الجزائر
أنابيب تحاليل الدم وكمامات وقفازات في متناول الأطفال:

كورونا “معلبة” تُرمى في الشوارع!

نوارة باشوش
  • 6782
  • 29
الشروق أونلاين

كارثة حقيقية بكل المقاييس.. أكوام من أنابيب تحاليل الدم ومخلفات الوقاية من فيروس كوفيد ـ 19، من كمامات وقفازات ناقلة لكل أنواع البكتيريا ترمى في الشوارع والمزابل في عز تفشي وباء كورونا، مما يشكل خطرا كبيرا على صحة المواطنين وخاصة الأطفال ويتسبب في إحداث مشكلة من رحم أزمة مازالت تحصد إلى الآن أرواح الآلاف من البشر.

هي صور نقلناها من منطقة أولاد هداج التابعة إقليميا لولاية بومرداس، والواقعة على مرمى حجر من الجزائر العاصمة، حيث تم رمي أكوام من القمامة على غرار عبوات بلاستيكية وزجاجية تستخدمها مخابر التحاليل الطبية بالمستشفيات العامة والخاصة في تحليل الدم، ما يثير الذعر والخوف من أن يكون أصحابها مصابين بفيروس “كوفيد ـ 19″، مما يشكل قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة ويصاب بها العديد من الأشخاص خاصة الأطفال.

لم يتوقف انتشار هذه البقايا الصيدلانية فقط عند أكوام أنابيب تحاليل الدم، بل ما تم تسجيله عبر غالبية الأحياء والشوارع خاصة بالقرب من الأسواق الشعبية، تقريبا بجميع ولايات الوطن خاصة الجزائر العاصمة، هو ظهور نفايات جديدة لم تكن موجودة من قبل، فقد أصبحت مخلفات المستلزمات والمعدات الطبية ذات الاستخدام الفردي مثل القفازات والكمامات، فضلا عن القارورات الصغيرة للمعقمات اليدوية، متناثرة في مختلف أماكن الرمي وفي كل مكان، بما بات يهدد بولادة مشكلة أخرى من رحم أزمة فيروس كورونا المستجد رغم أنها تصنف في خانة النفايات الطبية التي تخضع لنظام خاص بالجمع فضلا عن طريقة علمية خاصة للتخلص منها.

وفي الموضوع، أكد البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث لـ”الشروق”، أن الرمي العشوائي والكبير للنفايات الطبية في الشوارع وفي الأماكن القريبة من السكان في هذا الظرف الصحي الاستثنائي، الذي فرضه فيروس كورونا يمكن أن يتحول إلى بؤر لنشر الأمراض، وأضاف أنه لا يمكن التهاون والسكوت عن مثل هذه الأمور التي باتت تهدد الصحة العمومية والثروة النباتية والحيوانية، وطالب بوضع مشروع وطني خاص بمعالجة وتسيير هذا النوع من النفايات في مراكز خاصة يتكفل كل مستشفى بتسييرها تسييرا داخليا”.

وأوضح خياطي أن النفايات الاستشفائية بالجزائر، أصبحت فعلا تهدد صحة المواطنين والمحيط بسبب التفريغ غير القانوني لهذه النفايات التي تضم في مجملها إبرا وحقنا وضمادات تلطخها الدماء والمحاليل، بالإضافة إلى أعضاء البشرية التي أصبحت تعبث بها القطط والكلاب المتشردة، الأمر الذي أدى بعديد الأطراف لدق ناقوس الخطر والمطالبة باتخاذ إجراءات ناجعة لتفادي مخاطر هذه النفايات.

وفي الوقت الذي تلجأ فيه عدد كبير من العيادات الخاصة يضيف البروفيسور، إلى التخلص من نفاياتها السامة بطريقة غير شرعية في المفرغات العمومية وهو ما يشكل خطرا كبيرا على الصحة العمومية، فإن بعض المستشفيات تلجأ إلى حرق النفايات بطريقة غير ملائمة، بسبب انعدام التجهيزات اللازمة لذلك والتي تتوفر على المعايير المطلوبة، حيث تشير الأرقام إلى أن هناك ما يقارب 29 ألف طن من هذه النفايات الطبية تطرحها المستشفيات والعيادات سنويا، منها النفايات الناقلة للعدوى بـ12990 طن، ثم النفايات ذات الأخطار الكيميائية والسامة بـ803 أطنان.

مقالات ذات صلة