منوعات
"ابن آوى" يمجد نضال وصمود الجزائريين من قلب الريفيرا

فيلم فرنسي يكشف جهود بوتفليقة في مواجهة الإرهابي كارلوس

الشروق أونلاين
  • 5515
  • 13

نضال الشعب الجزائري وصموده في سبيل نيل الحرية ومواقفه البطولية، لا تزال تثير دهشة وانبهار الفرنسيين، وهذا ما أظهره المخرج الفرنسي “أوليفيي أسايس؛ في فيلم “كارلوس” المعروض حاليا في مهرجان “كان”، عن شخصية إيليتش راميريس سانشيز المعروف بــ “كارلوس” وهو أحد أكبر وجوه الإرهاب في سبعينات القرن الماضي.

تبدأ أحداث الفيلم، الذي مدته خمس ساعات ونصف في جوان 1973، عندما التقى كارلوس مع محمد بودية الذي أدخله عالم الجريمة، وكانت أول عملية قام بها هي تفجير السفارة الفرنسية بهولندا في سبتمبر 1974، لتتوالى عملياته الإرهابية التي شدت انتباه وإعجاب الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ليقوم سنة 1975 بتنفيذ مخطط ذي أهمية أكبر على الصعيد العالمي، حيث قام باختطاف وزراء البترول العرب والأجانب الذين كانوا مجتمعين في إطار الأوبيك بفيينا من قاعة اجتماعهم، وكان عددهم عشرين وزيرا، ويطلب كارلوس من رئيس النمسا توفير طائرة لتقلهم إلى بغداد لضمان سلامة الوزراء، فتحضر له الطائرة، وباعتبار أن الرحلة طويلة من فيينا إلى بغداد، يضطر كارلوس وجماعته إلى التوقف في الجزائر، حيث كان ينتظره وزير الخارجية عبد العزيز بوتفليقة، والرئيس الراحل هواري بومدين، فحطت الطائرة على مطار الجزائر، وحدث ما لم يكن يتوقعه كارلوس، حيث أحبط بوتفليقة خطة كارولس، وطلب منه الإفراج عن الوزراء المختطفين مقابل 20 مليون دولار حسب رواية الفيلم، وإن رفض ذلك عليه بمغادرة المطار على جناح السرعة، وبعد مشاورات طويلة مع جماعته، يقرر كارلوس الإفراج عن الوزراء الأجانب والتوجه إلى تونس، غير أن الرئيس التونسي يرفض ذلك ويطلب منه العودة من حيث أتى، فتعود الطائرة إلى الجزائر ويلتقي مجددا ببوتفليقة الذي يعرض عليه ضعف المبلغ في سبيل سراح إلى الأمر الواقع ويقبل بصفقة الجزائر، ليعود خائب الآمال إلى جنوب اليمن، أين يتدرب ورفاقه على يد وديع حداد، باسم القضية الفلسطينية أو الكتلة الشيوعية في تلك الفترة، ويحترف كارلوس الملقب بـ”ابن آوى” عالم الإجرام، إلى درجة تهافت الدول العربية والأوروبية على ضمه إليهم والعمل لصالحهم، وهذا بالضبط ما حصل مع سوريا وليبيا، ليلجأ بعد مغامراته كلها إلى السودان، لإجراء عملية جراحية، إلا أن صفقة مخابراتية بين حكومة الوزير الأول حسن الترابي في السودان والمخابرات الفرنسية أسقطت كارلوس في أيدي الشرطة القضائية الفرنسية في أوت 1994، ويمضي كارلوس البالغ من العمر ستين سنة في سجن بواسي ـ غرب باريس ـ عقوبة بالسجن مدى الحياة، صدرت في 1997 بعد إدانته بتهمة قتل شرطيين ومخبر للشرطة سنة 1975 في باريس.

وسيحاكم قريبا في باريس على الأرجح في ماي 2011 على حد قول محاميته، في إطار اعتداءات أخرى منسوبة إليه، مثل الاعتداء على قطار باريس-تولوز “لو كابيتول” في مارس 1982 )خمسة قتلى( وتطويق مجلة الوطن العربي في باريس  في أفريل 1982 )قتيل واحد( والاعتداء في محطة سان شارل في مرسيليا )قتيلان( وعلى قطار سريع في تان-ليرميتاج في جنوب فرنسا )ثلاثة قتلى( في ديسمبر .1983

مقالات ذات صلة