رياضة

فلسفة ماجر

ياسين معلومي
  • 2935
  • 8
ح.م
رابح ماجر

بعد أن كنا لسنوات نتربع على عرش القارة الإفريقية، ووصلنا إلى مراتب متقدمة، بتأهلين متتاليين لنهائيات كأس العالم، وكنا حتى قدوة لمنتخبات إفريقية سلكت نفس النهج الذي أوصلنا إلى العالمية، عدنا إلى نقطة البداية، وأصبح منتخبنا سهل المنال، يتخبط في مشاكل كثيرة، لاعبون يقاطعون وآخرون يتحايلون، والبعض منهم ينتظر نهاية لقاء البرتغال لأخذ عطلهم السنوية، والبعض الآخر يترقب الإمضاء لأندية أخرى، على غرار سليماني ومحرز وبراهيمي وربما المتألق زين الدين فرحات.
تابعت باهتمام الخرجة الإعلامية للناخب الوطني رابح ماجر ساعات قبل مواجهة الرأس الأخضر، ووجدت أن كلامه منطقي إلى أبعد الحدود، خاصة عندما تحدث عن إعطائه الفرصة للاعب المحلي الذي عاينه منذ إشرافه على سفينة الخضر، وما أعجبني هو أن ماجر دافع بشدة عن خياراته، سواء كان مخطئا أم مصيبا فيها، لأنه في آخر المطاف هو المسؤول عن العارضة الفنية، وهو الذي يحاسب في نهاية المطاف، ولا أحد غيره، كلنا نوجه إليه انتقادات لاذعة، وكل منا له خيارات تتناقض مع خيارات المدرب الوطني، لكن في النهاية هو ربان السفينة، وهو صاحب الكلمة الأخيرة، والنتائج الفنية هي التي تحدد مصيره في آخر التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا المقبلة بالكاميرون.
ماجر ظهر هذه المرة هادئا ومبتسما، رغم بعض الهفوات التي سقط فيها كقضية اللاعب لاكروم، “اللاعب الكبير” الذي أمضى في وفاق سطيف، وما قاله الناخب الوطني مؤخرا عن شاوشي الذي خرج من الباب الضيق من المولودية، ما يجعل وجهته المقبلة مجهولة بعد أن أصبح دون فريق، وأيضا الغموض الذي يسود قضية فيغولي الذي برأه ماجر، حين اعترف بأنه يعاني من إصابة، ومبولحي الذي يبدو أنه شطبه نهائيا من التشكيلة الوطنية بعدما رفض المجيء في وقت نحن في أمس الحاجة إلى خدماته، الناخب الوطني حتى وإن بدا متفائلا أمام كاميرات التلفزيون إلا أنني أحسست بأنه يعاني ضغطا نفسيا رهيبا جراء الانتقادات التي تطاله يوميا، الكل يشهر سيف الحجاج ضده وعلى طريقته، ربما بإيعاز من لا يحبون الخير للمنتخب الوطني المطالب بالتأهل لكأس إفريقيا والوصول على الأقل إلى الدور نصف النهائي مثلما قاله ماجر في عدة مناسبات.
أستحضر حادثة المدرب الفرنسي إيمي جاكي المتوج بكأس العالم سنة 1998، والانتقادات اللاذعة التي تعرض لها من أكبر وسائل الإعلام الفرنسية، لكنها في آخر المطاف اعتذرت إليه بعد تتويجه بكأس العالم، لأنه كان محقا ومدافعا عن خياراته، وهي قناعة المدرب في الاختيارات التي يعتمد عليها، وهو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، وهي حسب رأيي نفس الفلسفة التي يعتمد عليها ماجر مؤخرا، بعدما أصبح لا يبالي بالانتقادات الموجهة إليه يوميا.
لا أدافع عن ماجر، ولا يحق لي اليوم أن أنتقده وهو في بداية المشوار مع “الخضر”، قد أختلف معه في الكثير من الأمور، سواء من الناحية التقنية أم بخصوص “الخلطة” الجديدة” التي يعتمد عليها، وحتى قائمة اللاعبين التي اعتمد عليهم، فلاعبون مثل عبيد ودرفلو وتايدر وهني وآخرون أعتبرهم ركائز كان من الأجدر الاعتماد عليهم، لكن المدرب له فلسفته وطريقة عمله، وفي النهاية هو الذي في الامتحان.. يُكرم ماجر أو يُهان.

مقالات ذات صلة