الجزائر
المخاوف تنامت ومختصون يحلّلون الظاهرة

“فوبيا” الطائرات.. أوهام ووساوس تطارد الجزائريين!

وهيبة سليماني
  • 4261
  • 5
ح.م

أثارت حادثة سقوط طائرة بوفاريك، زلزالا قويا في نفوس الجزائريين وحركت مشاعرهم وتضامنهم العاطفي، وشكلت مأساة حقيقية لا يمكن أن تمحى من عقول أهالي الضحايا بسهولة…وبالنسبة للجزائريين الذين يعانون “فوبيا” ركوب الطائرة وجدوا في الحادثة شرعية لخوفهم المرضي، في حين تسللت هذه “الفوبيا” إلى نفوس آخرين كانوا لا يعانون منها قبل سقوط هذه الطائرة حتى وإن كان الحادث قضاء وقدرا.
بين الأخبار الخاطئة وبين التضخيم والإشاعات ونشر الخرافات والأوهام، أضحت حادثة سقوط الطائرات عبر مختلف بقاع العالم، عبر وسائط التواصل الاجتماعي “فايسبوك” و”تويتر”، تراجيديا اجتماعية، لعبت أثرا عميقا في نفوس الكثير من الجزائريين وخاصة الأطفال.

وزراء وفنّانون في مقدمة المرضى

أكد الأستاذ كمال ديب، أن لديه الكثير من الأصدقاء، تأثروا بهذه المعلومات الغريبة، خاصة وأن الطائرات التي اخترقت برجي الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2001 كانت في يوم 11سبتمبر، التاريخ الذي يردّد أنه أصبح مرتبطا بسقوط الطائرات في كل البلدان، مشيرا إلى ما تناقلته وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي حول الخطوط الجوية الجزائرية، ساهم في تراجع زبائن هذه الشركة فترة وقوع الفاجعة الأخيرة.
وفي نفس السياق، كشف كمال ديب عن شخصيتين جزائريتين، بصفته كان قريبا منهما، لديهما “فوبيا” ركوب الطائرة، الأول هو المجاهد والوزير الأسبق محمد العربي دماغ العتروس، رحمة الله عليه، والذي كان يفضل أن يسافر إلى الصين عبر الباخرة، والثاني الفنان الراحل عمر الزاهي.
وقال الدكتور، مسعود بن حليمة، طبيب نفساني، إن سقوط الطائرات والولوج المتكرر إلى الأنترنت لمشاهدة كوارث الطائرات عبر العالم، تركا أثرا نفسيا عميقا، خاصة بعد الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهي تبقى في عقول الكثير من الأطفال والمراهقين وحتى الكبار. وأوضح بن حليمة، أن الترويج حول سقوط الطائرة، عالمي وعمّ كل الكرة الأرضية، حتى أصبحت المخاوف ليست فقط مرضية بل هي نتيجة حتمية لتكرار مثل هذه الحوادث عبر العالم.

الخوف من ركوب الطائرة قد يؤدي إلى الموت!

يرى الدكتور مسعود بن حليمة، أخصائي نفساني، أن حوادث سقوط الطائرات، عبر مختلف البلدان والأزمنة، سيترك أثرا سلبيا بليغا، ومخاوف مرضية عند بعض الجزائريين، أكثرهم أهالي وأبناء الضحايا والمسافرين مرتادي هذه الوسيلة من وسائل النقل.
وأشار المتحدث إلى أن فوبيا ركوب الطائرة والأماكن العالية تهدد بالأمراض وحتى الموت إذا ما وجد الشخص المريض نفسه مضطرا إلى اللجوء إليها.
وهذا ما أكده أيضا، الدكتور محمد حامق، حيث أوضح أن ركوب الطائرة قد يؤدي إلى أزمة قلبية، والموت، للكثير من مرضى “فوبيا” ركوبها، وهي تتسبب في السكري والضغط الدموي، وأن مجرد الخوف منها يؤدي للإصابة بالصرع.
ودعا الأخصائيون النفسانيون، في تصريح لـ “الشروق”، إلى مباشرة العلاج النفسي والمتابعة للأبناء ضحايا الطائرات، والذين يسكنون في محيط المطارات، ونصح الدكتور محامق، بأن تطلق حملة تحسيسية نوعية يشارك فيها أخصائيون ونفسانيون، لمتابعة الانعكاسات النفسية على شريحة الأطفال والمراهقين.

مقالات ذات صلة