قراءة في الكتاب المدرسي الرياضيات والجغرافيا

لقد تضمن كتاب الرياضيات للسنة الخامسة من التعليم الابتدائي تمارين في الرياضيات مدمجة مع الجغرافيا، إذ تطرَّق المؤلفون في التمرين الأول إلى مدينة برازيلية نظمت الألعاب الأولمبية سنة 2016، وزيادة عدد السكان فيها بين سنتي 1800 و1900، وكذلك بين 1900 و2000، وحساب الزيادة أيضًا بين 1800 و2000. والسؤال: ما علاقة التلميذ في الابتدائي بالقارة الأمريكية؟ وما الفائدة من معرفة كثافة السكان فيها؟ ولماذا لم تربط هذه المعلومات بمدن جزائرية؟

أما التمرين الثاني فقد تطرق إلى نهر الأمازون في قارة أمريكا الجنوبية، ونهر النيل في إفريقيا. وكأننا نريد من التلميذ في التعليم الابتدائي أن يعرف دول العالم وما تتمتع به من معالم طبيعية، ويجهل الجزائر والبيئة التي يعيش فيها، عجبًا!

وقد تطرّق المؤلفون في التمرين الثالث إلى غابة الأمازون، والمساحات التي تتلف يوميا بسبب ممارسة الإنسان. وكأن الجزائر خالية من الغابات، أو أنّ غاباتها لا تُحرق ولا تُتلف بسبب ممارسة الإنسان، فكيف نهتمّ بمشاكل غيرنا، وننسى مشاكلنا؟! وما الهدف من إخراج التلميذ من وطنه ودولته وبيئته في سن ومستوى لا يسمحان له بفهم ما يقدَّم له؟ إنه الجهل والتجاهل أدى بالمؤلفين إلى مخالفة أسس المناهج، ومبادئ التدريس وطرائقه، وشروط التعليم والتعلم، والأهداف القريبة والبعيدة للعملية التعليمية– التعلمية. ورغم هذا فالكل صامتٌ صمت القبور.