كلنا للوفاق

الوفاق لا يمثل سطيف وحدها بل يمثل الجزائر ككل ليس نظريا فقط بل واقعيا ..فيه رحو من وهران ويخلف من تلمسان وحاج عيسى من باتنة ولموشية من وادي سوف وبن شعيرة من بسكرة ولاعبين أخرين من ولايات أخرى لبسوا الأبيض والأسود وهاموا عشقا في النسر وضحوا من أجله ورسموا أفضل صور التألق وأعادوا روح الأمل في صحوة كروية تؤسس لسيطرة جزائرية إقليميا وقاريا.حانت ساعة الحقيقة ،وكل قلوب وعقول الجزائريين مشدودة إلى نهائي رابطة أبطال العرب بين وفاق سطيف والفيصلي الأردني كلنا يتمنى تتويج الوفاق وكلنا نسي حبه لهذا النادي أو ذاك لكننا يجب أن نعامل مع الحدث بشيء من المنطق والعقلانية.

غابت الجزائر عن المواعيد القارية والإقليمية كرويا منذ مدة ولم يكن هناك غير شبيبة القبائل في كأس الكاف جاء الوفاق في الموسم الحالي ليفتح باب الأمل من جديد ويذكر الجزائريين بأن الانتفاضة ممكنة والعودة إلى صناعة الفرحة ممكنة أيضا وما علينا إلا دارسة الحالة واستخلاص العبر حتى لا تكون قفزة الوفاق سحابة صيف عابرة أو ” طيرة عصفور صغير”.

لم يصل الوفاق إلى النهائي-سيتوج بالكأس إن شاء الله- بفنيات حاج عيسى وفعالية بورحلي وكفاح معيزة وحجاوي وحنكة سعدان فقط بل بكل هؤلاء وبقية زملائهم تحت الرعاية الرشيدة لطاقم إداري يكونه مزيج من الشباب وأصحاب الخبرة تجندوا كلهم لخدمة الفريق الذي ناصره كل الجزائريين والتف حوله سكان سطيف وضواحيها بطريقة أذهلت العرب.. لكن ما نحن فاعلون بعد هذا؟ وهل انتهى دورنا؟ وكيف سنتعامل مع الفريق بعد مباراة الذهاب يوم الخميس القادم؟

أسئلة يجب أن لا تخرج إجابتها عن إطار الفرحة المنظمة المؤطرة بعقل الناضجين الباحثين عن النجاح الآني وعلى المدى الطويل.. كرة القدم تدور وفيها كل شيء ممكن لذلك علينا أن نتجند خلف الوفاق خاصة إذا تعثر في ملعب الثامن ماي ونبقى محافظين على الثقة بنادينا حتى الدقيقة الأخيرة من لقاء العودة ،نقول هذا الحديث حتى نقطع الطريق أمام المتشائمين وكل دعاة الهزيمة لأن الوفاق بعون الله منتصر.

العربي محمودي