كريم بن زيمة شرّف اللاعبين من أصول جزائرية مع ريال مدريد

أنهى اللاعب كريم بن زيمة، مسيرته الكروية الملتهبة التي تشبه الأحلام، مع ريال مدريد التي دامت أربع عشرة سنة بشجن وذكريات لا تمحى، ضمن أكبر أساطير الكرة في الفريق الأسطورة ريال مدريد، إن لم يكن أسطورتهم رقم واحد، وسيكمل كريم بن زيمة الذي تجاوز الخامسة والثلاثين ربيعا بستة أشهر، رحلته الكروية..

ولكن في اتجاه جمع الأموال وليس الألقاب، وكما تفوّق على غريمه رونالدو في عدد الألقاب الجماعية التي حصل عليها مع ريال مدريد، وفي عدد المباريات التي لعبها مع القلعة البيضاء، فسيتفوق عليه في ملء خزينته بالأموال أيضا، لأن كريستيانو رونالدو بلغ الآن 38 سنة وأربعة أشهر، وسعره والمنح التي ستقترح عليه ستتضاءل حتى ولو لعب لفريق سلطان برونوي.

صحيح أن كريم، فرنسي المنشأ والمولد والجنسية، لكن الجزائريين في عمومهم شجعوا كريم بن زيمة في رحلته التي عمّرت 14 سنة مع ريال مدريد، فقد كان ظاهرة حقيقية كلاعب وكمتخلق، وهو من اللاعبين القلائل في العالم الذين لم يحصلوا أبدا على بطاقة حمراء، سواء مع الناديين الكبيرين الذين لعب لهما، ليون وريال مدريد، أو مع منتخب الديكة، وفي كل الأصناف، فقد تمكن كريم بن زيمة الذي أمضى أكثر من 14 سنة كاملة مع النادي الملكي، من أن يصبح بأخلاقه أولا، المدلل الأول وظاهرة كروية لا تعترف سوى بالشباك وبقيادة فريقه إلى الانتصارات بالتمرير والتوجيه وبزرع الإرادة التي تجلت في لقب رابطة أبطال أوربا للموسم الماضي، عندما كان يقلب الموازين لوحده، في مباريات تبدو مستحيلة، ولا يمكن قلبها كما حدث أمام تشيلسي وخاصة أمام باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي.

في 19 ديسمبر من السنة الماضية 2022، صار عمر كريم بن زيمة 35 سنة، وعقب آخر مباراة لعبها أول أمس مع ناديه في آخر جولات الدوري الإسباني أمام فريق أتليتيكو بيلباو، صار في رصيده من الأهداف في حياته الاحترافية التي اقتصرت على فريقين هما ليون الفرنسي وريال مدريد الإسباني، 281 هدف من بينها 19 هدفا سجلها هذا الموسم الأخير له مع النادي الملكي في الدوري فقط،، ولم يتلق كريم من البطاقات على مدار كل هذه المواسم سوى 11 بطاقة، من بينها تسع فقط في مشواره مع ريال مدريد، وهو رقم فريد من نوعه في العالم، كما أن كريم بن زيمة الذي تتهمه فرنسا بالتهور وعدم التحضر لم يتلقى في حياته الكروية أيّ بطاقة حمراء سواء في ناديه أم في المنتخب الفرنسي، وسواء بطاقة حمراء مباشرة أم عقب الصفراء الثانية، ويعتبر من القلائل في العالم من النجوم الذين لعبوا هذا الكم الكبير من المباريات ومنها المصيرية التي تتميز بالاندفاع البدني وحتى بالشجارات ولم يتلق أبدا البطاقة الحمراء، مع أنه كان دائما عرضة للعنف مما جعله يغيب لأشهر عن الميادين بسبب تلقيه لإصابات بعضها خطير.

حصل كريم بن زيمة على كل ألقاب الأندية والألقاب الفردية الممكنة مع أكبر فريق في العالم، ومنها 25 لقبا كبيرا، خُمسها رابطة أبطال أوربا، وهو رقم ينافس ما حصلت عليه برشلونة وليفربول وبيارن ميونيخ ومانشستر يونايتد وطبعا يتفوق على كل ما حصلت عليه باريس سان جيرمان من ألقاب وكل الأندية الفرنسية مجتمعة. ولحسن حظه ربما أنه لم يحصل على أي لقب مع منتخب فرنسا الذي لعب له.. ولم يلعب.