تعليمات لمعاقبة أفراد الأمن والجيش المعنيين بخرق القانون
قانون المرور تحت أقدام النافذين وأبناء المسؤولين
يعاقب الشرطي والدركي والجندي مهما كانت رتبته، عند مخالفة قانون المرور أثناء الخدمة وخارج الدوام أيضا، كما أن خرق قانون المرور يعد مخالفة للوائح والتعليمات.
-
-
وزير دولة “كاسكادور” و الانتصارات لم تشفع لسعدان في قسنطينة
-
وقد تصل العقوبات الى الإحالة على المحكمة العسكرية والسجن وحتى الفصل من السلك على خلفية أنهم رجال القانون الملزمون قبل تطبيقه باحترامه ويكونون قدوة للمواطنين الذين أصبحوا لايحترمون أبسط قواعد السياقة ولا رجال الأمن في الحواجز الأمنية وهو ما تشير إليه القضايا المعالجة على مستوى المحاكم والاعتداءات اليومية على عناصر الشرطة والدرك.
-
وأشار وكيل الجمهورية لدى محكمة الشراقة بالعاصمة خلال جلسة محاكمة الى ارتفاع عدد القضايا المتعلقة بإهانة هيأة نظامية، وقال أن هذا النوع من القضايا يعكس تراجع احترام الدركي أو الشرطي، خاصة عند ارتكاب مخالفة قانون المرور ومنه عدم احترام القانون وممثلي الدولة، واعتبر الاعتداءات المتكررة ضد أفراد الأمن في الحواجز الأمنية تؤكد هذه الثقافة التي تفشت في المجتمع.
-
وتعالج محكمة الشراقة غرب العاصمة أسبوعيا حوالي 3 قضايا على الأقل تتعلق بإهانة موظف أثناء أداء مهامه يكون شرطيا أو دركيا، ويكشف موقع مدينة الشراقة “هوية” هؤلاء الذين يجعلون أنفسهم فوق القانون.
-
وتفيد المعلومات المتوفرة لدى “الشروق اليومي”، أن الظاهرة تفاقمت في السنوات الأخيرة بشكل لافت، وتتحفظ مصالح الأمن عن إعطاء تفاصيل عن هذا الموضوع والرد على استفسارات تتعلق بالفئة الأكثر تورطا في مخالفة قانون المرور، واكتفى مسؤول أمني على صلة بالملف بالتعليق “أن القانون يطبق على الجميع وهو فوق الجميع”، مشيرا الى الإجراءات التي يتم اتخاذها في حال مواجهة إهانة أو معارضة بتحويل المحضر على العدالة التي تتابع المعني بتهمة إهانة هيأة نظامية أو موظف أثناء أداء مهامه، و”انخرط” المواطنون بقوة في هذا النوع من القضايا.
-
في هذا السياق، كانت سيدة قد مثلت أمام محكمة بئر مراد رايس بتهمة إهانة هيأة نظامية، السيدة كانت في المقعد الأمامي رفقة سائق السيارة التي أوقفها شرطي بعد ارتكاب مخالفة السير على رواق الاستعجالات، حيث احتجت ورفضت إعطاء الشرطي الوثائق رغم شرحه لطبيعة المخالفة، وظلت تهين الشرطي بعبارات قاسية واتهمته بممارسة الحقرة بالقول “عندهم الحق الإرهاب كي يذبحوكم” (…).
-
وكانت ساحة أودان بالعاصمة مسرحا لحادثة اعتداء سائقة سيارة على شرطي ضبطها تتحدث بالهاتف النقال أثناء القيادة، حيث رفضت التوقف وقامت بعدها بالنزول من السيارة ووجهت له كلاما بذيئا على مرآى المواطنين قبل أن تضربه على الوجه بهاتفها النقال وقامت بالاتصال بـ”شخص” طلبت تدخله بنعت الشرطي بـ”الكلب اللي حبسني”، وذهبت إلى أبعد من ذلك عندما طلبت منه أن يقوم بفصله “وما يلقاش الخبز”، وتم تحويل الملف على العدالة ويجهل “مصير” الشرطي، خاصة وأن السائقة “المميزة” انطلقت بسيارتها متجاهلة الشرطي.
