في تدمير بلدنا وخرابه، وتسعى جاهدة للقضاء على هويتنا وتاريخنا ووحدتنا”.

وحسبه، فإنّ للجزائر كامل الحق وقانونيا في استرجاع أرشيفها وتاريخها المغتصب من فرنسا، بعد مضي أكثر من 50 سنة على “سرقته”.

وأكد المتحدث على أن استرجاع ذاكرتنا التاريخية وأرشيفنا “هو ما يؤسس لبناء الجمهورية الجزائرية الجديدة”.

القائمة الاسمية لشهداء المقاومة الذين تمت استعادة جماجمهم

ضمت قائمة رفات 24 مقوما جزائريا جماجم 6 قادة للمقاومة، وأخرى لم تتمكن اللجنة العلمية من تحديد هوية أصحابها. وشملت القائمة الاسمية لرفات وجماجم شهداء المقاومة الشعبية ما يلي :

جماجم لقادة شهداء المقاومة الشعبية

جمجمة الشريف بوبغلة الملقب بالأعور

رأس محنطة لعيسى الحمادي، رفيق بوبغلة

جمجمة بوزيان، زعيم مقاومة الزعاطشة

جمجمة سي موسى رفيق بوزيان

جمجمة الشريف بوقديدة المدعو بوعمار بن قديدة

جمجمة مختار، بن قويدر التيطراوي.

11 جمجمة معرفة من طرف اللجنة العلمية.

جمجمة سعيد مرابط ، قطع رأسه في سنة 1841 بباب اللوم، الجزائر العاصمة.

جمجمة غير محددة الهوية تم قطعها في منطقة الساحل عام 1841 .

جمجمة عمار بن سليمان من مقاطعة الجزائر الوسطى.

جمجمة محمد بن الحاج السن من 17 إلى 18 سنة من القبيلة العظيمة بني مناصر

جمجمة بلقاسم بن محمد الجنادي.

جمجمة علي خليفة بن محمد 26 سنة توفي في الجزائر العاصمة في 31 ديسمبر 1838.

جمجمة قدور بن يطو.

جمجمة السعيد بن دلهيس من بني سليمان.

جمجمة السعدي بن ساعد من نواحي القل.

رأس غير محددة الهوية، محفوظ بالزئبق والتجفيف الشمسي 1865.

جمجمة الحبيب ولد (اسم غير كامل) المولود سنة 1844 بمنطقة عبراتساب ، مقاطعة وهران.

9 جماجم لم يتم الكشف عنها من طرف اللجنة العلمية.

مقالات ذات صلة