الجزائر
بعد عودة أغلب النشاطات التجارية.. أطباء يحذرون:

كورونا مازال ينتشر وعدم تشديد الوقاية سيُرجعنا إلى الصفر

وهيبة سليماني
  • 5078
  • 6
الشروق أونلاين

شكلت عودة الكثير من النشاطات إلى الحياة العادية، الأحد، في ظل إجراءات الوقاية من عدوى كورونا الفيروس المستجد، حركيّة كثيفة في أغلب المدن، وساعد رجوع سيارات الأجرة إلى الخدمة في تنقل المواطنين إلى مناطق مختلفة، ومختلف الأسواق، والتهافت على شراء الألبسة، والأدوات المدرسية، والأجهزة الإلكترونية، حيث يبقى المواطن في ظل هذه الحركية التجارية المسؤول الوحيد عن حماية نفسه من كورونا، حيث أكد أطباء ومختصون أن عودة هذه النشاطات تتطلب تشديد إجراءات الوقاية والتي إذا لم تتوفر فسنتجه نحو الكارثة.

وحذّر في هذا السياق، الأطباء من تجاهل التقيد بإجراء مسافة الآمان ووضع الكمامات والقفازات، وقال البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، إن عودة بعض النشاطات إلى الحياة العملية، كان بعد تسجيل أرقام فيما يخص الإصابات الجديدة المتعلقة بكورونا، تبعث على الطمأنينة، ورصد نتائج ما بعد اللهفة والتهافت الذي شهده السوق الجزائري مؤخرا، رغم الإجراءات والتوصيات المعمول بها، موضحا أن العدوى لم تنتشر بالشكل الذي كان متوقعا له، وهذا أمر إيجابي.

وأوضح خياطي، أن الحكومة أمسكت العصا من الوسط باتخاذها تدابير عودة بعض النشاطات، خاصة تلك التي كان توقفها يشكل خطرا على أصحابها، ويهددهم بالموت جوعا، ثم، حسبه، دول بترولية أخذت بمثل هذه الخطوات وأعادت نشاطات ضرورية، مضيفا أن الخطر قد يكون بعودة المقاهي والمطاعم، ولكن فيما يخص صالونات الحلاقة والمحلات والطاكسي، فإن إجراء التباعد الاجتماعي قد يطبق دون أي مشكل.

ويرى البروفسور خياطي، أن مهمة الدولة هو الحفاظ على الجانب الصحي والاقتصادي معا، ولكن الوعي يتعلق بالمواطن، الذي يحب حسبه، حماية نفسه، وهي مهمته الْيَوْمَ بعد عودة النشاطات المهمة إلى الحياة العادية.

ومن جهته، أكد البروفسور عمر زميرلي، رئيس مصلحة طب الأنف والحنجرة بالمستشفى الجامعي بني مسوس بالعاصمة، أن المسؤولية الوقائية يلعبها المواطن، وأنه مهما كان تطور الجهاز الصحي، من دون الدور الذي يلعبه المواطنون، لا ينفع ولا يأتي بنتيجة، وهذا ما تم اكتشافه من خلال الإجراءات التي اتخذت للحماية والوقاية من انتشار فيروس كورنا”كوفيد19″.

ويرى أن إعادة نشاط الطاكسي، والحلاقين، وبعض الممارسات التجارية، جاء في وقته، وبعد استشارة الجهات الطبية، في انتظار عودة نشاطات أخرى وفِي وقتها، ولكن حسب البروفسور، عمر زميرلي، فإن الحيطة والحذر تبقى مطلوبة، وهي مسؤولية كل فرد في المجتمع، وقال “احموا أنفسكم بأيديكم، ولا تنتظروا من يحميكم.. إن الوقاية بأيديكم، وما عليكم إلا احترام التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات!”
ودعا وسائل الإعلام إلى المساهمة في حملات التوعية، حتى تترسخ وتصبح سلوكا لدى الجزائريين.

وفِي ذات الموضوع، قال البروفسور سليم نافطي، رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى مصطفى باشا، إن العدوى بكورونا مسؤولية المواطن بالدرجة الأولى، وإنه رغم كل التدابير والإجراءات التي وضعت، إلا أن اللهفة والتهافت مؤخرا على الأسواق، والتدافع، أكد أن توقيف بعض النشاطات، لم يمنع من احتمال انتشار العدوى، وأن الوقاية منها، تبقى في يد كل فرد من المجتمع.

ودعا الجزائريين، إلى حماية أنفسهم، وتفادي، اللجوء إلى فضاءات هذه الأنشطة التي عادت إلى عملها العادي، حيث الخاسر في الأخير هو المواطن، وهو من يقي نفسه شر كورونا باحترام التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات.

مقالات ذات صلة