رياضة
بلماضي يدخل التاريخ.. يكسب الرهان ويوجه صفعة قوية للمنتقدين

“قد تقولون عني مجنون ولكنني أريد التتويج بـ”كان” 2019″.. قالها وحققها بلماضي

نبيل بلحيمر
  • 10565
  • 6
ح.م

وجه مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي صفعة قوية لكل المنتقدين وهواة “البلاطوهات”، بتحقيقه لإنجاز غير مسبوق في التاريخ مع “المحاربين”، بعد قيادته إلى التتويج بكأس إفريقيا 2019 لأول مرة في تاريخه خارج القواعد، وللمرة في التاريخ بعد التتويج بالكأس عام 1990 في دورة الجزائر، وما زاد أكثر من حلاوة هذا اللقب الغالي بالنسبة للجزائريين، هو أنه جاء على الأراضي المصرية، ونحن نعلم جيدا “الحساسية الرياضية” الموجودة بين الشعبين الشقيقين الجزائري والمصري.

رفع بلماضي التحدي منذ قدومه إلى العارضة الفنية مع المنتخب الوطني حيث قال إنه يهدف للتتويج بكأس إفريقيا 2019، حيث قال بصريح العبارة “قد تقولون عني أنني مجنون ولكنني أريد التتويج بكأس افريقيا”، وتمكن بفضل قوة شخصيته وتحكمه في المجموعة وذكائه التكتيكي من الوفاء بوعده بعد أقل من عام على خلافته للدولي السابق رابح ماجر، رادا بذلك على كل منتقديه وكل من سخر من تصريحات بلماضي في أول ندوة صحفية له.

ودخل بلماضي تاريخ المنتخب الوطني من الباب الواسع، حيث تمكن من تحقيق ما عجز عنه كل المدربين الذين تعاقبوا على العارضة الفنية لـ “الخضر” منذ الاستقلال، وهذا رغم عدم امتلاكه الخبرة اللازمة في “القارة السمراء”.

وكان بلماضي ومن أجل تحقيق هذا الهدف قد أملى شروطه على الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف)، خلال عملية المفاوضات بين الطرفين، حيث رفض التدخل في صلاحياته الفنية، مصرا على أن تكون كلمته الأولى والأخيرة في الجوانب الفنية دون الرضوخ لضغوطات المسؤولين أو وسائل الإعلام، كما أصر على فرض الانضباط التام داخل غرف الملابس فلم يتردد في إبعاد اللاعب هاريس بلقبلة بعد تصرفه اللأخلاقي خلال التربص المقام في قطر استعدادا لخوض غمار كأس أمم إفريقيا، مما جعله ينجح في عمل ما عجز عنه أسلافه رغم أنه استعان بذات العناصر الفنية تقريبا، إلا أنه نجح في خلق تجانس تام بين اللاعبين مقرون بأداء فني متميز أبهر خبراء الكرة الإفريقية، ليضع منتقديه في حرج، ليصبحوا مطالبين بالاعتراف بكفاءته الفنية بعد تعامله الجيد في كل مباراة.

بعد فترة مضطربة شهدت تغيير سبعة مدربين خلال ثلاث سنوات، احتاج جمال بلماضي إلى أقل من عام واحد، ليعيد فرض النظام بتشكيلة بائسة حتى قادها إلى التتويج بكأس إفريقيا. وانتشل بلماضي “ثعالب الصحراء” من الأزمة حتى صار أكثر فريق مبهر في البطولة في “الكان”، إذ نجح في إخراج أفضل ما بجعبة تشكيلته الموهوبة، وحافظ على الشراسة المطلوبة من مباراة لأخرى وصولا إلى خط النهاية. وتمكن بلماضي من إبعاد الضغوط عن لاعبه الأبرز رياض محرز، بعد أن ساعده في لعب دور اللاعب المحوري لكن دون أن يكلفه بالعزف المنفرد.

مقالات ذات صلة