الجزائر
"الشروق" تنقل أجواء العملية من بلديات العاصمة

قرعة الحج.. بكاء واحتفالات و”حجاج” بعد 12 محاولة

الشروق أونلاين
  • 5171
  • 11
أرشيف

شهدت مختلف القاعات المخصصة لقرعة الحج عبر العديد من بلديات العاصمة على غرار ولايات أخرى، السبت، أجواء غير عادية ممزوجة بحالات من الترقب و”السوسبانس”، فيما ظهرت البهجة والسرور على وجوه الفائزين بمجرد الإعلان عن أسمائهم، في وقت انهمرت عيون البعض بالدموع والبكاء تعبيرا عن الفرحة والبهجة المملوءة بتعابير توحي بقرب تحقيق أمنية أداء فريضة الحج وزيارة البقاع المقدسة بعد انتظار طويل.

فبلدية بن عكنون مثل باقي البلديات، بدأت في استقبال المواطنين في حدود الساعة الثامنة والنصف صباحا، والانطلاق في سرد قائمة الأسماء المدونة بأظرفة بريدية زرقاء وإخراج الوريقات المطوية التي بداخلها لجمعها داخل صندوق زجاجي شفاف، وفي حدود العاشرة إلا ربع انطلقت القرعة بمشاركة المواطنين الذين اختيروا لحمل الأوراق ضمانا للشفافية.

الملاحظ انه ورغم عدد الحضور الذي كان متوسطا حسب ما أبرزته القاعة، إلا أن بعض الآراء أكدت على أن التنظيم الذي ساير العملية هذه السنة حال دون تسجيل أي اصطدامات أو الفوضى التي عادة ما تسجل هنا وهناك، في حين لوحظ أن بعض الأسماء التي كانت من ضمن الفائزين في القرعة لم تكن حاضرة ربما لجهلها بموعد القرعة التي لم يسبقها إشهار بالحد الكافي أو التوقيت المبكر، حيث وبمجرد نطق الاسم، يبدأ الكل من في القاعة بالوقوف أو النظر يمينا وشمالا لمعرفة صاحب الاسم.

أما أولئك الذين وردت أسماؤهم بالقاعة فلم يتمكن اغلبهم من التحكم في الدموع التي انهمرت على وجوههم في فرحة العمر التي لا تعوض، شأن عمي محمد عليلات صاحب الـ82 سنة الذي لم يصدق انه قد فاز هذه المرة بعد 12 محاولة، فبعد ورود اسمه، ضجت القاعة بالتصفيقات والتهليلات نظرا لكبر سنه، كما سجل صدور اسم امرأة مرتين في القرعة لحسن حظها، أما البقية فأعمارهم لا تتعدى 60 عاما، منهم عاملة بالبلدية كلهم عبروا عن فرحتهم ولسانهم ينطق بكلمة “ربي يستر بلادنا”..

وعن مختلف الإجراءات التي ميزت قرعة هذه السنة تزامنا ورفع السعودية “الكوطة” المعنية بالجزائريين، ذكر المكلف بتنظيم الانتخابات والحج ببلدية بن عكنون محمد براهيمي في تصريح لـ”الشروق”، الرفع من حصة الفائزين من 11 إلى 18 حاجا وهو ما أدخل الفرح والسرور في نفوس المسجلين، فضلا عن الشفافية مع منح 6 إضافيين في حج 2021، حيث أجريت القرعة للسنة الموالية مع ذكر أسماء الناجحين الذين يمكن بعض منهم استخلاف الأوائل في حالة الامتناع أي عدم القدرة لظرف ما.

12 مرة وما قطعتش لياس!

وذكّر المتحدث بوجود 743 مسجل هذه السنة، منهم 19 سجل أكثر من 10 مرات، 386 منهم من الرجال، حيث سجل 12 منهم 10 مرات فضلا عن 357 امرأة، 7 مسجلات أكثر من 10 مرات، أما بشان السن فمن 19 إلى 30 سنة يوجد 29 مسجلا و81 مسجلا من 31 إلى 40 سنة و126 مسجل من فئة 41 إلى 50 سنة، أما الفئة العمرية من 51 إلى 60 سنة فتضم 197 مسجل و199 مسجل، ويعتبر أصحاب سن ما بين 60 إلى 70 سنة الأكثر تسجيلا بـ199، أما أكثر من 71 سنة فبلغ عدد المسجلين 94.

لم يتمالك عمي محمد عليلات صاحب 82 عاما، نفسه عندما نطق باسمه في ثاني ورقة من قرعة الحج ببلدية بن عكنون، وهو الذي لم يغب عن أي قرعة منذ أن بدأ بتسجيل اسمه بالبلدية وقبل ذلك بكثير.. اقتربت منه “الشروق” لمعرفة إحساسه وأمنيته، فيرد الشيخ الذي كان وجهه مشرقا والدموع تنهمر: “12 سنة وأنا نسجل وما قطعتش لياس.. والحمد لله ربي جازاني وفرحتي هاذي ما تتعوضش.. والله تفاجأت كي سمعت اسمي”.

السيدة وردة تنهار بعد سقوطها في القرعة للمرة 11
دموع ونحيب بعد ضياع فريضة أداء الركن الخامس

لم تجد الخالة وردة من تمالوس بسكيكدة، غير دموعها أنيسا لها في حسرتها بعد تضييعها رحلة العمر إلى البقاع المقدسة للمرة 11 على التوالي، حيث تأكد بأن تبقى حاجة مع وقف التنفيذ. عمرها 56 سنة، وحلم زيارة بيت الله الحرام يتبخر أمام ناظريها ومسامعها للمرة الحادية عشرة ولا تجد غير الدموع أنيسا لها.

دخلت الخالة وردة قاعة المركب الجواري بتمالوس للمرة 11 ولا شيء يشغل بالها سوى انتظار النطق باسمها.. ظلت تستمع إلى كل الأسماء التي ذٌكرت إلا وردة، لتتأكد بأن فرحها تأجل إلى ما بعد 2021، وقد كانت الحسرة هذه المرة مختلفة عن حسرات المواسم الماضية، فحظها لن يكون لا هذا الموسم ولا الذي بعده.

الخالة وردة قالت لـ”الشرق” بكلمات غارقة في الدموع، بأنها عندما اعتمرت منذ بضع سنوات، منّت النفس بأن تعود إلى ذات المكان حاجّة، ولكن أمنيتها لم تتحقق. غادرت خالتي وردة، المركب الجواري، بعد أن خرج الناس جميعا، والدموع تبلل أمانيها.. فلا حلم لها الآن في الحياة سوى العودة إلى بيت الله الحرام لأداء الفريضة الخامسة وليس مناسك العمرة.

مقالات ذات صلة