جواهر

كوني قيادية ولا تكوني ذبابية

نادية شريف
  • 7194
  • 22
ح.م

حلم المرأة الحقيقية أن تكون شخصيتها قيادية يستشف منها الآخرون معاني القوة والصمود، والقدرة على مواجهة الصعاب وتحطيم القيود.. حلمها ان تكون مصدرا للتجديد ومنهلا للعطاء بلا حدود، وأن تحلق عاليا بكل همة لتضع بصمتها في الوجود..

وعلى النقيض من ذلك لا يتعدى تفكير المرأة السطحية أنفها، إذ تجدها تحشره في كل شيء وفي اللاشيء مركزة فقط على عيوب الآخرين ومساوئهم تماما كالذبابة التي لا تقع إلا على الجرح، لذلك نريدك أن تكوني قيادية وليس ذبابية!!

الشخصية الذبابية إن كنت لا تعرفينها هي التي تتصيد أخطاء الآخرين ولا ترى إلا الجانب السلبي فيهم وفي ما حولها من أشياء.. هي شخصية طبعها الثرثرة ولا ترى إلا بمنظار النقص فلا تكوني مثلها، وكوني نموذجا مثل البحر في أحشائه الدر كامن، تهتمين بالقضايا المصيرية، تصنعين المواقف البطولية، وتدفعين عجلة التقدم والحضارة والتنمية..

أنت امرأة، إذا أنت مكمن الحب ومصدر القوة.. أنت التي من المفروض أن تضع نصب عينيها عظائم الأمور لا توافهها.. تطبق شرع ربها وتقيم مملكتها الخاصة في بيتها، وتتبع سنة نبيها كي تنصره أيما نصرة في زمن تنبح الكلاب وتتعاوى الذئاب عليه..

إن رب الكون وخالقه أخرجك من ضلع الرجل وجعلك شقيقة له ولم يقلل من شأنك لا، بل أوصى عليك وأعطاك شرف إنجاب الرجال.. أعطاك عاطفة لو قسمت على رجال الكون لكفتهم لكنك لم ترضي بقسمة العدل ورحت إما تزاحمين الرجل رجولته أو تغرقين في التوافه ،ولا غاية لك سوى الضحك على الخلق أو أكل لحومهم، واللعب على حبلين من جهل..

إن المرأة المثالية والجوهرة الحقيقية هي التي يزداد بريقها بأخلاقها وإنجازاتها.. هي التي تترفع عن مستنقع الذباب وتبحث لها عن مكان في القمة.. هي التي تحمل هم بيتها ومجتمعها وهم الأمة.. هي التي تدفع عن عرض أخيها وأختها بكل همة.. هي التي تبقى ثمينة مادامت أمينة فإذا خانت العهد ونكرت العشرة هانت ونتن ريحها بين الخلائق..

النحلة تنتقل من زهرة إلى زهرة تسنشق طيب الرحيق فتعطي لذيذ العسل، والذبابة تنتقل بين المستنقعات والجيف والقمامة فتنقل الأوبئة والأمراض.. الكل ينفر منها.. الكل يتحاشاها.. الكل يطردها فلا تكوني مثلها كي لا ينبذك أحد.

مقالات ذات صلة