رياضة

“كلنا محمد”

ياسين معلومي
  • 3432
  • 9

تعطى هذا الأسبوع شارة انطلاق النسخة 30 من بطولة كأس الأمم الإفريقية بغينيا الاستوائية. وعلى غير العادة، فإن المنتخب الجزائري مرشح بقوة للتتويج القاري الثاني في تاريخه بعد كأس 1990، عندما قهر رفقاء القائد ماجر النيجيريين وتوجوا بالكأس الوحيدة في تاريخ الكرة الجزائرية، لكن ليس كل ما نتمناه قد ندركه في هذه البطولة، التي ستلعب في بلد يفتقد كل المرافق الضرورية باعتبار أن هيئة حياتو استنجدت بهذا البلد في آخر لحظة بعد انسحاب “غير مشرف” للأشقاء المغاربة.

“الخضر” الذين سيلعبون في مجموعة الموت، إلى جانب جنوب إفريقيا وغانا والسنغال، عازمون على رفع التحدي ونسيان الإقصاء المر في الدور الأول من النسخة السابقة، بمدرب بوسني أعادنا في أول طائرة إلى الجزائر.. وهو ما قد يعطي اللاعبين الحاليين إرادة ليظهروا للعالم أننا أسياد إفريقيا، وما ظهورنا المتألق في كأس العالم إلا ثمرة عمل كبير، ولنؤكد أننا نستحق هذا التاج الإفريقي الذي هجر خزائننا منذ القرن الماضي.. الحديث المطمئن للاعبين في وسائل الإعلام يعطي الجمهور الجزائري، الغائب عن المنافسة، إيمانا بقدرة هذا الجيل من دخول التاريخ، كما دخله يوما ماجر ومناد وعماني وسرار والراحل كرمالي في دورة لا تزال راسخة في أذهاننا وفي تاريخنا الكروي الحافل. 

المدرب الجديد كريستيان غوركوف لم يجد صعوبة في التأهل لكان غينيا الاستوائية، لوجود جيل من اللاعبين يتسيدون القارة السمراء ويمثلونها أحسن تمثيل في أوروبا ويحتلون المركز 18 عالميا، لا ينقصهم سوى التركيز والعمل على إسعاد الجزائريين، وهي فرصة ربما لن تعود في ظل التطور السريع للمنتخبات الإفريقية، التي أصبحت تصدر عددا كبيرا من اللاعبين إلى القارة العجوز قد لا نتوفر عليهم مستقبلا.

المنتخب الجزائري الذي يعتبر الأغنى إفريقيا، والوحيد الذي تدخل خزائنه أموال كبيرة بسبب النجاح الكبير الذي حققته التشكيلة الوطنية منذ التأهل التاريخي لكأس العالم بجنوب إفريقيا، كما يتوفر على أحسن مركز تدريب في القارة السمراء، وإدارة أصبحت تخطط وتعمل مثل الأندية والمنتخبات الكبيرة، قد لا تواجه صعوبات في مثل هذه المنافسات الكبيرة، سوى عوامل خارجة عن الإطار الرياضي مثل سوء التحكيم والحرارة الشديدة وأرضية الميدان السيئة، وهي على العموم أمور اعتدنا عليها في إفريقيا لكنها ليست أبدا مبررا للفشل وعدم جلب هذه الكأس الإفريقية، رغم أن اتحاديتنا الموقرة سطرت نصف النهائي هدفا على التشكيلة الحالية تحقيقه.

وبعيدا عن منتخبنا الوطني ومشاركته في كأس إفريقيا، لم أتجرع بعد سقوط الثلاثي الجزائري رياض بودبوز ومهدي مصطفى ووليد مسلوب في الفخ عندما حملوا شعار “أنا شارلي” لمساندة الصحيفة الفرنسية، التي أساءت إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والتي أرادت بطريقتها ضرب الإسلام والمسلمين.. موقف يبقى وصمة عار في جبين هؤلاء شبه اللاعبين، الذين من واجب هيئتنا الكروية شطبهم من الحركة الرياضية الجزائرية.

رسالتنا إلى كل من يريد الإساءة إلى الإسلام والمسلمين، هي “كلنا محمد” رسول الله وخاتم الأنبياء والمرسلين.

مقالات ذات صلة