الجزائر
ردا على دعوات إقحامه في الحياة السياسية

قايد صالح يدعو لإبعاد الجيش عن المتاهات الحزبية

محمد لهوازي
  • 4724
  • 22

شدّد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، الخميس، على ضرورة عدم إقحام الجيش الوطني الشعبي في المتاهات الحزبية والسياسية.

وخلال تكريم أشبال الأمة المتفوقين في بكالوريا 2018، أكد الفريق أحمد قايد صالح بقوله: “هناك من يسمح لنفسه أن ينصب نفسه وصيا على الجيش الوطني متناسيا أن الجيش الوطني الشعبي هو جيش كل الجزائريين”.

وأضاف: “لقد أصبح من الغريب من وغير المعقول أنه مع اقتراب كل استحقاق انتخابي عوض أن يتم الاهتمام على كسب ثقة الشعب الجزائري من خلال الاهتمام انشغالاته الملحة بعمق، نرى بعض الأشخاص وبعض الأطراف يتعمدون الابتعاد عن صلب الحكمة السياسية”.

وقال إن “السياسة هي القدرة على التكيف مع مقتضيات الواقع، والقدرة هنا تعني حسن التعامل مع مقتضيات المصلحة الوطنية ومتطلبات تحقيقها، وهذا يستوجب بالضرورة مستوى راقي من الأداء السياسي في جميع الأحوال والظروف. وفي هذا الشأن فقد سبق لي الإشارة والتوضيح وبإلحاح شديد، في العديد من المناسبات على أن الجيش الوطني الشعبي، هو جيش يعرف حدود، بل ونطاق مهامه الدستورية، والذي لا يمكن بأي حال من الأحوال إقحامه في المتاهات الحزبية والسياسية، والزج به في صراعات، لا ناقة له فيها ولا جمل”.

ويعد تصريح الفريق أحمد قايد صالح رد على دعوات تدخل الجيش التي أطلقها رئيس حركة مجتمع السلم، مجتمع السلم، ضمن مبادرة “التوافق الوطني”.

الفريق قايد صالح خاطب مباشرة أصحاب دعوات تدخل الجيش بقوله: “هناك من يسمح لنفسه تنصيب شخصه وصيا على الجيش الوطني الشعبي، بل وناطقا رسميا باسمه، ناسيا أو متناسيا، أن الجيش الوطني الشعبي هو جيش الشعب الجزائري، هو جيش الجزائر بكل ما تحمله هذه العبارة الطيبة من معاني تاريخية عريقة ومن قيم سامية ونبيلة، وبكل ما تمثله من حاضر ومستقبل. فليعلم الجميع، أنه لا وصاية على الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، فهو يتلقى توجيهاته السامية من لدن المجاهد فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، ويسهر، بعيون لا تنام، وأعيد ذلك مرة أخرى، قلت، بعيون يقظة ومتحفزة لا تنام، ويعمل بمثابرة شديدة وفق الضوابط التي تمنحها له قوانين الجمهورية، ويخوله له مضمون الدستور الجزائري”.

ووجّه الفريق أحمد قايد صالح رسالة إلى من وصفهم بدعاة الفوضى وقال: “إن الجيش الوطني الشعبي، هو جيش نوفمبري المنبع، ومبدئي النهج والسلوك، جيش يقدس العمل المخلص والمتفاني، جيش لا ولن يتسامح مع أي تجاوز قد يؤدي إلى الفوضى، جيش لن يسمح بالفوضى التي قد، أقول قد، يفكر في زرعها بعض الأطراف الذين هم على استعداد لتعريض الجزائر للخطر من أجل صيانة أو المحافظة أو تحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة”.

وأضاف بقوله: “إنني أتعهد اليوم أمام الله، وأمام أرواح الشهداء، وأمام الشعب الجزائري برمته، بأن الجزائر هي بين أيادي أمينة، أيادي تعرف للأمانة حقها وترعى للعهد حق الالتزام وحسن الرعاية، أيادي ستتصدى بكل قوة وصرامة، لكل من يسمح لنفسه بتعريض وطن الشهداء، للفوضى ولمكر الماكرين ولعب اللاعبين. أقول هذا الكلام، وأنا أعلم بأن شرفاء الجزائر وهم كثيرون، سيعرفون كيف يضعون وطنهم في قلوبهم، ويعرفون كيف يحافظون على أمن الجزائر وصيانة استقرار شعبها وحرمة ترابها وقدسية سيادتها واستقلالها الوطني”.

وأكد الفريق بأن “الجزائر ليست حلبة صراع وسباق لمن هب ودب من أجل صيد الغنائم واقتناص المصالح الشخصية والذاتية الضيقة. إن الجزائر هي ميدان للعمل الشريف والنظيف، نعم، الجزائر أرض طاهرة بدم الشهداء، لا بد أن يكون العمل فيها شريفا ونظيفا، عمل يكون فيه الشعب هو الحكم العدل”.

ودعا رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي كل الذين يريدون إقحام الجيش في الحياة السياسية بقوله: “كل يوم يمر استطاع خلاله جيشنا، بفضل الله تعالى وقوته، أن يقطع خطوات أخرى مديدة وسديدة، فالجيش يعمل، والجيش ينجح في أعماله، لأنه يجعل من العمل وسيلته الأساسية، فلا ترهـقوا كاهله ببعض التدخلات وبعض التعليقات وبعض الملاسنات، التي لا تسمن ولا تغني من جوع. فالجيش ليس شماعة يضع عليها بعض الفاشلين فشلهم، وليس الشجرة التي يريد البعض أن يحجب بها غابة عجزه وقصوره، فاللسان بما ينطق من كلام، وبما يهمس من همسات مهما تمطط، لن يكون بديلا للسواعد القوية وللعمل النظيف، فالله يشهد على ما في السرائر والقلوب، والشعب يعلم من أصدق قولا وعملا”.

https://www.youtube.com/watch?v=wz1NL-g79qA

مقالات ذات صلة