قصَمًا…
حلت ذكرى الثورة في عز الحديث عن نهب “الثروة” في ظل حكم “الثورة”!. ككل سنة مما نعد، لم يعد أول نوفمبر يحمل أي معنى لدى الجزائريين الذين لم يعرفوا من الثورة سوى ما تبقى من نهب الثروة باسم الثورة أحيانا وباسم ثوار الأمس في كل الأحايين.. عن جدارة أو عن استحقاق أو عن سوء تقدير! جيلنا اليوم لم يعد يرى في إنجازات الثورة المجيدة إنجازا ذا معنى ولا جدوى! والسبب معروف: التنكر للمبادئ التي قامت عليها الثورة: الظلم والتفرقة والتعسف وفقر الأغلبية وثراء حفنة من الأوروبيين! هذه المعادلة، يراها اليوم الشباب الذين لم يعرفوا ظلم فرنسا ولا عدوانيتها ولا وحشيتها، لا تختلف عن معادلة اليوم وما آلت إليه الأوضاع بعد نحو ستين سنة على اندلاع الثورة. نفس القواعد السابقة، يرونها قائمة اليوم، مع اختلاف في الأسماء والتواريخ فقط! صارت الأقلية الساحقة عندنا اليوم (أقلية جزائرية بعقلية فرنسية) تتحكم في دواليب سلطة المال والأعمال و”الإضارة” والسياسة، مقابل غالبية مسحوقة من فئة “الأنديجان”.
نمت على وقع الذكرى، لأجد نفسي أزور فخامته في قصره بمناسبة ذكرى أول نوفمبر! باعتباري “مزاهد نتاع ال…بل” أي نتاع الصح!(طلعت للزبل في ويك آند 5 زويلية 62!) ونزلت “مزاهدا”! سقطت على فمي فوق صخرة صغيرة فتهشم فمي! لم أشأ أن أضع طاقم أسنان بعد الاستقلال لكي أبرهن أني “معطوب حرب”. من ساعتها، صرت أنطق حرف “ج” زايا.. مما سبب لي مشاكل حتى مع “رئيس الزمهورية”. قلت له بعدما استقبلني على: كيف حالك السي عبد القادر؟ أنا “العقيد زيلالي بوزلال”، ما راكش عاقل علي؟؟ تلاقينا أنا وياك في منظمة “المزاهدين”.. كي نزلت أنا من “الزبل”! راك عاقل علي؟ كنت تضحك علي كي كنت أنشد قدامك وقدام “الزنود” نشيد “من “زبالنا طلع صوت الأحرار”! ثم أنت عينتي ضابط برتبة ملازم أول “بزوز نزمات”. راك عاقل وإلا نسيتي؟ قال لي: نسيت حتى واش تعشيت البارح!.. حقة واش من ثورة راك تحكي عليها نتاع الفيطنام؟ قلت له: لا..لا الثورة نتاعنا.. نتاع “زبهة التحرير.. نتاع السلاح” ماراكش شافي؟..(ورحت أقوم أمامه بتمثيل قصف بالبازوكا والماط 34 والديسيا والقارا والتساعية: بوووووم…طززززز! دووووم… طيييييو! رععععع! تسسسس..!) راك عاقل؟ هئهئ.! راح الرئيس يضحك… تركت الحرس يساعدونه ـ و”خرزت” من مكتبه وأنا أقول: “مزية “خرزت” قبل ما “يخرزوني” بالسيف!
وأفيق وأنا أبكي وأضحك وأنشد: قسما بالنازلات الماحقات..