الشروق العربي
من أجل منافسة بنات "التيك توك" و"الإنستغرام":

فنانات يتمايلن ويرقصن أمام الكاميرات

صالح عزوز
  • 3030
  • 3
بريشة: فاتح بارة

أصبح تطبيق “التيك توك” و”الإنستغرام” اليوم، معيارا عند الكثير من الناس في تقييم الأشخاص والوقوف على أعمالهم، حتى ولو كانت رقصا وتمايلا أمام الكاميرات، بل تعدت إلى أن أصبح عشاق هذا التطبيق، من بين المطلوبين في الكثير من الأعمال، حتى من دون مستوى، فقط يجيدون الحديث المتفرق في الكثير من المواضيع التي أصبحت تستهوي الكثير من الناس، وإبراز بعض القدرات الحركية أمام الكاميرات إن لم نقل حركات إحاءات جنسية، سمح لها بتصدر المشهد اليوم.

نتج عن تصدر بعض الوجوه للمشهد في الكثير من المجالات عبر هذا التطبيقات، أن أصبحوا في الصف الأول من حيث الطلب والدعم، من طرف صناع القرار أو حتى الجمهور، ووصلت الحال في الكثير من المرات، أن تحصلوا على مناصب راقية بمجرد حصولهم على مئات من المشجعين لهم، وهم يتمايلون أمام الكاميرات ويتحدثون في مواضيع ربما أغلبها لا يسمن ولا يغني من جوع، لكن للأسف أصبحت تستهوي الكثير من المتفرجين، الذي لا يفرق الكثير منهم بين الفن والعفن إن صح القول، وليس الجمهور فحسب، بل حتى من بيدهم سلطة القرار، في المؤسسات الإعلامية وكذا الأعمال التلفزيونية من فن وتمثيل وغيرها.

ونتيجة لتغير المعايير في اختيار الوجوه خاصة في عالم التمثيل، فإن العديد من الممثلين وقعوا في هذا الفخ، وأصبحوا هم كذلك، يمارسون الرقص والتمايل أمام الكاميرات، في مثل هذه التطبيقات، والتطرق إلى مواضيع كثيرة بطريقة تشوه صورهم أكثر مما تزيدهم حبا عند الجمهور، والمتتبع لتعليقات الكثير من الأشخاص، الذين يتابعونهم عبر هذه الحسابات، يلاحظ الكم الهائل من السخرية والسب والشتم والتنمر في الكثير من الأحيان.

كما يعتقد البعض من الممثلين، الذين نقلوا الجمهور، لمتابعتهم عبر هذه التطبيقات، من أجل جمع أكبر عدد من المعجبين في الأصل وليس لشيء آخر، أنه لا عيب في هذا، وهم أحرار في ما يقومون به عبر هذه التطبيقات، رغم ما يتلقونه من الانتقادات اللاذعة، بعد كل ظهور، من طرف الجمهور الذي كان يكن لهم التقدير والاحترام، وهذا ما يلاحظ في الكثير من التعليقات، لأن الرقص والتمايل أمام الكاميرات، مخصص في الأصل للوجوه التي لم تكن موجودة أصلا، قبل ظهور هذه التطبيقات، التي استطاعت أن تحجر لنفسها مكانة في عالم الفن، بمساعدة بعض ضعاف الشخصية. ورغم هذا، لن يصلوا إلى مرتبة ممثل متخرج من معهد ومتمرس في الميدان مهما حدث، على حد تعبير الكثير من الجمهور. أما أن يظهر فنان أو فنانة، له مكانة بين الجمهور، ولديه أعمال تشهد على تكوينه واحترافيته وحب الجمهور له، فهو أمر غير منطقي حتى ولو كان من أجل الجمهور.

كان هذا المعيار في اختيار الوجوه الفنية وغيرها، عبر هذه التطبيقات، سبب مباشر في الرداءة الحاصلة في كل المجالات، وللأسف فقد وقع في فخ الرقص والتمايل أمام الكاميرات عبر هذه التطبيقات، الكثير من الممثلات خاصة، لذا اهتزت مكانتهم عند الجمهور.

مقالات ذات صلة