الشروق العربي

كرافاش أويحيى

ياسين فضيل
  • 4954
  • 3
ح.م

حينما وقف أحمد أويحيى، رئيس الحكومة الأسبق، أمام القضاء، في المرة الفارطة، للمحاكمة، في قضية تبديد أموال الدولة.. إذا به يطلق تصريحات، صدمت الشعب الجزائري، وكشفت عن واحدة من أكبر قضايا الفساد في البلاد. ولما سئل عن مصدر أمواله، المودعة في البنوك، قال إنها هدايا، قدمها له أمراء خليجيون، ممثلة في 60 سبيكة ذهب.. باعها أويحيى في السوق السوداء، بثمن قدر بـ 35 مليار سنتيم. يضيف أويحيى أنه لجأ إلى بيعها في السوق الموازية، لأن البنوك رفضت شراءها.. ومعلوم أن القانون الجزائري يوجب تسجيل الهدايا، التي تمنح لكبار المسؤولين في الدولة، ويحظر الاستلاء عليها، أو بيعها. أما ما قام به أويحيى، فضرب مصداقية الدولة في الصميم، بل إنه أصابها في مصرع ودوخة. كيف لا، والرجل ابن النظام المدلل، والمذلل للشعب، وعلب الياوورت التي استكثرها على الشعب لا تزال ماثلة أمام الجميع.

السؤال المعلق بلا جواب: لماذا سبائك الذهب تهدى لكبار المسؤولين في الدولة عندنا؟

الجواب: إن كبار القوم في نظام الرئيس المخلوع، بوتفليقة، كانوا يشرفون على تأمين رحلات صيد لأمراء خليجيين، في صحرائنا الكبيرة.. من بينهم كبار مسؤولين من الصف الأول، خاصة في السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.

إذن، فالقراءة المعمقة لتصريح أويحيى أراد منها جر ما يمكن جره من المسؤولين إلى أروقة المحاكم، لنفس المساءلة..!

ثانيا: أويحيى، عرف أنه فقد بريقه السياسي، وطموحه كرجل دولة، في العودة إلى كرسي المسؤولية، ففجر لغما ليصيب به من يصيب.. وأراد أيضا أن يجهز على كل أبناء نظام الحكم لعقود، وهو العارف بكل مفاصل الدولة، منذ سنة 1977 إلى غاية دخوله السجن في 2020.

الشعب “الغلبان”، المغلوب على أمره، أرجع قضية سبائك الذهب لأويحيى إلى نكت، تلوكها الألسن، وتخطها الصحف على صفحاتها الأولى، وإن ما كان يعرف في المجتمع عندنا بـ”كرافاش بولحية”، أصبح يسمى “كرافاش أويحيى.. ولعلنا سنغير كثيرا من أسماء وصفات الذهب قريبا، حالما يخرج علينا مسؤول آخر، ويصف لنا صفائح ذهب، بوصف يعرفه وحده

مقالات ذات صلة