الجزائر
هددوا بالتصعيد مؤكدين جاهزيتهم للتشاور

قياديو الأرسيدي غاضبون من بلعباس بسبب رفض حوار الرئاسة!

الشروق أونلاين
  • 5866
  • 14
أرشيف

يعيش المكتب الوطني لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية على وقع تململ واسع وامتعاض شديد من تصرف رئيسه محسن بلعباس الذي حجب عنهم دعوة من رئاسة الجمهورية مؤخرا، للمشاركة في مشاورات الرئيس عبد المجيد تبون ضمن لقاءاته برؤساء الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية.

وعلمت “الشروق” من مصادر حزبية موثوقة أن رئيس الجمهورية قد وجه دعوة رسمية لحزب “الأرسيدي” على غرار باقي التشكيلات السياسية لإبداء وجهة نظره في الوضع العام بالبلاد وتقديم آرائه ومقترحاته بشأن خارطة طريق الإصلاحات التي باشرها منذ اعتلائه سدّة الحكم.

لكنّ محسن بلعباس، يضيف المصدر، تعمّد عدم إبلاغهم نهائيا بالدعوة الرئاسية، متخذا بذلك موقفا فرديا بالمقاطعة، دون العودة لاستشارة قيادة الحزب المركزية، وهو ما اعتبروه انتهاكا لقواعد العمل التنظيمي واحتقارا لهياكل المؤسسة الحزبية في بلورة مواقف حساسة على هذا المستوى العلاقات بأجهزة الدولة.

ولذلك لم يمرّ سلوك محسن بلعباس بردا وسلامًا، حيث خلف احتجاجًا كبيرا بين الرموز القيادية للحزب، مؤكدين استعدادهم الكامل لتلبية دعوة رئاسة الجمهورية لو اطلعوا عليها في حينها.

وأضاف المصدر أن هذه الواقعة غير المسؤولة ستكون لها تبعاتها السياسية والتنظيمية على هياكل الحزب، خاصة أنها تأتي في وقت سارع الغريم بمنطقة القبائل، وهو جبهة القوى الاشتراكية، إلى دخول قصر المرادية لإثبات حضوره كفاعل سياسي في المشهد العام، متجاوزا عقدة القطيعة التاريخية للتكيف مع تطورات الساحة، ولم يكتف بذلك، بل خاطب الجزائريين بخصوص فحوى اللقاء برئيس الجمهورية، حيث أثنى على إنصاته للمعارضة، ليعطي الانطباع أنّ بعض القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية لاحقا جاءت تتويجا لحوار “الأفافاس” معه، ما جعله يحصد شعبيّا من خلال قبوله التشاور.

أكثر من ذلك، تبرأ الأفافاس عقب لقائه برئيس الجمهورية من شعارات متطرفة مشبوهة، على رأسها “دولة مدنية ماشي عسكرية”، في خطوة لصناعة التقارب أكثر مع المؤسسات الدستورية للدولة، في وقت- يضيف الغاضبون من محسن بلعباس- أن الأخير يفرض على الأرسيدي العزلة السياسية ما يجعله خارج حسابات اللعبة في المرحلة القادمة.

ولذلك هدّد معارضو رئيس التجمع بالتصعيد إن لم يتراجع عن انفراده بالقرارات الحزبية، معتبرين سلوكه منافيا تمامًا لأبجديات العمل السياسي القائم على مبادئ الحوار مع المؤسسات الرسمية والمشاورات مع كافة الفواعل واستغلال كل مساحات الممارسة والمناورة السياسية، وفق تعبير المصدر.

مقالات ذات صلة