الجزائر
السفارة الأمريكية تحذّر من  انتشار الهواتف والأرقام الاحتيالية

كهول ونساء يزاحمون الشباب للحصول على “غرين كارد”

زهيرة مجراب
  • 7703
  • 13
ح.م

لم تعد الرغبة في الهجرة ومغادرة أرض الوطن نحو بلدان تسمح لهم بتحقيق أحلامهم وطموحاتهم، وتوفر لهم مناخا يتوافق مع مواهبهم، مقتصرة على الشباب والشابات فقط، بل أضحى حلما يراود الكهول أيضا ممن أسالت عملية التسجيل في القرعة العشوائية لعابهم، للحصول على البطاقة الخضراء الأمريكية “غرين كارد” ودفعتهم للتفكير في السفر أيضا.

جدّد إعلان السفارة الأمريكية فتح باب التسجيل للحصول على “غرين كارد” لعام 2020، الرغبة في الهجرة لدى الشباب والمسنين على حد سواء، فالحلم بالعيش في بلاد العم سام أصبح يستهوي فئات عمرية أخرى، بعدما كانوا يعاتبون الشباب عليه ويلومونهم بشدة ليتحوّل لهدفهم حتى في آخر أيام حياتهم.

يحكي لنا صاحب مقهى أنترنيت في حسين داي، عن تقرب شيوخ تجاوزوا العقد الخامس من العمر، منه مساء الخميس، بعدما انتشر الخبر عبر المواقع الإخبارية والتواصل الاجتماعي، واستفسروه عن طريقة التسجيل في القرعة العشوائية، للاستفسار في البداية كان يظن الأمر متعلقا بأبنائهم غير أنه تأكد بأنهم يرغبون في الهجرة حتى يعيشوا ما تبقى من عمرهم في سلام وكانوا يلحون في معرفة إذا كان السن محددا أو أنها متاحة أمام جميع الفئات السنية حتى لا تضيع الفرصة، وهو ما أذهله فقد كان الشباب سابقا هم من ينتظرون الإعلان عن هذه القرعة بفارغ الصبر ليصبح حلم الشيوخ أيضا.

ويبدو أن عدوى الهجرة قد انتشرت حتى بين النساء أيضا، فقد كتبت إحدى السيدات تبلغ 45 عاما من العمر، لم يسبق لها الزواج، وتشغل منصب إطار في إحدى المؤسسات العمومية، تعليقا حول رغبتها في الهجرة وهو القرار الصائب الذي جاء متأخرا غير أنه صار ضروريا وحتميا، فهي بعدما شارفت على التقاعد ولم تتمكن من تكوين عائلة صارت تفكر في الهجرة وخوض تجربة مغايرة، في مجتمع لن يرى عدم زواجها كمشكلة بل الأهم هو ما ستقدمه وما يمكن أن تفيد المجتمع به.

من جهة أخرى، وبعيدا عن أحلام الهجرة غزت إعلانات احتيالية مواقع التواصل الاجتماعي والمتاجر الإلكترونية، يوهم أصحابها الشباب بإمكانية الحصول على البطاقة الخضراء “غرين كارد” بطريقة مضمونة، وهذا من خلال دفع مبلغ 5 آلاف دينار جزائري، وإرسال جميع المعلومات والبيانات المتعلقة لهم ليقوموا هم بتسجيلهم، ويكون الدفع بإرسال المال للحساب البريدي ثم إرسال صورة عن الوصل، مرفقة ببيانات الراغب في الهجرة، وآخرون لجؤوا لطريقة إرسال رسالة نصية قصيرة “ميساج” حتى يتمكنوا من تسجيلهم مع دفع مبلغ مالي معين، والغريب أن الكثير من الشباب صدقهم وراحوا يركضون خلف وهم البطاقة المضمونة.

وكانت السفارة الأمريكية خلال إعلانها عن فتح أبواب التسجيل، قد حذّرت من هذه العمليات الاحتيالية التي تتكرر في كل مرة من قبل أفراد وشركات ينصبون باسم “غرين كارد” المضمونة، موضحة بأن العملية تتم بطريقة مجانية ولا يترتب عليها أي رسوم عند تقديم الطلب الإلكتروني، وذكرت السفارة أن طريقة السحب تتم بطريقة متبعة في وزارة الخارجية الأمريكية فقط، ويستحيل ضمان فوز أي مرشح، لكن الرغبة في الهجرة جعلت الشباب يغفلون عن كل هذه الحقائق المذكورة في الإعلان، وجعلتهم يغمضون أعينهم عنها، متبعين أي سبيل يحقق لهم حلم السفر.

مقالات ذات صلة