فلسطين لم تخيب في كأس أمم آسيا.. والخبرة حرمتنا من الدور الثاني

عبر المدرب الجزائري نور الدين ولد علي عن رضاه بالمشوار الذي حققه على رأس المنتخب الفلسطيني، خلال نهائيات كأس أمم آسيا الجارية في الإمارات العربية المتحدة، حيث كسب “الفدائي” نقطتين أمام سوريا والأردن وخسر بثلاثية أمام استراليا، ما حرمه من المرور إلى الدور الثاني الذي كان قابلا للتجسيد حسب نور الدين ولد علي لولا نقص الخبرة التي حرمت المنتخب الفلسطيني من هذا المكسب.

بداية، كيف تقيم مشوارك على رأس المنتخب الفلسطيني في كأس أمم آسيا الجارية في الإمارات العربية؟

مشاركتنا كانت ايجابية من جميع النواحي، سواء الفنية أو الانضباطية، حيث أن اللاعبين كانوا في مستوى المسؤولية وعملوا ما بوسعهم لإسعاد الجماهير الفلسطينية، ولا تنس أننا لعبنا في مجموعة الموت كما وصفها المتتبعون، في حين لقبناها نحن بمجموعة التحدي، وقد أدينا 3 مباريات كبيرة وظفرنا بنقطتين رغم أن المسيرة كان بالمقدور أن تكون الأفضل.

دشنتم المنافسة بتعادل هام أمام سوريا، هل كنت راضيا بالنتيجة؟

كان يهمنا تفادي الهزيمة في المباراة الأولى، وفعلا حققنا تعادلا مستحقا أمام المنتخب السوري، وكان بمقدورنا أن نحقق الأفضل لولا طرد قلب الدفاع الذي اخلط حساباتنا، لكن عموما النتيجة مهدت لنا أجواء الدخول في المنافسة.

لكن خسرتم بثلاثية أمام استراليا، كيف تفسر ذلك؟

واجهنا منتخبا كبيرا بحجم منتخب استراليا، وهو منتخب عريق ومونديالي يضم لاعبين بارزين في الدوريات الأوروبية، صحيح أن فريقي لم يحسن التفاوض بشكل جيد مع مثل هذه المباريات، إلا أن المردود لم يكن مخيبا، كما أن الخسارة بثلاثية كاملة لا تعكس المجريات الحقيقية للمباراة.

كنتم على موعد حاسم مع لقاء محلي ضد الأردن، لكن اكتفيتم بالتعادل، ما قولك؟

مثلما تفضلت، فإن مباراة الأردن تعد بمثابة داربي الإخوة، وقد سبق هذه المواجهة كلام كثير حول إمكانية ترتيبها بالشكل الذي يخدم المنتخبين، بحكم أن الأردن حسم التأهل مسبقا، إلا أن مجريات المواجهة أكدت رغبة الأردن في الفوز، بدليل انه دخل بكامل تعداده الأساسي، ناهيك وقوع احتكاك بين اللاعبين، ما تسبب في إصابة احد لاعبينا بكسر في الوجه، إضافة إلى خروج حارس الأردن من منطقة 18 لمساعدة زملائه في تفعيل الهجوم، كل هذا يؤكد أننا لم نواجه أي تسهيلا تفي المباراة، والحمد لله أننا أدينا ما علينا فوق الميدان، وخلقنا عدة فرص سانحة للتهديف، لكن حدة الضغط وقلة التركيز حال دون تجسيدها.

المنتخب الفلسطيني ظفر بنقطتين لكن دون تسجيل أي هدف، هل هناك خلل في الهجوم؟

اللاعبون خاضوا المباريات الثلاثة بأداء رجولي، كما خلقوا فرصا كثيرة للتهديف، لكن نقص الخبرة في هذا المستوى هو الذي حال دون ضمان الفعالية اللازمة، والدليل أن الكثير من المتتبعين أعجبوا بطريقة لعب المنتخب الفلسطيني وردة فعله في مجموعة الموت، بالنزر إلى المباريات الصعبة التي لعبناها.

كيف تنظر إلى مستقبل المنتخب بعد توديع منافسة كأس أمم آسيا؟

نحن الآن في مرحلة التقييم، وسأقوم بعرض الحصيلة على الاتحاد الفلسطيني الذي له حرية اتخاذ الإجراءات التي تعود بالفائدة على الكرة الفلسطينية، أنا راض العمل الذي قمت به مع “الفدائي”، وكذا الجهود التي بذلتها لخدمة الكرة الفلسطينية خلال عشرية من الزمن، وأحيي دوما رئيس الاتحاد الفلسطيني الرجوب على الثقة التي وضعها في خدماتي، فهو بمثابة الأخ الكبير بالنسبة لي.

هل ترى بأن تركيبة المنتخب ستخضع لتغييرات بعد هذه المشاركة؟

أكيد أن هناك لاعبين سيغادرون لسبب أو لآخر، وفي مقدمة ذلك أن البعض منهم في نهاية مشوارهم الكروي، حيث مبدئيا سيتم الاحتفاظ بـ 17 أو 18 من التعداد الحالي، غيابات ستكون مؤثرة لكن يتطلب البحث عن البدائل المناسبة لتعزيز المنتخب وتصحيح النقائص حتى يكون المنتخب الفلسطيني على موعد مع التحديات المقبلة، بداية م نشهر جوان المقبل، تحسبا للتصفيات المزدوجة الخاصة بكاس العالم وكأس آسيا إضافة إلى كأس غرب آسيا.

ماذا عن مستقبلك على رأس المنتخب الفلسطيني؟

شخصيا يربطني عقد معنوي مع الاتحاد الفلسطيني، والكلام عن هذا الموضوع سابق لأوانه، كل شيء متوقف مع لقاء مع المسؤولين بعد الانتهاء من عملية التقييم، إذا منحت لي الثقة فسأواصل مهامي بصورة عادية، وإذا حدث العكس فأنا فخور دوما بالعمل الذي قمت به تحت لواء المنتخب الفلسطيني.

ما هي رسالتك للجماهير الفلسطينية؟

أحيي الجميع على وقفتهم النوعية، منتخب فلسطين قدم عروضا جيدة في كأس أمم آسيا، واللاعبون أدوا دورهم بإخلاص لإسعاد الشعب الفلسطيني، وأكيد أن مسيرة “الفدائي” لن تتوقف عند هذا الحد وسيجدد العهد مع الانتصارات في التحديات المقبلة.