جواهر
وجهات نظر

كاميرا “كاشي” للزوجات!

نادية شريف
  • 4845
  • 11
ح.م

من المضحكات المبكيات، كاميرا “كاشي” للزوجات التي تبث على إحدى القنوات، والتي خلقت ضجة كبرى على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب عدم مراعاتها لخصوصية المجتمع الجزائري واجتماع العائلات، في شهر من المفروض التركيز على خير الأعمال والطاعات!

أسئلة بريئة جالت في خاطري وأنا أتابع إحدى الحلقات مفادها: هل ينقص الرجل الجزائري الفضائح حتى يتعمد استفزاز مشاعر زوجته علنا لتنهال عليه سبا وشتما وتسمعه أبشع الأوصاف والعبارات؟ هل تخلى عن نخوته وبات يستلذ ركلاتها على المباشر دون أية مراعاة؟ أكان سعيدا حقا بعلو صوتها وتلفظها بأفحش الكلمات؟

حقا يعجز اللسان عن رثاء حال أولئك الأزواج الذين قفزوا على كل التقاليد والعادات، وظهروا في صورة يشوبها الخزي والعار ولا تعكس إلا انحطاطا أخلاقيا وفكريا منبعه تغير الذهنيات، والأكثر عجبا هو عرض تلك المقالب المشينة في الشهر الفضيل على أساس أنها من أروع الأعمال الفنية التي تستحق أحرّ التصفيقات!!!

من جانب آخر لا بد وأن المشاهد الكريم لاحظ بأن أغلب المشاركات مترجلات أو ربما حسب تحليل البعض ممثلات بارعات في أدوار بنات الشوارع اللواتي يمتلكن قاموسا جامعا لأكثر الشتائم انحطاطا، والتي لم تجد لها إدارة القناة من حل سوى الحجب، مع ترك الأقل وطأة خلقا للتشويق ولو على حساب العائلات!!!

مسك الختام، أن الحياة الزوجية لا بد وأن تتمتع بالكثير من الخصوصية لأن كرامة الرجل والمرأة فوق كل الاعتبارات، واختبار مشاعر الزوجات لا يكون بالاستفزاز على مرأى الملايين و”الألوفات”، أما الأعمال الفنية الحقيقية فهي تلك التي تنقل الإيجابية وترتقي بالأفراد والمجتمعات.

مقالات ذات صلة