رياضة

قف.. المنتخب الجزائري في خطر!

ياسين معلومي
  • 10044
  • 12

لا حديث هذه الأيام، في الشارع الكروي الجزائري، إلا عن تخفيض عقوبة الحارس الدولي فوزي شاوشي، الذي سيعود رسميا إلى المنافسة الموسم القادم، بعد أن قضى قرابة السنة بعيدا عن الملاعب، بعد ارتكابه خطأ “صبيانيا”، أقسم أمام المسؤولين شفويا وكتابيا بعدم تكراره، وأنه سيصبح حارسا مثاليا بإمكانه العودة من جديد إلى المنتخب الوطني، الذي كان فيه يوما من أيام نوفمبر بطلا مكن الجزائر من التأهل لمونديال جنوب إفريقيا، ووقف في وجه نجوم المنتخب المصري كأبو تريكة ومتعب وعمرو زكي وغيرهم، وحرمهم من كأس العالم وأبطل مشروعا سياسيا ضخما لا تزال آثاره إلى يومنا هذا تعصف بأم الدنيا.

مونديال البرازيل على الأبواب، وتواجد الجزائر للمرة الثانية على التوالي يجعلنا منطقيا نفتخر أمام كل العرب بكوننا السفير العربي الوحيد في هذا المحفل العالمي، ونشرف الجزائر خير تشريف، خاصة وأن الدولة والاتحادية وفرتا كل الإمكانات لهذا الجيل من اللاعبين ليؤهلنا للدور الثاني من المونديال أمام عمالقة الكرة العالمية.. لكن ما يحدث داخل دواليب المنتخب الجزائري من صراعات وخلافات يجعلنا نتنبأ بأن مشاركتنا لن تكون أحسن من المشاركات السابقة، ما لم تعد المياه إلى مجاريها قبل تربص شهر ماي القادم بسويسرا.

عندما نسمع المقربين من “الخضر” يتحدثون عن صراع خفي بين المدرب وبعض اللاعبين المحترفين، على غرار بودبوز وبلفوضيل وتايدر وحليش وفغولي والقائمة مفتوحة، ووضعهم في خانة المنسيين خلال تربصات “الخضر”، ويعامَل آخرون معاملة خاصة أمام مسمع ومرأى هؤلاء، يجعلنا نقرأ السلام على مشاركتنا في المونديال، ما لم يتدخل المسؤولون في أقرب وقت ممكن لإذابة الجليد، ووضع القائمة المناسبة للمونديال التي ستعرف مفاجآت قد يصعب على الجزائريين تقبلها، لأن المدرب سيحزم أمتعته بعد المونديال ويتركنا وشأننا نحضر كأس إفريقيا بالمغرب بمدرب آخر، وظروف أخرى تجعلنا نعيد ترتيب البيت من جديد وهو الذي عمل الاتحاد الجزائري طويلا لتشييده وبنائه.

خلال مشاركتنا السابقة في المونديال، سواء في إسبانيا، المكسيك، أم جنوب إفريقيا، ورغم إمكاناتنا الكبيرة، إلا أننا لم تتمكن من اجتياز الدور الأول ليس لأننا الأضعف أو الأفقر، بل لحدوث مشاكل كبيرة سواء بين اللاعبين المحليين والمحترفين، أم المشاكل المالية أم تدخل المسؤولين مثلما حدث في 82 و86، ولنقص التجربة والصراعات الخفية مثلما حدث في المونديال الأخير.

قبل شهرين من انطلاق مونديال البرازيل، كل الإمكانات اللوجستيكية محددة بدقة، كمكان التربص وتاريخ ومكان إجراء اللقاءات الودية، علاوة عن المشاركة في المونديال ومنح التأهل، وجزئيات أخرى يعرفها الطاقم الفني واللاعبون ويحفظونها عن ظهر قلب، وفرتها الجزائر لمنتخبها الوطني ليشرفنا في العرس البرازيلي، لكن عقلية المدرب وبعض أعضاء طاقمه وحتى بعض اللاعبين تجعلنا نعيش خطرا كبيرا من الصعب استدراكه، ما لم تعقد اجتماعات قبل المونديال لوضع النقاط على الحروف مع الجميع ووضع التأهل للدور الثاني في مفكرة كل اللاعبين وطاقمهم الفني.

فهل سيكون الجميع بقدر ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم.. وتشريف الألوان الوطنية؟ أم أن مونديال البرازيل سيكون كسابقيه وهو ما لا يتمناه الجزائريون؟

مقالات ذات صلة