الجزائر
أكد أنه لا مجال لتضييع مزيد من الوقت

قايد صالح: الحوار يجب أن يتم بعيدا عن الشروط والإملاءات

الشروق أونلاين
  • 4399
  • 28
ح.م
الفريق أحمد قايد صالح

أكد نائب وزير الدفاع رئیس أركان الجیش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، الثلاثاء، مباركة الجيش للخطوات التي تم قطعها في مسار الحوار لا سيما بعد استقبال رئيس الدولة مجموعة من الشخصيات الوطني التي ستتولى إدارة الحوار، داعيا إلى تنظیم انتخابات رئاسیة في أقرب الآجال.

ولدى إشرافه على حفل تكريم أشبال الأمة المتفوقين في شهادة التعليم والمتوسط وبكالوريا 2019، قال الفريق أحمد قايد صالح، قال الفريق أحمد قايد صالح: “إننا في الجيش الوطني الشعبي نبارك الخطوات المقطوعة على درب الحوار الوطني لا سيما بعد استقبال رئيس الدولة مجموعة من الشخصيات الوطني التي ستتولى إدارة الحوار حيث تعهد بتوفير الإمكانيات اللازمة والضرورية لمرافقتها في هذا المسعى النبيل وتهيئة الظروف لتنظيم الإنتخابات الرئاسية في أقرب الآجال”.

وأضاف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي: “لا مجال لمزيد من تضييع مزيد من الوقت والإنتخابات هي النقطة الأساسية التي يجب أن يدور حولها الحوار، حوار نباركه ونتمنى أن يكلل بالنجاح بعيدا عن أسلوب الشروط المسبقة التي تصل إلى الإملاءات”.

العدالة وحدھا من تقرر إطلاق سراح الموقوفین

وعلّق الفريق أحمد قايد صالح على الشروط التي وضعتها لجنة الحوار والوساطة قبل مباشرة الحوار مع الطبقة السياسية بالقول: “يجدر بي في ھذا المقام الإشارة إلى بعض الأفكار المسمومة التي بثتھا العصابة وتبنتھا بعض الأصوات التي تدور في فلكھا، والمتمثلة في الدعوة إلى إطلاق سراح الموقوفین الموصوفین زورا وبھتانا بسجناء الرأي، كتدابیر تھدئة حسب زعمھم، وعلیه، أؤكد مرة أخرى أن العدالة وحدھا من تقرر، طبقا للقانون، بشأن ھؤلاء الأشخاص الذين تعدوا على رموز ومؤسسات الدولة وأھانوا الراية الوطنیة، ولا يحق لأي أحد كان، أن يتدخل في عملھا وصلاحیاتھا ويحاول التأثیر على قراراتھا، ونحن في الجیش الوطني الشعبي نشجعھا، وندعوھا لمواصلة مسعاھا الوطني المخلص بنفس العزيمة والإصرار بعیدا عن كل التأثیرات والضغوط التي تحاول منح فرصة للعصابة وأذنابھا من أجل التملص من العقاب والعودة إلى زرع البلبلة والتأثیر في مسار الأحداث”.

وأضاف في هذا الشأن “فعلا، لقد تفطنت مؤسسات الدولة، وجھاز العدالة، للنوايا الخبیثة للعصابة، وتجندت أكثر من أي وقت مضى، بھدف إنجاح عملیة مكافحة الفساد وبلوغھا منتھاھا وكسب رھان معالجة ملفات الفساد المطروحة أمام العدالة، ومحاسبة المتسببین فیھا، بكل صرامة وتجرد وطمأنینة، لاسیما بعد أن تعھدت القیادة العلیا للجیش الوطني الشعبي على تقديم الضمانات الكافیة لمرافقة الإجراءات التي اتخذتھا وتتخذھا العدالة في ھذا المجال”.

مطالب تخفیف الإجراءات الأمنیة “مشبوھة وغیر منطقیة”

ووصف رئيس أركان الجيش المطالب بتخفیف الإجراءات الأمنیة المتخذة على مداخل العاصمة والمدن الكبرى بـ”المشبوھة وغیر المنطقیة”، موضحا بأن “ھذه التدابیر الوقائیة التي تتخذھا مصالح الأمن لتأمین المسیرات، ھي في مصلحة الشعب وحماية له ولیس العكس، وھو الأمر الذي طالما أكدنا علیه أكثر من مرة بضرورة تنظیم وتأطیر المسیرات لتفادي اختراقھا، وعلیه، فمن غیر المقبول التشكیك في نوايا وجھود مصالح الأمن، ومن غیر الأخلاقي تشويه الحقائق واختلاق الأكاذيب، بغرض إعطاء نفس جديد لأصحاب النوايا الخبیثة، الذين يعملون على تأجیج الوضع وإطالة أمد الأزمة”.

