-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قراع الأمس.. صراع اليوم

عمار يزلي
  • 708
  • 2
قراع الأمس.. صراع اليوم

في ظل ما يحصل اليوم للعالم العربي والإسلامي والعالم بأسره من تصدع في العلاقات وحروب وانتشار الأوبئة المفتعَل منها والعرضي، وما قد ينجرّ عنه من حروب غير تقليدية، ينذر بكوارث إنسانية على المدى المتوسط، يكون منطلقها شرق المتوسط.. فلسطين.. القدس، وفي أتون هذه الصراعات الداخلية عندنا في العالم العربي والإسلامي ما بين مطبِّع مهرول، وثائر فائر، من شعوب وبعض الأنظمة القليلة للأسف، كل هذا يزيد في طين التصدع بلة: المواقف المناهِضة للاحتلال بكل أشكاله، من الصحراء الغربية إلى فلسطين، والعناصر المعادية لفلسطين من داخل الأراضي العربية والإسلامية الموالية لحلف “فرنسا/ أمريكا/ إسرائيل والغرب عموما”، له جذور في تربتنا غرسها الاستعمار الفرنسي في علاقة وطيدة مع الفرنسيين وبقايا القوى المتحالفة معها أثناء الاحتلال، منذ اليوم الأول، ولا زالت تشتغل إلى اليوم، لأنَّ موقدها واحد.

ونحن، نقترب من موعد انتخابي، سيكون مهما كان الأمر خطوة نحو التغيير الذي لا يريد البعض إما لارتباطٍ بأقلية عرقية أو ثقافية أو لغوية أو بامتداد فرنسي صهيوني أحيانا (حركة الماك بالأساس)، والذي يرفضه الآخرون لحاجة في نفسية الندية السياسة ولعبة المعارضة التي تهشم وتفرق أكثر ما تبني وتعمِّر وتوحِّد، فإن هذا الموعد، يعيش ما عشناها سنوات الانتقال والتغيير الحاسم في 1954، وكأنه مرآة عاكسة لذلك الوضع بتركيبته الإيديولوجية والثقافية والسياسية.

ولربط هذا بهذا، وللتذكير بأن اليوم هو مرآة الأمس.. هذا نص في شكل نداء لرئيس الحزب الوطني الجزائري، مصالي الحاج، سنة 1952، الذي لا يبتعد روحا وأسلوبا عن خطابية النص الإصلاحي وقتها ولا يبدو قد تغيّر الوضع كثيرا في المعادلة اليوم: “.. أيها الخصوم السياسيون: طالما قاومتمونا بطرق شريفة وغير شريفة: أقمتم الدعايات ضد حزبنا الوطني وضد برنامجنا العلمي. أما نحن فلا نجيبكم بالمثل، لأننا قومٌ أشرف ومصلحة الجزائريين فوق الجميع، بل نشفق لحالتكم التي تستدعي الشفقة.. نجيبكم بإخلاصنا وأعمالنا وثباتنا، فهوِّلوا أو عرقِلوا أو عولوا، فلن يزيدنا ذلك إلا ذبذبة وافتراقا وفشلا. وها هي الحوادث شاهدة؛ فأنتم لم تبرهنوا حتى على قدرتكم على الحفاظ على وحدتكم ولو شهرا واحدا فكيف تحتفظون بالأمة سنوات؟ ها هي فلولكم في كل ناحية، وها هي طلائعكم تنصب لكم الدسائس يوما بعد يوم، وها قد أصبحتم متناقضين شِيَعا يكفُر بعضُكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا، أما نحن فقد ثبتنا مدة خمس عشرة سنة كاملة على برنامج واحد ولن نتفرَّق أو نتزحزح بإذن الله مادام فينا قلبٌ يخفق وعِرقٌ ينبض بحب هذا الوطن العزيز المفدى، ولم يطعن منا أحدٌ قط في لغة آبائه وتاريخ أجداده، وليس بيننا متجنِّسون، يخطَب باسمكم في تيزي وزو ويسبُّ اللغة العربية ويتهكم على من طلب أن تكون لغة رسمية للبلاد، وها هو بوهران يطعن التاريخ الجزائري في الصميم وأنتم ساكنون تصفقون، وها هو نفسه بعد ذلك بيومين يطعن سمعتكم وسمعة الإسلام والجزائر في أكبر هيئتنا بتناوله الخمر جهارا نهارا أمام نخبة الشعب في مأدبة الشعب، وها هو اليوم ينصب الحبائل للوقيعة وإسقاط جامعتكم مع عدوكم اللدود الذي كان في الأمس رئيسا عليكم وكان يطعن سرا وعلانية وأنتم سامدون.. من أعان ظالما ابتُلي به. وها هو الآخر والآخر.. كل ذلك مسجَّلٌ في كتاب معلوم ليوم لا ريب فيه، وما دام صنائع الاستعمار يلعبون بكم، فلن تأمنوا على كرامتكم وكرامة هذا الوطن المنكود”.

(مجلة “التجديد” عدد1، 1987، ص: 73).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ait fodil samir

    وما أشبه متاخذلي الأمس باليوم٪ بحسب التاريخ الذين إنشقو و خرجوا عن طاعة ميصالي من البربريين و الشيوعيين و طالبي الموساوات و حتى من جمعية العلاماء المسلمين و و...٫ الذين جمعتهم كلمة الوطن المشترك٫ الخاوة ٫الإستقلال أو الإستشهاد ٫ خططوا و أسسوا وجاهدوا وإختلط عذابهم بإصرارهم وإختلطت ديمائهم بأمالهم ٫ جزائر حرة جامعة قوية بأبنائها٫ بعظهم أكرمهم الله بنعيم الجنة و الأخر بأجرهِ و نعيم الإستقلال٠لو لا هم... لكنت قلم فرنسا٠

  • حكيم الامازيغي

    الخيانة عربية والكذب عربي والعمالة عربية قال تشرتشل رئيس وزراء بريطانيا سابقا : اذا مات العرب ماتت الخيانة ( يشير الي وقوف العرب حكاما وجيوشا بالامس القرريب مع بريطانيا وفرنسا الكافرتين ضد الخلافة الاسلامية الععثمانية واسقاطها فخسر العرب حينئذ كل شيء فلسطين وشرفهم وكرامتهم عرضهم ) لن تقوم للعرب قائمةو حتي يهلك ويزول حكامهم الخونة عديمي الشرف والدين والرجولة والذمة والشهامة من العالم