الجزائر
بين داع لإلغاء الشعيرة بسبب الوباء ومتمسك بها.. 

قسوم لـ الشروق: سنصدر فتوى حكم الأضحية الأحد

نادية سليماني
  • 11054
  • 25
ح.م

أيام قليلة تفصلنا عن العيد، ولا تزال الأضحية محل جدل، بين سياسيين وأطباء ينادون بإلغائها اتقاء لفيروس كورونا، وموالين يرون أن أسواق الماشية ليست مراكز تجارية يتجول فيها الزبون براحة لنشر المرض.. فيما قررت جمعية العلماء المسلمين الفصل في الجدل، بإصدار فتوى تصدر غدا الأحد.

تفجر جدل إلغاء أضحية العيد، منذ اقتراح عضو بمجلس الأمة إلغاء أضحية العيد، تفاديا لتجمعات الذبح، والتي قد تنشر عدوى كورونا، مع التصدق بمبلغها على الفقراء والمعوزين.. هذا الاقتراح الذي أثار تذمرا في أوساط المواطنين، المنددين بهذا المقترح ومعتبرين الأضحية “شعيرة لا استغناء عنها مهما حصل..”

ولكن، ومع تزايد تعداد المصابين بالكوفيد 19، ليصل للمئات يوميا عبر عدة ولايات، بسبب استهتار المواطنين، شرعت اللجنة العلمية لتتبع ورصد فيروس كورونا، بالتفكير في إجراءات صارمة يومي عيد الأضحى، حيث قال عضو اللجنة، بقاط بركاني، بإمكانية إلغاء شعيرة التضحية، في حال استمر الوباء بالتمدد، بينما سارع الولاة إلى غلق أسواق الماشية، بعد أسبوع من فتحها.

أما جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والتي نسبت إليها فتوى بجواز إلغاء شعيرة التضحية، ففند رئيسها، عبد رزاق قسوم لـ”الشروق” الجمعة، إصدارهم فتوى بشأن أضحية العيد لحد الساعة، وأضاف قائلا “علماء الجمعية مجتمعون لمناقشة الموضوع، وسنصدر فتوى مفصلة حول أضحية العيد، في ظل وباء كورونا الأحد، بعدما تلقينا أسئلة كثيرة حول الموضوع”.

وحسب محدثنا، الفتوى التي ستصدرها الجمعية، ستكون من منظور ديني في ضوء الواقع، وقال “الأضحية شعيرة دينية، وسنة نبينا ابراهيم الخليل، وأمتنا متعلقة بها” ورجح قسوم إمكانية لقائهم أعضاء اللجنة العلمية لتتبع ورصد كورونا “لأخذ الرأي العلمي والطبي وبالأدلة، قبل إصدار فتوانا، والتي نتمنى أن تتطابق مع رأي لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية”.

وعن وجود سوابق في إلغاء شعيرة الأضحية عبر التاريخ، قال قسوم بأنها لم تلغ “ولكن أفتى مرة العالم البشير الإبراهيمي، بالتصدق بجلود ولحوم أضحيات منى إلى الدول الفقيرة، بدل تبذير لحومها في الحرم المكي”، كما أفتى علماء مسلمون، بجواز التصدق بمبلغ الأضحية إذا وجد المضحي صعوبة في الذبح، على حد تأكيده.

25  مليون رأس ماشية والجزائر تعرف وفرة

في الجهة المقابلة، يستنكر مربو الماشية دعوات إسقاط شعيرة الذبح، وغلق أسواق الماشية، وكشف الأمين العام لاتحاد الفلاحين، محمد عليوي لـ”الشروق”، أنه التقى أعضاء لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية، نهاية الأسبوع، لمناقشة الموضوع.

ويرى محدثنا أن الموالين يعانون بسبب غلق أسواق الماشية لأكثر من 4 أشهر، فيما عرفت الجزائر قفزة في أعداد المواشي، والتي وصلت إلى 7 ملايين رأس هذه السنة، بينما لم تبلغ 4،5 مليون رأس العام الماضي، مؤكدا توفر الماشية من جميع الأعمار والأنواع.

وحاول عليوي إقناع  “المفتيين” بأن أسواق الماشية آمنة من عدوى كورونا، في حال تم فرض إجراءات مشددة، ومنها اشتراط الدخول بكمامة والتعقيم، ووجود طبيب بيطري وحتى طبيب عام بالسوق، وتوفير المياه والصابون لغسل الأيادي، مع مراقبة من البلديات، وتخصيص أماكن للذبح تحت إشراف مختصين. وأضاف “أسواق الماشية مفتوحة وليست مغطاة، حتى يبقى فيها الزبون مدة طويلة ومع الماشية.. لنشر الوباء!

وبدوره، اعتبر عضو المكتب الوطني للفدرالية الوطنية للموالين، محمد بوكرابيلة، لـ”الشروق” بأنه لا يمكن منع المواطنين من تطبيق شعيرة التضحية، والحل، حسبه، يكمن في وضع رجال أمن على مستوى جميع مداخل أسواق الماشية ،لفرض إجراءات الوقاية، لأن غلق الأسواق، يضيف، تسبب في ظهور بؤر بيع غير قانونية، في بعض المناطق البعيدة عن الأنظار، وداخل المستودعات والمزارع، “والتي لا تحترم فيها إجراءات الوقاية، ويتسلل إليها اللصوص، وترفع فيها الأسعار”.

مقالات ذات صلة