قطر تقدم نسخة استثنائية مبهرة لكأس العالم 2022

أسدل الستار، الأحد، عن منافسة كأس العالم 2022 التي جرت بالشقيقة قطر وعرفت لقاء تاريخي بين المنتخب الفرنسي المتوج باللقب مرتين والأرجنتين التي نالت اللقب العالمي مرتين فقط، لينتهي أنجح نسخة من بطولات كأس العالم عبر التاريخ منذ انطلاق البطولة في عام 1930.

وتزامن نهائي كأس العالم مع اليوم الوطني لدولة قطر في 18 ديسمبر الجاري، لتصبح المباراة النهائية مرتبطة تاريخياً بهذا اليوم الاستثنائي لقطر، ويصبح “مسك الختام” لهذه الاستضافة التاريخية الأولى في تاريخ الدولة الخليجية العربية والمنطقة بشكل عام، وحققت قطر نجاحات غير مسبوقة، وأرقاماً تاريخية ستبقى خالدة في تاريخ البطولة العالمية.

وحسب العديد من التقارير، فإن هذه النسخة الاستثنائية، حطمت العديد من الأرقام القياسية، والأبرز هو تسجيل إيرادات رائعة بلغت 7.5 مليارات دولار، بزيادة مليار دولار على النسخة السابقة 2018 التي أقيمت في روسيا، وبلغ عدد الحضور في مباريات دور المجموعات لمونديال قطر 2.45 مليون مشجع، ما معدله 96% من سعة الملاعب، وذلك وفق الأرقام التي نشرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على موقعه الرسمي، ليحقق دور المجموعات في النسخة الـ22 نجاحاً باهراً، وتجاوز رقم الجمهور الـ2.17 مليون في مونديال روسيا قبل أربعة أعوام.

كما شهدت المباريات بشكل عام حضور 3.27 ملايين مشجع للمباريات قبل إقامة مباراتي تحديد المركز الثالث والنهائي، وهو رقم يفوق ما حضر في كل مباريات نسخة روسيا 2018 (3.03 ملايين مشجع)، وبمتوسط بلغ 52.060 مشجعاً للمباراة الواحدة، وكان الحضور الأكبر هو 88.966 مشجعاً في مباراة الأرجنتين والمكسيك على ملعب لوسيل، بينما وُجد 20 ألف متطوع من نحو 150 دولة في البطولة، وتم إصدار 1.9 مليون بطاقة هيا التي خصصتها قطر لحضور المباريات، وكانت النسبة الأعلى لمن أصدروا البطاقة من السعودية والهند.

استفادت المنتخبات العربية من إقامة البطولة في قطر، لتسجل نسخة 2022 مشاركة تاريخية هي الأنجح في تاريخ مشاركات المنتخبات العربية في المونديال، عقب الإنجاز الأسطوري الذي حققه منتخب المغرب بتأهله إلى نصف النهائي وشهد مونديال قطر أكبر عدد من الانتصارات للمنتخبات العربية في نسخة واحدة، كما سجل العرب انتصارات تاريخية،مثل فوز السعودية على الأرجنتين بهدفين مقابل هدف، وتونس على حامل اللقب فرنسا بهدف دون رد.

كما سجل مونديال 2022 تعيين أول حكم سيدة هي الفرنسية ستيفاني فرابار كحكم لمباراة في كأس العالم للرجال، حين أدارت مباراة ألمانيا وكوستاريكا. أرقام مميزة من البطولة العالمية.

 إنفانتينو: مونديال قطر. . نسخة استثنائية

أثنى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو على منافسات دور المجموعات ودور الـ16 لمونديال قطر، واصفاً إياها بأنها “الأفضل على الإطلاق، ونسخة استثنائية”. وأشاد في تصريح صحافي بالنتائج المفاجئة لمباريات البطولة، بالإضافة إلى أنها سجلت أرقاماً قياسية، من حيث عدد المشاهدين من داخل الملاعب وعبر شاشات التلفاز حول العالم، بجانب الأعداد القياسية لمن حضروا مهرجان المشجعين في الدوحة، ما يثبت مرة أخرى مدى الشعبية التي تحظى بها كرة القدم بين جميع دول العالم. وقال إنفانتينو: «حضرت جميع المباريات. دعني أقلها بكل بساطة، وبكل وضوح: هذه أفضل نسخة لمنافسات كأس العالم على الإطلاق، لذلك فإن هذه النسخة تعد بالكثير فيما تبقى من عمر البطولة العالمية”.