-
-
سياسة “ما دير وال” تشجع التجاوزات وخرق قانون المرور
-
وتفيد شهادات متطابقة لأعوان الأمن العمومي، أنهم يواجهون يوميا مشاكل مع السواق، ومن أبسط المواطنين الذين أصبحوا لايحترمون الشرطي، حيث يقوم هؤلاء بتمزيق الغرامات الجزافية ويرفضون أيضا الامتثال لأوامر التوقف ويخرقون الحواجز الأمنية وينهالون على العون بالشتم، وقال شرطي يعمل في حاجز أمني ـ شرق العاصمة ـ أن شابا كان يقود سيارة “ميڤان” رفض التوقف في الحاجز وتخفيض السرعة، وخاطب الشرطي الذي أشار إليه باحترام السرعة والتوقف “روح يا الكافي لبلادك”، وواصل السير، وأكد أن مثل هذه السلوكات تتكرر يوميا، لكن شرطيا آخر طلب التحفظ على هويته رفع إشكالا يواجه أفراد الأمن عند تطبيقهم القانون، خاصة من طرف أبناء المسؤولين وأصحاب النفوذ، وكشف أنه يتم سحب رخصة السياقة من السائق الذي يقوم باسترجاعها لاحقا من مركز الشرطة، مستخدما نفوذه، وخاطبني بالقول “منهم انتم الصحفيين” وأضاف “غالبا ما يمر مجددا علينا في الحاجز ليستفزنا، وأصبحنا نصادف سائقين يؤكدون لنا لا جدوى من سحب الرخصة، لأنهم سيقومون باسترجاعها لاحقا”.
-
وأفاد العديد من أفراد الشرطة أنهم أصبحوا يخافون على “الخبزة” عند تحويلهم للعمل في الحواجز الأمنية، خاصة بالأحياء الراقية، وأوضح أحدهم “يدو علينا الحق، ويتهموننا بالحقرة وإهانتهم، وتصل العقوبة الى الفصل، خاصة إذا كان المعني “شركة قادرة” بتعبير الشرطي الذي أضاف مازحا “أنا أتفادى الكات كات والبنات حفاظا على منصب عملي”.
-
لكن رفيقه يطرح نفس المشكل في القرى والمناطق الجبلية، حيث يتميز سائقو الجرارات والشاحنات بالخشونة ولا يتوانون في تمزيق الغرامة الجزافية أمام أعين أفراد الشرطة.
-
ونقل شرطي واقعة واجهته عندما قام بتوقيف سائقة تبين أنها كانت في حالة سكر “عندما طالبتها بالوثائق، صرخت في وجهي ما عرفتنيش أنا الفنانة…، أجبتها بهدوء أني هنا لأطبق القانون، شتمتني بعبارات بذيئة وقالت أنها ستتصل بفلان لفصلي وانطلقت بسيارتها”.
-
وتتوفر “الشروق اليومي” على معلومات حول واقعة جرت بولاية بسكرة، حيث “تجرأ” شرطي على توقيف مقاول معروف وحرر له مخالفة مما أثار احتجاج السائق ليتحول الى اشتباك جسدي، وتم الفصل في الموضوع بتحويل رئيس مصلحة أمن الطرقات ببسكرة الى ولاية بشار كعقوبة ورئيس مصلحة الشرطة القضائية الى ولاية المسيلة.
-
ويتحدث آخرون عن أشياء طريفة أهمها أن الشاب نصرو ـ مغني الراي ـ المقيم حاليا بالولايات المتحدة الأمريكية، لم يمتلك في حياته أبدا رخصة سياقة قبل هجرته الى أمريكا، وكان يتنقل من وهران الى قسنطينة دون رخصة وعند توقيفه في الحواجز الأمنية، كان يقدم لأفراد الشرطة أشرطة كاسيت، مستغلا حب الجمهور بما فيهم “البوليسية” لأغانيه العاطفية جدا، وكان أفراد الدرك الوطني قد قاموا بسحب رخص سياقة مطربة الحوزي ريم حقيقي، والمطرب نوري الكوفي لارتكابهم مخالفات قانون المرور، لكنهم تمكنوا من استرجاعها، ولم يسجل خضوع أحد من هؤلاء النافذين للجنة الولائية لسحب رخص السياقة.
