العالم

قضية بيغاسوس: يونسكو تعزل موظفة مغربية بعد تجنيدها من قبل مخابرات الرباط

الشروق أونلاين
  • 10933
  • 8

أصدرت منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم يونسكو، قرارا بعزل موظفة من جنسية مغربية، بعد تحقيق داخلي أثبت تجنيدها من قبل مخابرات الرباط في قضية تجسس تخص ملف برنامج بيغاسوس.

وحسب ما نقل موقع “أفريكا أنتيليجونس” الفرنسي، فإن موظفة من جنسية مغربية تسمى “وفاء.ب”، تم عزلها من منصبها كمديرة لوحدة إدارية بمنظمة اليونسكو، عقب تحقيق إداري دام أشهرا، أظهر عملها لصالح المخابرات المغربية بتسريب معلومات حول منظمتين حقوقيتين فجرتا عام 2021، فضيحة التجسس باستعمال برنامج بيغاسوس والتي تورطت فيها الرباط.

وعام 2021، قامت منظمة العفو الدولية ومجموعة “Forbidden Stories” مع مجموعة من المؤسسات الإعلامية بنشر نتائج تحقيق سمي “The Pegasus Project” وضم قائمة تحوي نحو 50 ألف شخص بينهم مئات الصحافيين وقادة حكومات ومعارضون وناشطون كانوا أهدافا لتطبيقات “NSO” التجسسية وورد إسم المغرب ضمن الدول التي استعملته على نطاق واسع.

https://twitter.com/RLehbib/status/1589971911706316801

وحسب وسائل إعلامK فإن التحقيق الداخلي لمنظمة يونسكو (مقرها باريس)، أظهر أن هذه الموظفة المغربية، قامت بتحميل وإرسال كميات هامة من الوثائق السرية للمنظمة، وتزامن ذلك مع نشر “مجلة جون أفريك”، المقربة من المخابرات المغربية، معلومات تقول فيها أن منظمة يونسكو مولت التحقيق الاستقصائي الدولي حول بيغاسوس.

قضية بيغاسوس: تغيير رقم ماكرون وتعديل إجراءات تأمينه

وشهر جويلية 2021، أعلنت السلطات الفرنسية، تعديل إجراءات تأمين الرئيس وتغيير رقمه، بعد التقارير التي كشفت تعرضه للتجسس، فيما نفى مسؤول في شركة بيغاسوس أن يكون ماكرون مستهدفا.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر في الرئاسة الفرنسية قوله إن: “الرئيس إيمانويل ماكرون غير هاتفه ورقمه في ضوء ما تم الكشف عنه في قضية برنامج بيغاسوس للتجسس”.

وأشار المصدر إلى عدم وجود إثباتات تؤكد اختراق هاتف الرئيس الفرنسي، وقال: “الأمر لا يعدو كونه إجراءات أمن إضافية”.

في ذات السياق قال مسؤول كبير في شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية NSO المصنعة لبرنامج “بيغاسوس” للتجسس، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يُستهدف بالبرنامج.

وقال حائيم غيلفاند : “يمكنني التأكيد لكم على وجه اليقين أن الرئيس ماكرون لم يكن هدفا.. هناك بعض الحالات تم كشفها وهي تزعجنا”، مضيفا: “نواصل السعي لتحديد الحقائق (…) لذا يستغرق الأمر وقتا لمراجعة كل شيء.. استهداف صحفي أو ناشط ببرنامج مماثل يعتبر تلقائيا عملية اساءة استعمال”.

وبحسب ما أفادت “أ ف ب” فقد حصلت منظمتا “فوربيدن ستوريز” والعفو الدولية على قائمة تضم 50 ألف رقم هاتف حددها زبائن “ان اس او” منذ عام 2016 للمراقبة المحتملة، وشاركتها مع مجموعة من 17 وسيلة إعلامية كشفت عنها الأحد.

ووردت أسماء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وملك المغرب محمد السادس ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان على قائمة “بيغاسوس” للأهداف المحتملة، وكذلك أكثر من 180 صحفيا حول العالم يحتمل أنهم تعرضوا للتجسس لصالح دول مختلفة تستعمل البرنامج.

ماكرون يأمر بالتحقيق في قضية تجسّس المغرب على هواتفه

وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون قد أمر،  بالتحقيق في قضية التجسس على هواتفه من قبل جهاز أمني مغربي.

