رياضة

قناعات ماجر

ياسين معلومي
  • 6771
  • 2

خلال الندوة الصحفية الثانية للناخب الوطني رابح ماجر، لمست أنه لم يتغير مقارنة بالمرتين السابقتين اللتين أشرف فيهما على “الخضر”، وهو عازم هذه المرة على النجاح، وإيصال فريقنا الوطني إلى المربع الذهبي مثلما ينص عليه العقد الذي أبرمه مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم.

رابح ماجر دافع بشدة عن قناعاته، هو متأكد من أنها مفتاح النجاح، بحكم معرفته الجيدة بالملاعب الإفريقية، حيث شارك في ستة نهائيات لكأس إفريقيا، لعب نهائيين، خسر الأول في لاغوس أمام نيجيريا، وتوج في الثاني أمام نفس المنتخب بالجزائر، يملك تجربة كبيرة في الملاعب الإفريقية قد تساعده على أداء مهمته على أكمل وجه، إذا وجد المساعدة أولا من مساعديه وطاقمه، ومن الجمهور الجزائري الذي يعرف كثيرا كرة القدم وخباياها، ولن يتسامح لا مع ماجر ولا مع أي مدرب آخر، خاصة بعد التراجع المذهل لكرتنا في السنوات الأخيرة، بعدما وصلت إلى القمة بتأهلين لنهائيات كأس العالم، واحتلال مرتبة متقدمة في التصنيف العالمي لـ”الفيفا“.

من خلال ما سرده ماجر في ندوته الصحفية، تأكدت من أنه يريد بناء منتخب جزائري ينافس المنتخبات الإفريقية مثلما كنا عليه في السابق، بالبحث أولا عن لاعبين ينشطون في البطولة المحلية، من ذوي اللياقة البدنية الكبيرة، و”جائعين” كرويا، ينافسون اللاعبين المحترفين الذين يملكون مهارات تقنية، ويصعب عليهم التفوق بها في الملاعب الإفريقية، وهو ما جعلنا نخفق في الكؤوس الإفريقية التي شارك فيها “الخضر” في عهد خاليلوزيتش، والفرنسي غوركوف، والبلجيكي جورج ليكنس، رغم أن المنتخب الوطني كان خلال الثمانينيات يصل إلى مراتب متقدمة في مختلف الكؤوس الإفريقية بالنظرة التي يريدها الناخب الوطني اليوم. ماجر شرح فلسفته إلى كل اللاعبين خلال أول لقاء معهم مرددا لهم: “إن اللعب في إفريقيا صعب جدا… لذلك يجب التحضير له جيدا”، إشارة منه إلى عدة عوامل قد تعيق المنتخب على التأقلم في القارة السمراء، كالحرارة والرطوبة وأمور أخرى يعرفها الناخب الوطني وطاقمه جيدا.
لا أدري إن كنت أشاطر الناخب الوطني الرأي أو أختلف معه، لكني متأكد من أن ما يدور في ذهن ماجر أمر مشروع قد يؤدي به ربما إلى بر الأمان، مثلما قد يؤدي به إلى كارثة رياضية، غير أني مجبر مثلي مثل كل الجزائريين على قبول فكرته ولو مؤقتا إلى غاية الدخول في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا بالكاميرون، يومها نستطيع الحكم عليه، لأن التشويش على المنتخب حاليا لا فائدة منه، خاصة عندما نسمع مختلف الآراء حول قدرته من عدمها على تدريب المنتخب، في ظل عدم امتلاكه شهادات في التدريب، رغم إشرافه على المنتخب مرتين، وعليه أن يجيب فوق الميدان ويرد على المشككين، خصوصا أن الإخفاق هذه المرة هو إمضاء شهادة وفاة ماجر كمدرب.
على ماجر وطاقمه العمل ليل نهار، ومعاينة كل الفرق الجزائرية دون استثناء، واستشارة المدربين الجزائريين، مع البحث عن عناصر جديدة من وراء البحار لتشكيل منتخب جزائري قوي إفريقيا، يكون بمقدوره الوصول إلى مراتب متقدمة في الاستحقاقات القادمة… غير أن ما يقوله ماجر وحقيقة الميدان أمران مختلفان، والحقيقة لن تظهر اليوم، فعليه من اليوم أن يعلم أن طريقه محفوف بالمخاطر، وستواجهه عقبات، وعليه إيجاد الوصفات المناسبة وفي الوقت المناسب. 

مقالات ذات صلة