وقال إنه “رغم أن أغلب المطالب الشعبیة قد تحققت میدانیا، إلا أننا سجلنا ظھور بعض الأصوات تحاول ضرب مصداقیة وأداء مؤسسات الدولة، من خلال نشر الإشاعات لتضلیل الرأي العام وإفشال جھود المسؤولین النزھاء والمخلصین القائمین علیھا، ونحن كقیادة علیا للجیش الوطني الشعبي نتابع كل صغیرة وكبیرة ولم نسجل أي خلل، في أداء ھؤلاء المسؤولین الوطنیین وفي سیر ھذه المؤسسات، بل بالعكس فقد حققت في الفترة القلیلة الماضیة ما لم يتحقق في سنوات عديدة، والإنجازات في كافة المجالات لا تحصى ولا ينكرھا إلا جاحد، أو متآمر يعمل بإيعاز ويسعى لتنفیذ أجندات مشبوھة، فالشعب واعي أكثر من أي وقت مضى ولا يمكن تغلیطه أو دفعه إلى متاھات محفوفة بالمخاطر، وعلیه نؤكد من جديد أن مؤسسات الدولة تعد خطا أحمر لا تقبل المساومة والشروط المسبقة والإملاءات غیر القانونیة من أي جھة كانت، وستستمر في أداء مھامھا، إلى غاية انتخاب رئیس الجمھورية الجديد، الذي له كامل الصلاحیات لمباشرة الإصلاحات الضرورية”.

الفراغ الدستوري بوابة مباشرة نحو الفوضى والمجھول

وجدد نائب وزير الدفاع الوطني، تمسك الجيش الوطني الشعبي بالدستور لحل الأزمة والتحذير من عواقب الوقوع في فخ الفراغ الدستوري.

وأوضح في هذا الشأن، “نؤكد مرة أخرى أننا في الجیش الوطني الشعبي، لن نحید عن موقفنا الثابت، بخصوص التمسك بالإطار الدستوري، لأننا ملتزمون بقوانین الجمھورية، ولأننا كذلك تعھدنا أمام الله والوطن والشعب باحترام الدستور، مھما كانت الظروف، وعلیه، فإننا نحذر الأبواق التي لا زالت تدعو للابتعاد عن الدستور، والسقوط في فخ الفراغ الدستوري الذي يعد البوابة المباشرة المؤدية إلى الفوضى والمجھول، ونؤكد أن طريق الخلاص ھو تبني نھج الحوار النزيه، المبني على النوايا الصادقة والمخلصة، التي تمكن بلادنا من التغلب على الصعاب، وشق طريقھا نحو التقدم والرقي، ووضع معالم مستقبلھا الواعد”.

وقال الفريق أحمد قايد صالح، إن “الجزائر تملك كل الشروط الضرورية والمقومات لتجسیده على أرض الواقع، لأن الله عز وجل أنعم على بلادنا بموارد وثروات طبیعیة ھائلة، والأھم من كل ذلك أنھا تحوز على شعب أصیل شحذته المحن والتجارب، خاض أعظم ثورة تحريرية في التاريخ المعاصر، ويملك من القیم والمبادئ والإرادة والطموح ما يؤھله لأن يلتحق بركب التقدم والتطور والتنمیة، ويتحول إلى قوة حقیقیة، على كافة الأصعدة والمیادين”.

وأوضح أن “الصورة الناصعة التي رسمتھا الجماھیر الجزائرية طیلة فعالیات كأس إفريقیا للأمم المنظمة بجمھورية مصر العربیة الشقیقة، لاسیما على إثر الفوز المؤزر الذي حققه الفريق الوطني لكرة القدم وانتزاعه عن جدارة واستحقاق للتاج الإفريقي للمرة الثانیة في تاريخه، إلا أحسن دلیل على عراقة ھذا الشعب الأبي الذي برھن مرة أخرى على تعلقه الشديد بعلمه الوطني، ووفائه التام لرسالة الشھداء الأبرار وغیرته على وطنه، إذ طافت صور البھجة والفرحة التي صنعھا الشعب الجزائري أرجاء المعمورة، صور سمحت لنا جمیعا بعیش لحظات تاريخیة لا تنسى، أعادت إلى أذھاننا تلك الصور الخالدة للاحتفال بالاستقلال واستعادة السیادة الوطنیة وطرد المستعمر الغاشم من أرضنا الزكیة، لحظات عززت أواصر التلاحم والتضامن والوحدة بین أبناء الشعب وأجـجت في نفوسھم الروح الوطنیة الفیاضة وروح الاعتزاز بالانتماء للجزائر أرض الشھداء والبطولات والأمجاد”.

وأضاف بأن “الجزائر تملك كل مقومات النھضة والتطور، شريطة توظیفھا على الوجه الأمثل والأكمل، وشريطة كذلك تفھم مطالب الشعب وانشغالاته الحقیقیة، والابتعاد عن الأنانیة، والحسابات الشخصیة الضیقة، التي أوصلت البلاد إلى ما نحن علیه الیوم، وتسببت في تفويت الفرصة على بلاد بحجم الجزائر وشعبھا الأبي، من تحقیق النھضة المنشودة، حیث لم يكن بعض مسؤولیه، والقائمین على شؤونه، للأسف الشديد، في مستواه ولا في مستوى آماله وتطلعاته إلى غد أفضل”.

وجدد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، تأكيده أنه “نظرا للتھديدات والمخاطر المحدقة ببلادنا، نؤكد مرة أخرى أن القیادة العلیا للجیش الوطني الشعبي، ومن موقع المسؤولیة التاريخیة التي تتحملھا في ھذا الظرف بالذات، تقف بالمرصاد لكل المحاولات الھدامة والنوايا الخبیثة التي انكشفت أھدافھا الحقیقیة، تعمل، بكل عزم وإصرار، على تعزيز مرافقة الشعب الجزائري ومؤسسات الدولة، للمضي قدما، نحو توفیر الظروف الملائمة لتنظیم انتخابات رئاسیة تسمح لبلادنا من الانطلاق من جديد على درب التنمیة والتطور ورفع كافة التحديات المعترضة، خدمة للجزائر دون غیرھا، وولاء للوطن المفدى”.

مقالات ذات صلة