وأفادت وسائل إعلام، أن ماكرون دعا إلى عقد اجتماع استثنائي لمجلس الدفاع، بعد نشر تقارير عن استخدام برنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس” (Pegasus) في فرنسا، واستهداف هاتفه، بينما يتجّه البرلمان الإسرائيلي للتوصية بتغيير سياسة التصدير الدفاعي عقب هذه الفضيحة.

وبحسب ما صرح الناطق باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال فإن “الرئيس يتابع هذا الموضوع عن كثب”، مضيفا أن اجتماعا غير مقرر لمجلس الدفاع “سيخصص لقضية برنامج بيغاسوس ومسألة الأمن الإلكتروني”.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي “جان كاستكس” لقناة “تي أف 1” أن ماكرون أمر بسلسلة تحقيقات عقب صدور تقارير إعلامية كشفت عن استخدام المغرب لبرنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس” للتنصت على هواتفه.

وأضاف: “إذا تم إثبات هذه الحقائق فستكون خطيرة. أؤكد ذلك”.

وكانت تقارير إخبارية قد كشفت مؤخرا عن اختراق هواتف سياسيين وصحفيين فرنسيين بمن فيهم الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب بهدف المراقبة المحتملة من قبل برنامج التجسس بيغاسوس.

في ذات السياق أكدت أكدت الرئاسة الفرنسية، الثلاثاء 20 جويلية أنه “إذا صحت المعلومات عن تجسس المغرب على الرئيس إيمانويل ماكرون فسيكون ذلك “خطير للغاية”.

وأشارت أن السلطات ستتحرى عن هذه المعلومات لإلقاء الضوء اللازم على التقارير.

يذكر أن صحيفة “لوموند” الفرنسية أفادت، الثلاثاء، أن جهازا أمنيا مغربيا استخدم برنامج “بيغاسوس” للتجسس المطور من قبل شركة “إن.إس.أو” الإسرائيلية لمراقبة الرئيس ماكرون.

ويتيح برنامج “بيغاسوس” الوصول إلى البيانات الموجودة، منها السجل الكامل لموقع الشخص والرسائل والصور المؤرشفة.

وأوضحت لوموند أن “أحد الأرقام الهاتفية لرئيس الجمهورية الفرنسية الذي يستخدمه بانتظام منذ 2017 على الأقل وحتى الأيام الأخيرة يظهر في قائمة الأرقام التي اختار جهاز المخابرات المغربية التجسس عليه”.

وبحسب معطيات لوموند، فإن “المغرب استهدف أكثر من عشرة آلاف رقم منها حوالي 10 في فرنسا”.

وإضافة إلى الرئيس ماكرون ووزراء، تشير الصحيفة الفرنسية إلى أن المخابرات المغربية استهدفت أيضا مسؤولين حزبيين ونوابا، معتبرة أنه “سواء نجح البرنامج في اختراق هاتف ماكرون أو لم ينجح “فإن وجود هذا الرقم يشكل عملا عدائيا من جانب المغرب تجاه رئيس بلد”.

ووفقا للبيانات التي نشرتها منظمة “فوربيدن ستوريز” ومنظمة العفو الدولية وصحيفة لوموند فإن المغرب يعد مستخدما كبيرا لبرنامج “بيغاسوس” الذي يمكن من السيطرة الكاملة على الهاتف المحمول واستخراج أي بيانات: رسائل البريد الإلكتروني والدليل والموقع والمستندات والصور والرسائل المتبادلة عبر وسيط الرسائل المشفرة كما يمكنه أيضا ودائما بطريقة خفية تماما تنشيط الميكروفون والكاميرا.

وأفادت وكالة “فرانس برس” , أن النيابة العامة في باريس قررت أول أمس الثلاثاء فتح تحقيق حول ما كشفته تقارير إعلامية بشأن التجسس على صحافيين فرنسيين جرى اختراق هواتفهم عبر برنامج “بيغاسوس” لصالح الدولة المغربية.

وكشف التحقيق الاستقصائي الذي أجراه تحالف من المؤسسات الإعلامية عن اختراق المغرب لهواتف صحافيين ونشطاء وحقوقيين مستخدما البرنامج الذي طورته شركة تابعة للكيان الصهيوني متخصصة في تقنيات التجسس.

ونشر هذا التحقيق تحالف من مؤسسات إعلامية عالمية بما فيها صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية و”الغارديان” البريطانية بالتعاون مع منظمة العفو الدولية التي عملت على تحليل البيانات عبر مختبر الأمن التابع لها بالإضافة إلى “فوربدن ستوريز” وهي منظمة صحفية غير ربحية تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا لها.

مقالات ذات صلة