الشروق العربي
مميزون

كريمة مرابط: السرطان أرشدني إلى الريشة وعالم الألوان

صالح عزوز
  • 1801
  • 5
الشروق
المبدعة المتميزة: كريمة مرابط

الألم يصنع الأمل، لفظان اجتمعا في الأحرف، لكنهما اختلفا في المبدأ، فيه من يوقعه المرض فيتبخر في ظلمات اليأس، وفيه من تعلق بالحياة حتى نسي مكان الألم، هي قصة تميز نشأت في حضن مرض ميئوس منه في اعتقادنا، غير أنه ليس كذلك، عند كريمة مرابط، التي روضت هذا المرض، واستطاعت أن تؤسس في حضرته مساحة جميلة عنوانها حتى الميئوس منه يبقى له الحق في الأمل والحياة.
“اكتشفت عالم الألوان وأنا مريضة، لم أرد الوقوع في أسر اليأس والحزن والبكاء على ما أصابني، فضلت طرق أبواب أخرى، تحمل في طياتها الأمل والتمسك بقدرة الله وقدره، حين كنت مقعدة وطريحة الفراش اهتديت إلى عالم الريشة والألوان، فبدل الغوص في دموع البكاء اخترت التنقيب والبحث عن تقنيات هذا الرسم، وكيفية التنسيق بين أناملي وتحريكها في اتجاه يوصلني إلى الإبداع والتميز وهو ما كان”، نعم رحلة الأمل والبحث عن التميز ولدت في زاوية تعتبر عند الكثير منا زاوية لا يمكن إشعال فيها شعاع شمعة فكيف بإشعال نور الحياة.

مستعدة لترك منصب عملي من أجل هذا الفن

“بدأت بالصدفة شق طريق الألوان بداية من 2009، بدأت بالقماش والزجاج، والآن تقريبا منذ سنة وصلت إلى الرسم على الخشب، صحيح كنت أحمل بداخلي موهبة مند الصغر، لكنها بقيت مقبورة بداخلي ولم أسع يوما إلى تطويرها وتفكيك شفرتها لكي تصبح مفهومة ومحبوبة عند الأشخاص، لكن البداية كانت كما أسلفت من مرضي الذي أقعدني ولكنه أعطاني فرصة اكتشاف نفسي، بعد شفائي منه، طرقت أبواب التربصات في تخصصات أخرى وجديدة في الرسم، كما كنت أغوص في عالم الانترنت في هذا المجال، من أجل صقل ما أحمله من أفكار، غلب هذا الميدان على عملي المستقر، وأنا مستعدة لترك منصبي والتضحية به من أجل الاستمرار في فن الرسم بكل أنواعه”.
نجاح علاقة بين طرفين يجب آن تقوم على الحب، وهو ما حدث بين مرابط كريمة وبين هذا العالم، مجال أحبته مند الصغر، اجتهدت وطورت نفسها فيه، وها هي اليوم تقف فوق منصة النجاح، لهذا من أراد النجاح في أي ميدان وجب عليه أولا، البدء في البحث عن مساحة الحب الذي يحمله بداخله لما أحب،على حد قولها.

مثلت الجزائر مؤخرا في بروكسل

“كان لي شرف تمثيل الجزائر في هذا الفن مؤخرا في بروكسل، وسارت الأمور على ما يرام والحمد لله، لكن الشيء الذي تأسفت له كثيرا، ان كل من أعجب بعملي كان يظن أنني مغربية، وهذا أمر حز بداخلي كثيرا، وهو يعكس أنه لا يوجد الكثير من الجزائريين الذين يسعون إلى إخراج الثقافة الجزائرية إلى البلدان الأخرى عبر هذا الفن”.

فن مستوحى من الخيال

“في بعض الأحيان لما أكون جالسة وانظر إلى قطعة خشب أمامي، تأتيني فكرة كيفية جعلها قطعة تجذب النظر ومفيدة، ومن هنا تبدأ رحلة تحريك الأنامل والمخيلة حتى الوصول بها إلى قطع تعكس واقع الثقافة الجزائرية خاصة، وهو ما أسعى للقيام به”.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!