فوضى وتشابك بالأيدي للظفر بـ “الشهرية” في ورقلة

تحولت مكاتب البريد في أحياء بلديات ورقلة، إلى مسارح لاندلاع معارك شرسة بين الزبائن نتيجة النقص الحاد في السيولة النقدية، مما جعل المواطنين يتيهون بين هذه المرافق دون جدوى، ورغم المناشدات المتكررة بتوفير الأموال داخل هذه المكاتب وتشغيل الموزعات الآلية للأوراق المالية لكنها ذهبت أدراج الرياح.

وتبدأ رحلة المواطنين في الصباح الباكر، كل يوم أين يصطدمون لدى توجههم إلى مكاتب البريد بانعدام الأموال داخلها ما يطرح عدة استفهامات حول سبب نقصها وتذبذب توفرها منذ أشهر، وتركت الأزمة حالة من الاستياء العميق بين الزبائن في ظل انعدام النقل الجماعي والارتفاع الكبير في درجات الحرارة، ما جعل من عملية الفوز ببعض النقود عملية شبه مستحيلة.

وتسبب انعدام السيولة النقدية في مكاتب البريد الصغيرة، في زحف الزبائن نحو القباضة الرئيسية التي شهدت اكتظاظا شديدا، بين الزبائن في جميع الشبابيك وخصوصا في شباك توزيع التذاكر.

ويعرف هذا الأخير وقوع اشتباكات عنيفة بين الزبائن من جهة وبين الزبائن وبعض عمال الشبابيك نتيجة الضغط الكبير، وسوء الخدمات في مكاتب البريد، وعرفت القباضة الرئيسية زحاما كبيرا نتيجة موقعها الإستراتيجي ولجوء المواطنين إليها كبديل حتمي لتدهور الخدمات في مكاتب البريد الفرعية.

وتشهد جميع الموزعات الآلية للأوراق المالية في مكاتب البريد المنتشرة في بلديات الولاية توقفا تاما في عملها، حيث تظل خارج الخدمة طيلة اليوم ما أدى إلى نزوح المواطنين إلى الموزع الآلي للأوراق المالية في القباضة الرئيسية والذي يتجمع حوله المئات من الزبائن بشكل يومي.

وتسبب هذا الزحام في وقوع معارك كبيرة بين الزبائن، فضلا عن تقاربهم الشديد في الصفوف ما وفر بيئة ملائمة لانتشار فيروس كوفيد 19 بسبب انعدام السيولة وغياب التنظيم، كما تسبب انعدام السيولة في سفر المواطنين لمسافة 100 كم نحو عاصمة الولاية بحثا عن النقود كما فعل بعض الزبائن في بلدية الحجيرة.

وناشد المواطنون في حديثهم لـ”الشروق” السلطات العليا التدخل عاجلا لوضع حد لمعاناة زبائن قطاع البريد وتحسين الخدمات محليا خصوصا، فيما يتعلق بتوفير السيولة النقدية والحرص على تشغيل جميع الموزعات الآلية للأوراق المالية المتوقفة دون سبب واضح، وكذا ضرورة تحسين عمل الشبكة في مكاتب البريد، كما طالبوا بتعميم الموزعات الآلية في المكاتب التي تفتقدها مثل أحياء سكرة وبامنديل وحاسي بن عبد الله وغيرها.

من جهتها، اتصلت “الشروق” بمدير الوحدة الولائية للبريد في مكتبه دون جدوى كما هاتفناه عدة مرات لأخذ رد حول عديد المواضيع التي تخص قطاعه لكن دون رد رغم علمه بهويتنا.