رياضة

…فيها خير!

جمال لعلامي
  • 1379
  • 2

أقف وقفة رعب وهلع وخوف وفزع و”خلعة”، أمام ما قاله المدرب السابق للخضر، “الشيخ” رابح سعدان، و”المسؤول” حاليا في “الاتحادية”، بأننا، ولا أعرف لماذا قالها بصيغة الجمع والمؤنث غير السالمين، بأننا نحتاج إلى 10 سنوات تضحية لوقف ظاهرة العنف في الملاعب، داعيا إلى الاستفادة من تجارب الآخرين وأخذ العبرة من الهوليغانزية!
بقدر ما هذا “الزمياطي” قد يكون تشخيصا واقعيا لما يحدث في ملاعبنا وألاعيبنا بسبب لاعبينا ولعبنا، فإنه تنبّؤ مثير وخطير، فاستمرار “العنف” 10 سنوات أخرى، برأي “شيخنا الفاضل” يستدعي توقيف البطولة الرياضية فورا وإلغاء لعبة كرة القدم و”تحريمها” أيضا، قبل حلّ كلّ النوادي والفرق الرياضية وتشميع الملاعب وتحويلها إلى أسواق للماشية والخضر والفواكه والسيارات!
إذا الأمر يتطلب فعلا “10 سنوات” على حد تشخيص صاحب “فيها خير”، لوقف عنف الملاعب، فهنا يجب التساؤل: وماذا فعلتم كمدربين ومسيّرين واتحادية وفريق وطني وفرق محلية، خلال الـ10 سنوات الماضية؟ ألا تتحملون انتم ما يحصل من عنف بالملاعب؟ أليس أنتم من أنتجتم لاعبين ومناصرين يتنفسون العنف؟
لم تكن ملاعبنا قبل 10 سنوات، في الوضعية التي هي عليها اليوم، والـ10 سنوات التي “يشترطها” الشيخ لمعالجة أسباب العنف، لا يُمكنها أنّ تنهي هذا العنف، ما لم تتبدّل أيضا العقليات، ومنها عقلية الترهيب التي استعملها سعدان، وهو الذي كان من المفروض، كغيره، من الفاعلين في الرياضة الوطنية، أن يقترحوا الحلول العملية والمعقولة، بدل تأجيل الحلّ إلى ما بعد 10 سنوات قادمة، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العظيم!
إلى أن يثبت العكس، لا يُمكن في الظروف الحالية، ومسيّري الفرق الرياضية حاليا، أن تنسحب مصالح الأمن من توفير الأمن بالملاعب، وصدق وليّ مناصر بعد أحداث ملعب “حملاوي” عندما قال بالفمّ المليان: “الحمد لله ألـّي كاين لابوليس، وإلا الحالة كانت خلات”!
لسنا بحاجة إلى 10 سنوات أخرى لوقف العنف، وإنما نحن يا شيخنا، بحاجة إلى إعادة تربية، وإعادة تقويم الأخلاق، وإعادة الاحترام المفقود، وبعث روح الأخوة والتضامن في دواخل الجميع، وليس المناصرين واللاعبين فقط، وأيضا نحن بحاجة إلى الحساب والعقاب، دون تمييز ولا مفاضلة، ولو تعلق الأمر بمسيّر ولاعبي الفريق الوطني ذاته!
نعم، الـ10 سنوات، نحتاجها في أمور أخرى، عوض تضييعها مجددا في مشاكل “جلدة منفوخة” بدّدت الملايير وقتلت جمهورها بالقنطة، وفوّتت على الناس فرصة الفرح رغم أنها استفادت من كلّ شيء..

مقالات ذات صلة