الجزائر
مراسل الشروق بتيزي غنيف يوارى الثرى

كافل اليتامى وعراب المعوزين يرحل بعد صراع مع المرض

الشروق
  • 7386
  • 14
ح.م
الفقيد أحمد ايباري رحمه الله

فجعت الأسرة الإعلامية بولاية تيزي وزو وجريدة الشروق ، في أحد أقلامها البارزين والمميزين، بفقدانها الزميل “احمد ايباري” عن عمر يناهز الـ55 سنة، بعد صراع  مع السرطان الذي غيبه ثاني أيام عيد الفطر المبارك، مخلفا وراءه حزنا وفراغا لن يعوضه سوى التسليم بالقضاء والقدر.

التحق الزميل “احمد ايباري” الذي يمتهن التعليم في اللغة العربية بالطور المتوسط منذ سنوات، بطاقم جريدة “الشروق اليومي” في طبعة “ايسالن نتمورث” التي كان فيها عينا ساهرة على المنطقة الجنوبية للولاية، نقل انشغالات مواطنيها وعمل على إيصال صرخات معوزيها، كان الرجل الذي أجاد صنع الآمال من الآلام والمبدع في رسم الابتسامة مكان الدموع والأحزان، المثال الحي لتحدي المرض ومواجهة الأحزان، لم تزده تجربته مع السرطان سوى إصرار على الحياة واقتحام اكبر عدد ممكن من مجالاتها، تجاهل مرضه  حتى أن الكثير تفاجأوا بخبر وفاته بالسرطان، الأمر الذي لم يعلم به سوى مقربيه.

الطيبة والتواضع اللذان رافقاه طيلة حياته جعلاه محط احترام وتقدير كل من عرفه وتعرف عليه، لم يكن أستاذا عاديا ولا مروره في حياة تلامذته عابرا، عمل على تنمية المواهب المسرحية وسطهم والخروج بهم إلى عالم الفن، أقعده السرطان قبل سبع سنوات وعاد بنفس جديد تعاطى به الحياة وجعل لنفسه بصمات خاصة في مجال الكتابة والإبداع المسرحي والفكاهي، لم تثنه انشغالاته الكثيرة والتزاماته المتعددة عن خدمة الشرائح الضعيفة، لقب بعراب المعوزين وكافل اليتامى والفقراء، وحده أجاد إخاطة جراح غيره وجراحه مفتوحة، وحده عرف زرع البسمة والأمل وهو في أمس الحاجة إليها…

الفقيد لفظ أنفاسه الأخيرة، أول أمس، في مستشفى ذراع الميزان، حيث نُقل من منزله بمكيرة الى عيادة المنطقة بعد شعوره بالآم حادة في البطن ليحول الى مستشفى ذراع الميزان، أين كانت للقدر كلمته الأخيرة، بعد ما خارت قواه وعجز جسده عن التحمل أكثر، وشارك المئات من محبيه والأجيال التي تربت على يده، في تشييع جنازته بقرية اهبارن  بمكيرة مسقط رأسه.

مقالات ذات صلة