العالم

فرنسية تربي الخيول العربية في الريف الفرنسي وتبيعها للملوك والأمراء العرب

الشروق أونلاين
  • 9272
  • 18
ح. م

ماري أونج بورديت فرنسية من أصول عربية، قصتها مع الخيول العربية بدأت صدفة قبل ثلاثين عاما بالريف الفرنسي حيث تسكن، لتصبح اليوم واحدة من أشهر مربي الخيول العربية. زبائنها من ملوك وأمراء دول الخليج، وخيولها يحملون أسماء صلاح الدين وابن بطوطة وعنتر، وتتصدر سباقات الخيول وكؤوس العالم.

 بكلمات عربية “محرفة” ومزيج من اللغتين الفرنسية والإنكليزية تحاول ماري أونج بورديت الحديث مع زوار معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، من أهل الصحراء والخليج.

 والذي لا يعلم الكثير في لغة الخيول والأحصنة قد لا يفهم شيئا من كلامها، لكن العارفين بالموضوع يفهمونها جيدا ويحاولون حتى التفاوض معها في قضايا بيع وشراء… هي الفرنسية ماري أونج بورديت وما تعرضه في أبوظبي هي خيولها العربية الأصيلة التي سبق صيتها صورها المعلقة على جناح المعرض.

 قصتها مع الخيول العربية الأصيلة بدأت صدفة قبل أكثر من ثلاثين عاما في مزرعتها في مدينة مونتوبان بالقرب من تولوز (جنوب غرب فرنسا) عندما اشترت فرسا صغيرة ببضعة فرنكات، وكانت تجهل يومها ما سيكلفها ذلك من تعب وعناء. وكانت تجهل كذلك أن عرقها العربي الأصيل هو الأجود في سباقات الخيول على المستوى العالمي.

 ورغم إصرار البيطريين يومها على ضرورة حقن الفرس لأن لا أمل في شفائها، إلا أن نصيحة جدتها العربية في إعطائها زيت زيتون قديم أنقذها من الموت، وفتح لها أبواب مستقبل كانت تجهل عوالمه حين صارت تعد في قائمة زبائنها الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات المتوفى، أو الشيخ مكتوم أمير دبي، وكذا الشيخ جوعان آل ثاني نجل أمير قطر، وحتى الأمير السعودي الشيباني… وآخرون من أفراد العائلات الملكية والأمراء في دول الخليج.

 كبرت الفرس في المزرعة الفرنسية، وكبرت معها أحلام ماري أونج التي صار حبها لها كفرد من عائلتها، خاصة بعد معرفة القيمة المالية التي تمثلها هذه الفصيلة من الخيول عند المربيين والمختصين ودورها في سباقات الخيل. وتملك اليوم نحو ثلاثين خيلا، تتفاخر كون “دمها عربي نقي” لأن “العربي” هو الأفضل عالميا في هذا المجال.

 تتحدث عنها بروح الأم عن أولادها، تحمل جميعها أسماء عربية لها قيمتها المعنوية سواء في الذاكرة العربية أو لروابط عائلية مثل ميرة وريم وعنتر، أويمينة (اسم والدتها).

الزبائن تبحث عنهم ماري أونج في صحراء دول الخليج وقصورها، أما فرنسا التي تعيش فيها فتقول “لا يوجد زبائن فيها”، وأن “الفرنسيين بخلاء عندما يتعلق الأمر بشراء حصان عربي رغم أنهم ينظمون سنويا سباقات وألعاب دولية على أراضيهم”. وتضيف: “الزبائن الحقيقيون هم العرب من أهل الخليج، للحصان قيمة كبيرة عندهم، بحكم تراثهم وماضيهم البدوي”.

 ترفض ماري أونج الحديث بلغة الأرقام والكشف عن سعر خيولها، على الرغم أن الكثيرين من حولها يقولون عنها بأنها تحسن التفاوض. وهي تفضل أن تتحدث عن المئتي ألف يورو التي تنفقها سنويا من أجل العناية بخيولها.

 من الغرابة أن يأتي اليوم عرب الصحراء إلى ريف فرنسا ليبحثون عن الخيل العربية الأصيلة “ذات الدم العربي النقي” كما يرددون، وهم الذين أجمل ما قالوا عنها “ثلاث من نعم الله: زوجة صالحة، حصان أصيل وسيف بتار”.

 

 

مقالات ذات صلة