-
-
نجمة رياضية “شيكورة” و نجل وجه رياضي يخرج سيارته من المحشر
-
ويؤكد أفراد الدرك الوطني و الشرطة أن نجمة رياضية “شيكورة” لا تحترم أبدا قواعد السياقة و لا تكتفي فقط بخرق قانون المرور بل لا تحترم رجل الأمن في أي مكان حتى أصبحت معروفة في أوساط أفراد الأمن، ويذكر دركي أنه “تجرأ ” يوما و حرر لها مخالفة لإرتكابها مخالفة الوقوف الخطير فانهالت عليه بالشتم بعد تمزيق الغرامة الجزافية و عندما أكد لها الدركي أنها ستحول على العدالة أجابته “روح شوف بوتفليقة” .
-
و تفيد معلومات مؤكدة ، أن نجل أحد نجوم الرياضة قام بارتكاب مخالفة تطلبت تحويل سيارته على المحشر ولم تنجح كل التدخلات و الاتصالات مع أفراد الأمن لاسترجاع رخصة السياقة بعد سحبها منه وإيداع سيارته على المحشر لمدة أسبوعين و تحويل ملفه على اللجنة الولائية لسحب رخص السياقة ليتمكن بواسطة اتصال هاتفي على مستوى الدائرة الإدارية ببوزيعة من استرجاع رخصة السياقة و سيارته التي توجد في المحشر على الورق ..فقط
-
-
تنبيهات لإطارات الدولة دون تحرير مخالفات
-
وتتحفظ أجهزة الأمن عن إعطاء أدنى التفاصيل عن القضايا التي تورط فيها مسؤولون في الدولة، وأفاد مصدر موثوق في هذا السياق لـ”الشروق اليومي”، أن وزير دولة من هواة السياقة بسرعة مفرطة يعرف لدى مصالح الأمن بـ”الوزير الكاسكادور”، حيث يقود سيارته بمفرده دون سائق ودون حراسة، عند تنقله لزيارة أقاربه أو الاستجمام غربا بإحدى ولايات الغرب، ويعرف بإفراطه السرعة في السياقة، وسبق أن تسبب في حادث مرور جسماني لم يخلف خسائر بشرية، ويقول أفراد الشرطة والدرك أنه يحترم رجال الأمن، لكنه غير ملتزم بقانون المرور، وتتمثل المخالفات التي يرتكبها في السرعة المفرطة وتغيير الإتجاه دون إشارة وعدم احترام ألواح الإشارات.
-
ويتورط العديد من إطارات الدولة منهم مديرو بنوك ومؤسسات عمومية في خرق قانون المرور منها التوقف العشوائي لقضاء حوائجهم والسرعة المفرطة وتضبط أجهزة الرادار العديد منهم، ولا تحرر مخالفة ضدهم بعد الكشف عن هوياتهم، وعندما سألنا رجال الأمن عن طبيعة المخالفات التي يرتكبها نواب البرلمان، قالوا مازحين “عندهم الدراهم باش يسلكو”، أي تكفي مرتباتهم الضخمة لتسديد الغرامة الجزافية، لكنهم لا يقومون بتسديدها غالبا.
-
ولم تشفع الانتصارات التي حققها رابح سعدان مدرب الفريق الوطني، حيث حرر أفراد الشرطة على مستوى مطار قسنطينة الأسبوع الماضي مخالفة ضده بسبب توقفه غير القانوني.
-
وتحفظ مصدر في المديرية العامة للأمن الوطني عن إعطاء أدنى تفاصيل عن تورط الأجانب المقيمين في الجزائر في خرق قانون المرور، وتفيد معلومات متوفرة، أن الصينيين يتصدرون قائمة المخالفين، خاصة فيما يتعلق بالسياقة في حالة سكر، ويليهم الأفارقة الذين لايلتزمون بحزام الأمن والسير في رواق الاستعجالات وعدم احترام إشارات المرور.
-
ويجمع المراقبون على أن تطبيق قانون المرور يبدأ من هرم الدولة، ويفسرون ردود أفعال المواطنين برفضهم تطبيق القانون على “الزوالية” فقط، وأشار شرطي متقاعد الى انه حرر مخالفة لنجل الرئيس الشاذلي بن جديد واسمه طارق، وسدد الغرامة الجزافية، ويشهد للرئيس الشاذلي الذي ظهر في عهده “الصابو” أنه سائق ملتزم بالقانون، أما الرئيس الراحل بومدين مات دون سياقة…