رمضان بنكهة خاصة لدى البدو الرحل
قديد وبيت من الشعر وأعشاب برية لصنع التوابل
رغم التطور الحاصل في كل المجالات، ومع أن الكثير من العادات والتقاليد أصبحت من الماضي ولم يعد لها اثر حيال الممارسات العصرية، وما تبقى منها لا يظهر إلا في بعض المواسم ومنها على الخصوص شهر رمضان المعظم.
-
هذا الشهر الكريم يشكل التحضير لاستقباله فرصة حقيقية لإحياء تلك العادات والتقاليد. وإن اختلفت من منطقة إلى أخرى طرق التحضير لشهر الصيام وكيفيات الإعداد لإحيائه بين سكان البدو والحضر في مواطن كثيرة، إلا أن القاسم المشترك بينهما هو الرجوع إلى الأصل من الطقوس والتميز في أنماط الحياة اليومية مقارنة بباقي أيام السنة.
-
وحسب بعض سكان البدو ممن التقيناهم بمنطقة عين ماضي شمال غرب الأغواط، فإن إعادة بناء الخيمة وتحويلها من مكانها إلى مكان مجاور في نفس المنطقة وتنظيف جوانبها وإعادة خياطة ما تلف منها أصبحت عادة تقتصر فقط على الأيام التي يعقبها رمضان بعد أن كانت في زمن مضى أمرا روتينيا يتم بشكل دوري.
-
كما يقوم رب البيت البدوي من جهته في هذا الشهر دائما بذبح شاة من قطيعه يجفف لحمها وينشر على طريقة “القديد” ليستهلك بالتجزئة طوال أيام رمضان، على أن يعاود كل مرة عملية الذبح عند انتهاء كميات اللحم المتوفرة إلى غاية نهاية الشهر.
-
وبالنسبة للنسوة فيعكفن على غربلة الدقيق وتصفية القمح والشعير قصد استخدامهما في طبق الحريرة، إلى جانب طحن التوابل من الأعشاب البرية لاستعمالها في تحضير الأطباق الرئيسية لوجبة الانفطار، في الوقت الذي تتجلى فيه مظاهر الاستعداد لرمضان في تنظيف البيوت وشراء أواني جديدة، وتحضير ما يمكن تحضيره من التوابل وغيرها. ولعل أهم ما يشترك فيه أفراد المجتمع ها هنا بدائرة عين ماضي خلال شهر رمضان هو عادة الذواقة، وهي تبادل الأكلات بين الجيران تعبيرا عن التقارب والمودة والاحترام، فيما تتجدد دعوة الإفطار والسهر بين الأقارب خاصة، وقد أضحت جل هذه العادات والتقاليد لا تمارس إلا على نطاق محدود وتحيى فقط في مثل هذا الشهر على الخصوص.