منوعات
تلاميذ الأستاذ الهادي الحسني يستذكرون فضله بعد مسيرة سبعة عقود

فيلسوف المعنى ومهندس اللفظ يُكرّم بالبليدة

الشروق
  • 4161
  • 19

تكريما للعطاءات العلمية والجهود المضنية، نظمت أسرة مسجد الفرقان بأولاد يعيش في البليدة وبمشاركة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين احتفالية تكريم الأستاذ محمد الهادي الحسني وسط حضور لافت وشخصيات وازنة من أهل العلم إلى جانب رفقاء الشيخ ومحبيه وطلبته الذين أبوا إلا أن يكرموا أستاذهم الأغر بمناسبة بلوغه السبعين.
تهاطلت كلمات وفاء لا آخر لها في حق الكاتب وصاحب العمود المتين بجريدة “الشروق” الأستاذ الدكتور محمد الهادي الحسني في احتفالية “صناعة الاعتراف” بقامة من قامات الجزائر وأحد علمائها البارزين، وقال رئيس الشعبة الولائية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين لولاية البليدة “إن المحتفى به أهل للتكريم وهو صاحب الخصال الفضلى والأعمال الجليلة، ظل إنسانا صامدا مجاهدا بلسانه وقلمه عن الثوابت الوطنية”، كما اعتبر المجاهد العقيد محمد رمضاني “أن الضابط الاحتياطي محمد الهادي انسجم مع جميع زملائه وهو صاحب صولات وجولات فكرية”.
من جهته، اعتبر الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في كلمته “أن الحديث عن صديقه الهادي الحسني صعب وشيق في نفس الوقف.. فالمحتفى به رجل رزقه الله من الملكات والمواهب ما يمكن وصفه بصيغة منتهى المواهب وهو ثابت على الثوابت وعالم عامل بعلمه”.
وتنوعت من خلال الاحتفالية عبارات الامتنان في حق الرجل الذي سار على درب كريم وكان له دور بارز في الإشادة بالثورة الجزائرية من خلال كتبه ومقالاته من دعاة العولمة، ولكن بإحسان.
وقالت الأستاذة خديجة بوزكري، زوجة الأستاذ الهادي الحسني في حديث للشروق على هامش احتفالية التكريم “ان الله وهب لزوجها حب الناس الصادق وجعل له مكانة خاصة في قلوب كل من يعرفه نظير إكرامه لوالديه عليهما رحمة الله، إذ كان أبر الناس بأمه وأبيه”، وتضيف زوجة شقيقه الأكبر وهي ابنة معلمه الأول في الصف الابتدائي بجيجل “ان حدس والدها الشيخ عبادة مصطفى كان صادقا، إذ كان يشم فيه نسمة العلماء.. فالتلميذ محمد الهادي الحسني كان ذا ذهن متوقد ومتفوقا على أقرانه في السن، قوي الحجة والبيان”، ومن خلال حديثها للشروق أكدت الدكتورة سوسن مناصر من جامعة العربي التبسي بتبسة أنها من خلال تطرقها في أطروحتها لنيل شهادة الدكتوراه تحت عنوان فن المقال عند الأستاذ محمد الهادي الحسني “دراسة لسانية تداولية”، أن “الأستاذ متعاون مع مخاطبيه وتجد في كتاباته التوجه الإقناعي وصدى لتطبيق مبدأ التعاون واحترام قوانين الخطاب المنبثقة عنه وصادقا في التعبير عن القضايا التي عاشها الشعب الجزائري، وأعطى لكل ذي حق حقه، كما نجده قد شارك المجتمع الجزائري مواقفه المختلفة بكل صدق”.
ومن خلال كلمته التي ألقاها أشاد الدكتور المحتفى به بدور جريدة “الشروق” التي فتحت له صدرها وكذا عرفان طلبته وخلانه، ونال الشيخ محمد الهادي الحسني درع الإمام العلامة عبد الحميد بن باديس وكذا تكريمه بكتاب يحمل اسمه “محمد الهادي الحسني” جمع شهادات ومقالات ودراسات بأقلام أساتذته وتلامذتة ومحبيه، يستذكرون فضل الرجل الذي قطع سحابة كبرى من عمره في التربية والتعليم والنصح، وبلغ في علمه مبلغ المبدعين.

مقالات ذات صلة