كلام لا بد منه..!
-
-
22873
-
0
لا أحد في الجزائر يتوقع أو يتقبل خروج المنتخب الجزائري في الدور التمهيدي المؤهل إلى مونديال روسيا أمام تنزانيا هذا الأسبوع، رغم أن ذلك يبقى ممكنا رغم نتيجة مباراة الذهاب البارحة، وذلك بسبب ظروف منتخبنا اليوم، وتطور منتخب تنزانيا الذي يملك جيلا موهوبا من اللاعبين بإمكانهم إحداث المفاجأة والاستثمار في مرحلة الشك التي يمر بها المنتخب الجزائري، وكذا الغيابات والإصابات التي يعاني منها منتخبنا في الفترة الأخيرة!
في كل الحالات، وبالنظر إلى الأداء الضعيف في مباراة البارحة، يجب أن نقر ونعترف بأننا نحن أيضا لم نستثمر جيدا في الإنجازات المحققة وفي الجيل الرائع من اللاعبين الحاليين، ولاعبونا تمكن منهم الغرور، وبعض إعلاميينا وعشاق المنتخب كانوا قساة على التشكيلة الوطنية بمناسبة المباراتين الوديتين الأخيرتين، وعوامل أخرى ساهمت في تراجع الأداء والنتائج.
في حالة الإقصاء كما في حالة التأهل يجب أن نقر بأن كرتنا ليست بخير رغم مشاركتنا في نهائيات كأس العالم مرتين متتاليتين، ورغم تتويج وفاق سطيف باللقب القاري العام الماضي، ووصول اتحاد الجزائر إلى النهائي هذا العام، لأن النوادي الجزائرية لم تقدم لنا لاعبين دوليين متميزين، وبطولتنا لايزال مستواها متوسطا، وبعض مرافقنا لا تتوفر على كل الشروط التي يتطلبها المستوى العالي، ومازلنا نتعامل بالعاطفة أكثر من المنطق والواقع!
في حالة الإقصاء كما التأهل، يجب أن نقر بأن المنتخب فقد الكثير من توازنه وهيبته منذ رحيل خاليلوزيش، وتراجع مستواه بسبب الغيابات والإصابات المتكررة لبعض اللاعبين وعدم قدرة المدرب على التحكم في مجموعته، والاستقرار على هوية لعب مناسبة، وتشكيلة ملائمة.
في حالة الإقصاء أو التأهل إلى دوري المجموعات، يجب أن نقول إن غوركوف لم يوفق في الحفاظ على الديناميكية التي بلغتها التشكيلة الوطنية، ولم يقدر على التحكم في المجموعة، وعلى التعامل مع الفوز كما التعثر لدرجة فقد فيها توازنه بعد الخرجتين الوديتين الأخيرتين، ودخل مع الصحافيين في جدال عقيم لا يخدمه ولا يخدم العناصر الوطنية.
في حالة التأهل كما في حالة الإقصاء يجب أن نقر بأن بعض الإعلاميين ووسائل الإعلام مازالوا في حاجة إلى التحلي بكثير من المهنية والمسؤولية في التعامل مع المنتخب الوطني بلاعبيه وإطاره الفني، والابتعاد عن الشعبوية والإثارة، واللعب بمشاعر الجماهير، لأن الكرة لم تعد علوماً دقيقة، والكرة في افريقيا تطورت كثيرا في وقت تتراجع عندنا لأسباب مختلفة.
أما في حالة ذهاب أو بقاء المدرب كريستيان غوركوف بعد مباراة تنزانيا؛ فإن الوقت سيكون ضيقاً لإيجاد مدرب جديد، والتغيير قد يؤثر في المجموعة، ويتطلب جهدا إضافيا لإعادة ترتيب بيت “الخضر” الذي سيكون مدعوا للتعامل مع تداعيات الإقصاء أو التأهل، ومدعوا للاستمرار في مواجهة تحديات أكبر في ظروف أصعب تختلف كثيرا عن سابقاتها، حتى ولو كان المدرب القادم اسمه مورينيو!
لا أقول هذا الكلام من باب التشاؤم، ولكن من باب الحيطة والحذر، إدراكا مني بأن كل شيء وارد في كرة القدم، ويجب أن نستعد لكل الاحتمالات رغم أن مستقبل ومصير الجزائر لا يتوقف على منتخبها لكرة القدم، والتأهل أو الإقصاء، والفوز أو الخسارة لن يكونا انتصارا أو انهزاما للجزائر التي تتعرض لإساءات مختلفة وانكسارات متعددة في مختلف المجالات من طرف أبنائها، لكننا اختزلنا سيادتنا وعزتنا ووطنيتنا في منتخب الكرة وفقط!
