جواهر

كلي هذا الضفدع!

الشروق أونلاين
  • 3271
  • 3
جواهر الشروق

ما الذي تفعله المرأة الجزائرية منذ أن يتنفس الصبح إلى أن يعسعس الليل سوى أنها تكرر نشاطا يوميا يختزل آدميتها في غسل “المواعين” والتزحلق على الأرضيات المبللة ونشر الغسيل والتلصص على جارتها التي وقفت تتفقد حقيبتها قبل أن تنطلق إلى العمل، أو ترسل بصرها ليفتش في قفة “خالتي عيشة” التي عادت لتوها من السوق، وينقضي النهار على هذا الحال لتبدأ صباحا جديدا قديما يشبه الإشهار الذي يبث علينا كل يوم في القنوات الخاصة “أيا نوض راهي السبعة”، ليكون نهارها بعد “السبعة” نسخة مكررة من الأيام والأشهر، بل السنوات السابقة.

ولا يختلف يوم المرأة العاملة أو الموظفة كثيرا عن يوم المرأة الماكثة في البيت إلا في طبيعة العمل الذي تقوم به كل واحدة، بينما تشتركان في شيء واحد هو الروتين وتتنافسان على ترديد عبارة “كرهت”، وكأنها كلمة السر التي تتغلبان بها على مشقة العمل.

في هذا الجو المشحون بالتوتر والملل، تنسى المرأة أن لديها مهاما أخرى أكثر أهمية يجب أن تنجزها، وأنها تمتلك مواهب وخبرات يمكنها أن تغير حياتها إلى الأفضل وتحقق لها السعادة والرضا عن النفس وتنفع بها أسرتها ومجتمعها، وربما انتبهت فعلا إلى هذه المهام والمواهب وبدأت في تحريكها بالاتجاه الصحيح واستشعرت حلاوة العمل عليها وقيمة الاجتهاد فيها، لأنها تشكل لها ضغطا نفسيا وشعورا بالذنب بتركها، ولكنها لا تجد الوقت الكافي أو الظروف المناسبة للاستمرار فيها والمداومة على تطويرها لتظل تلك المهمات والمواهب مجرد أفكار، وماذا تفعل الأفكار إذا لم يصدقها العمل؟!.

 ويمضي بك العمر أيتها المرأة وأنت تكررين نفس النشاطات اليومية التي لا تضيف لك شيئا جديدا، بل تستهلك قواك النفسية والجسدية وتعرضك للإصابة بالاكتئاب المزمن، بينما غفلت عن أمور ذات أهمية كبيرة إنجازها أشبه بالصعود على سلم يؤدي إلى المريخ أو زحل!.

لهذا، يقترح عليك الكاتب بريان تريسي، المختص في فن الإدارة وتنظيم الوقت، أن تأكلي “الضفدع”، ولا تقلقي من كون الحكومة منعت استيراد أفخاذ الضفادع!،  لأن الكاتب يقصد ضفدعا من نوع آخر يجعلك قادرة على إنجاز الأمور الأكثر أهمية، فالمهمة في حياتك والتي تصنع لك النجاح والتميز، وملخص الفكرة أنه إذا كان عليك أن تأكلي ضفدعين في اليوم، فعليك أن تبدئي بالأبشع، أي أن تبدئي يومك بإنجاز الأعمال الأكثر أهمية وأصعبها عليك وأكثرها عرضة للتأجيل لسبب ما، في حين أنها ستؤثر بشكل ايجابي على حياتك في حال أنجزتها وتصنع لك الفارق، ويحتاج منك ذلك إلى التخطيط المسبق وتحديد الهدف.

ولا شك أن هذا الأمر هو ما سيجعلك تشعرين بأهميتك ويضخ فيك مقدارا كبيرا من الثقة بالنفس ويحفزك للتخطيط لمهام أخرى ذات أثر كبير على حياتك، وهذا لا يعني أن تتوقفي عن ممارسة أشغالك المنزلية، ولكنه يحدد لك الأولويات في حياتك، فاختاري أولوياتك وابدئي بالتهام أبشع الضفادع.

مقالات ذات صلة