حسن الذوادي: قطر نجحت في إيصال رسالتها للعالم

أكد أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث، حسن الذوادي، أن دولة قطر نجحت من خلال استضافتها لبطولة كأس العالم 2022 في إيصال رسالتها إلى العالم، مشددًا على أن نجاح قطر في تنظيم البطولة هو نجاح لكل العرب. وقال الذوادي: “قلنا من أول يوم أن هذه بطولة عربية، وسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد بن خليفة رحب بالوطن العربي في كلمته الترحيبية”.

وأشار إلى أن مونديال قطر استطاع تصحيح الصورة المغلوطة عن الثقافة العربية، قائلًا: “استطعنا من جميع النواحي أن نبرز الوطن العربي الذي يملك الكوادر والمواهب والرؤية والالتزام، واليوم تمكنا من تغيير الرؤية في الخارج لدى الجماهير”. وحظيت قطر بإشادة شخصيات عربية وعالمية أبدت إعجابها بالتنظيم الرائع للنسخة الحالية من البطولة والتي وصفت بأنها الأفضل على المستوى التنظيمي والفني.

ماجر: التنظيم القطري ناجح 100%. .

أثنى أسطورة كرة القدم الجزائري رابح ماجر، على التنظيم القطري لبطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم، المقامة على أرضها حالياً، كما أشاد بإنجاز المنتخب المغربي، معتبراً أنه فتح الباب أمام المنتخبات الإفريقية والعربية في النسخ المقبلة للمونديال، وأثنى كذلك على الانتصار الثمين للمنتخب التونسي على نظيره الفرنسي،ويعد رابح ماجر أحد رموز كرة القدم الجزائرية وقد شارك مع المنتخب الجزائري في نسختي 1982 و1986 من المونديال، ويعد أول هداف للجزائر في تاريخ البطولة، حيث سجل هدفاً في انتصار تاريخي على ألمانيا الغربية 1/2 في أول ظهور جزائري في كأس العالم عام 1982. وقال ماجر عن التنظيم القطري للمونديال: «بكل صراحة، هو تنظيم ناجح بنسبة 100%، وكنت أتوقع ذلك، فأنا مقيم منذ سنوات في قطر، ورأيت أن كل الفعاليات الرياضية التي أقيمت هنا قبل ذلك، حققت نجاحاً كبيراً، مثل كأس العرب وكأس الخليج وحتى المباريات المحلية في الدوري القطري وكأس الأمير”.

طارق ذياب: قطر أبهرت العالم وردت على المشككين

قال طارق ذياب ذياب وزير الشباب والرياضة التونسي السابق: “بالنسبة لي وللجماهير التي تابعت المونديال والتي جاءت إلى قطر لتحضر الفعاليات وتشاهد هذا الإنجاز الكبير لدولة قطر، لا أرى أن اللقب الحقيقي لكأس العالم هو لفرنسا أو الأرجنتين (طرفا المباراة النهائية)، وإنما قطر فقط هي التي فازت بكأس العالم”.

وأضاف أن دولة قطر تعرضت منذ عام 2010 (حينما حصلت قطر على حق الاستضافة) حتى 2022، لحملات تشويه ودعاية مغرضة، من طرف جهات ووسائل إعلام وحتى دول، لكنها تحدت كل تلك الظروف، وكسبت الرهان، ونجحت في تنظيم النسخة الأفضل على الإطلاق من المونديال، بشهادةنفسها.

وتابع: “بالنسبة لي أرى أن قطر هي التي فازت بكأس العالم، لأن كلاً من منتخبي الأرجنتين وفرنسا قد لعب وتنافس لمدة شهر واحد، ولكن قطر لعبت طوال 12 عاماً ضد منافسين كبارا ودولا كبيرة، واليوم نجحت بشهادة جماهير تلك الدول”. كما أشار إلى أن “الجماهير التي جاءت، خاصة من الغرب، هم سفراء الحقيقة ويمررون لشعوبهم أن دولنا وحكوماتنا كذبوا علينا ولم يحبوا نجاح قطر، لأن ما رأته الجماهير في قطر لم تشاهده في أي دولة أخرى”. وتابع :”أعتقد أن العديد من الجماهير، خاصة الغربية، حضروا في مونديال روسيا ومونديال البرازيل وربما جنوب إفريقيا، ولم يشاهدوا مثل المعاملة التي وجدوها في دولة قطر للجماهير، فلم يكن هناك في النسخ السابقة مترو بالمجان على سبيل المثال، أين رأينا مترو بالمجان في أي مكان في العالم؟”. وأضاف:”نجاح البطولة ليس نجاحاً لقطر وحدها، وإنما نجاح للأمة العربية والدول العربية، لهذا يمكن أن أقول، صحيح أن بطل المونديال سيكون من بين منتخبي الأرجنتين وفرنسا، لكن كأس العالم الحقيقية هي لدولة قطر”.