منوعات
بحث دام 4 سنوات للكاتب العصامي مصطفى حاج علي

كتاب يفضح مأساة 20 ألف جزائري في معتقل “كايان” الفرنسي

وهيبة سليماني
  • 4287
  • 3
ح.م

استطاع الكاتب مصطفى حاج علي ابن منطقة القبائل، أن يجمع وخلال 4 سنوات الكثير من الوثائق والحقائق من كتاب فرنسيين وحصص تلفزيونية، حول الجزائريين الذين رحلوا قصرا ما بين 1852 و1938 إلى معتقل “غويانا” الفرنسي عند السواحل الأطلسية لجنوب أمريكا المعروف بـ”كيان”، وعددهم ما يقارب 20 ألف سجين، نصفهم حسب الكاتب ماتوا من التعذيب الرهيب.
‘السجناء الجزائريون في كيان” العنوان الذي اختاره مصطفى حاج علي لكتابه باللغة الفرنسية، يروي من خلاله مأساة الشعب الجزائري في السنوات الأولى لدخول الاستعمار الفرنسي، ويكشف فيه عن حقائق تاريخية حول محكوم عليهم بالأشغال الشاقة الذين نقلوا إلى” كيان”، بتهم السرقة والقتل والشروع في القتل، وفئة أخرى من جزائريين طردوا من أراضيهم، وجهت إليهم تهم تتعلق بالشرف أو الانتفاضة ضد النظام الذي وضعه المستعمر الفرنسي آنذاك.
وقد تحدث الكاتب عن المعتقلات وعن غويانا، والحياة في السجن، كما كشف عن أحداث كثيرة لما سماه “التاريخ المنسي” ومرحلة حساسة في تاريخ الجزائر إبان الاستعمار الفرنسي، وأعطى لمسة “بانورامية” من الرسومات التوضيحية، تظهر معتقلين هربوا من معتقل “غويانا” الفرنسي الرهيب عبر المحيط، وصورا أخرى للمعاناة، وانتفاضات شعبية احتجاجا عن اعتقال بعض السياسيين الجزائريين.
ونقل كتاب مصطفى حاج علي، الذي وقعه على هامش المعرض الدولي للكتاب في جناح دار الأمل الجزائرية، قصص النساء الجزائريات اللواتي حكم عليهن بالأعمال الشاقة، وتم ترحيلهن إلى “كيان”، حيث أكد الكاتب أن 30 من المائة من السجناء الجزائريين في معتقل “غويانا”،آنذاك من العنصر النسوي، وتزوج بعض هؤلاء المرحلين هناك بعد انتهاء العقوبة، وعملوا في زراعة قصب السكر.
للإشارة فإن الصحفي الفرنسي الراحل ألبير لوندر، سبق أن كتب عن معتقل “غويانا” حيث تنقل إلى هناك خلال فترة الاحتلال على متن باخرة تسمى “بسكرة¬”، ووصل بعد 21 يوما، وقف على المأساة الإنسانية التي نقلها عبر كتاباته.

مقالات ذات صلة