الرأي

قادة الغرب: دمروا العرب أبيدوهم

صالح عوض
  • 1464
  • 8

لم يعد المواطن العربي في مأمن في بلاده، ولم تعد أرضه في مأمن من العدوان، ولم تعد ثرواته في مأمن من السطو، فلقد رأينا كيف تجتاح قوات الأجانب ديارنا في العراق والسودان وسورية والصومال وليبيا وفلسطين وكيف أصبحنا بلا راع ولا حام.. لا يرقبون فينا إلا ولا ذمة.. ونحن ندرك أن مخططاتهم لا تقف عند حد.
ما يجري اليوم في أكثر من بلد عربي يشير بوضوح إلى غياب الغطاء الأمني عن المنطقة العربية وأنها أصبحت عرضة لمشاريع سياسية واستراتيجية تمعن في تفسيخها وإرهاقها من خلال الزج بعناصر الفوضى والإرباك داخلها.. والأمر لا يقف عند حد معين ولا يقتصر على مجال محدد بل إنه إرباك وفوضى في أكثر من صعيد اقتصادي وأمني وسياسي وثقافي واجتماعي.
في هذه الظروف المتشابكة تتقدم المشاريع في منطقتنا لإنهاء القضية الفلسطينية في عناوينها القدس واللاجئين والأرض.. ويفقد العرب الرسميون القدرة على التوازن والوقوف أمام هذا المخطط لاحتوائه وإفشاله ويذهبون إلى التلهي بقضايا تزيد المشهد إرباكا كما فعل التونسيون الرسميون في محاولة تغيير تشريع الميراث الإسلامي.. وكأن تونس لا ينقصها إلا هذه المشكلة وبتدبر الخطوة التونسية نكتشف كيف يتم صناعة المناخات المهيأة للإرهاب وكأن الذين أوصوا بهذه المقترحات أو من يقف خلفهم إنما أردوا أن يزرعوا بذور الشر والفتن في المجتمع فليس أكثر من هذا حجة للإرهابيين المتطرفين كي يحشدوا الشباب ضد الدولة ومؤسساتها بالتكفير والقتل.
الأمن القومي العربي أصبح مصطلحا فانيا غائبا عن الوجود ولا وجاهة له بعد أن أصبح الدمار والتخريب والتفتيت هو السبيل الذي يسلكه الرسميون العرب والنخب العربية تجاه مجتمعاتهم وتجاه أنفسهم وعلى الصعيد الداخلي يتم التوسعة للحاضنات المفرخة للإرهاب من تكميم الأفواه في كثير من الدول وقمع الحريات والزج بآلاف الناس في السجون وإسكان اليأس قلوب الشعوب وإحداث الحرمان والعوز في قطاعات كبيرة من الناس وممارسة الفساد العلني الفاحش والتوطئة لعدو الأمة الكيان الصهيوني وأمريكا في ديار العرب.
الأمن القومي العربي لم يعد عقيدة لدى النخب العربية الثقافي منها والسياسي.. وأصبح التطبيع مع العدو اقتصاديا وأمنيا بل وسياسيا في أحيان كثيرة سبيلا للكثير في منطقتنا العربية أولئك الذين لم تنقطع علاقاتهم لحظة بالكيان الصهيوني سرا..
إن الشعوب المظلومة التي تدفع الثمن مضاعفا أصبحت وجها لوجه مع مجموع الأعداء وليس بإمكان المهزومين تقديم مبررات عما يقترفونه من تخريب وتدمير في الأمة.. ومن هنا بالضبط حصلت القطيعة بين الناس ودولهم وتولدت عناصر الشك والريبة في كل تصرف وقول.
إن هذا كله لا يمنح المتنطعين مبررا ولا يصوغ العنف بأي شكل كان ولكنه بلا شك يفقد المجموع روح التكافل والتعاون والتساند في مواجهة عدو لا يتوقف عن إحداث الإرباك في كل مستوى..

مقالات ذات صلة