-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كيف نحمي السّلام في بلاد الإسلام؟

كيف نحمي السّلام في بلاد الإسلام؟

نفرنا خفافًا وثقالاً إلى مدينة “أبو ظبي”، عاصمة الإمارات العربية المتحدة، استجابة لدعوة كريمة من معالي وزير الخارجية الإماراتي؛ الشيخ عبد الله بن زايد.لقد استقبلتنا مدينة “أبو ظبي” بحفاوتها العربية التقليدية وكرمها الطائي المعروف، ولكن نقطة الجاذبية في الاستجابة كانت موضوع الملتقى الذي دعينا إليه، فقد حمل عنوانًا محببا إلى كلّ مسلم، ويمثّل هاجسًا يسكن عقل كلّ إنسان، وهو “منتدى تعزيز السِّلم في المجتمعات الإسلامية”.

ونقطة الجاذبية الثانية في الاستجابة للدعوة تمثلّت في كوكبة العلماء والباحثين الذين دعوا إلى حضور أعمال هذا المنتدى. فإلى جانب رئيس الهيئة العلمية؛ سماحة الشيخ عبد الله بن بيَّة، هناك شيخ الأزهر الشريف؛ الدكتور أحمد الطيب، إضافة إلى مفتي مصر، ومفتي ليبيا، ومفتي تونس، ومفتي موريتانيا، وغيرهم، وكذلك وزراء أوقاف كلّ من مصر، والأردن، وتونس، والمغرب، والإمارات العربية المتحدة.

كما حضر نخبة من الباحثين المتميّزين من أمثال الدكتور فهمي جدعان من الأردن، والدكتور محمد راتب النابلسي من سوريا، والدكتورة عزيزة الهبري الجزائرية الأصل، والأستاذة بجامعة ريتشموند من أمريكا، والدكتور رضوان السيد من لبنان، والدكتور محمد عبد الغفار الشريف من الكويت، والدكتور أحمد العبادي من المغرب، والدكتور عبد الجليل سالم عميد جامعة الزيتونة بتونس، والدكتور حمزة يوسف الداعية الأمريكي، والدكتور عبد الحكيم جاكسون من أمريكا، والقائمة طويلة.

أما الجزائر فقد كانت ممثلة بوفد عام يتشكل من رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ووزير التعليم العالي الأسبق الدكتور مصطفى الشريف، والمفتش العام لوزارة الشؤون الدينية الدكتور محمد عبسي، ومستشار وزير الأوقاف والشؤون الدينية الدكتور محمد إيدير مشنان.

كان يحدونا الأمل في أن هذا المنتدى الأوّل من نوعه، في ظلّ ما تعيشه البلاد الإسلامية من محن تطبعها الدماء والدموع، كان يحدونا الأمل في أن يجيب المنتدى، بهذه الإمكانات المادية والمعنوية التي رصدت له، عن سؤال: كيف نطفئ الحريق؟ وكيف ننقذ الغريق؟ كما قال سماحة الشيخ عبد الله بن بيّة، ولن يكون ذلك إلا بتعزيز السلم لأنّ السلم يعطي ضمانات لا تعطيها الحرب، وعلى حدّ قول الفيلسوف الألماني هيغل فإنّ التناقضات هي أساس البناء، والتدمير أساس التعمير.

إنّ مما شجعنا على التخلّص من كابوس الهاجس الذي يسكننا الكلمة الافتتاحية لرئيس الهيئة العلمية سماحة الشيخ عبد الله بن بيّة.

ومثل قوله: “إنّ مجيئنا إلى هنا هو تلبية لنداء الله (فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) ذلك لأنّ الحروب تبني في عقول البشر، فلنَبْنِ السلام كحصن في عقول الناس، فلا ينبغي أن يخرج الخلاف عن الاختلاف، إلى البغي لأنّ الخصام ليس قيمة إنسانية، لذلك أكّد المتحدِّث على ضرورة القضاء على الاصطفاف الإيديولوجي والخلاف الطائفي.

إنّ هذه المقدِّمات المهمة قد فتحت فينا باب الأمل في أنّ هذا المنتدى الذي يَنشُد تعزيز السِّلم داخل المجتمعات الإسلامية، سيمثل نقطة تحوُّل في واقع أمتنا من شأنه أن يخرج من التنظير للسلم إلى التطبيق العملي وأن تنبثق عن المنتدى آلية فعّالة، تتمثل في لجنة المساعي الحميدة لفض النزاعات، تتألَّف من علماء الأمّة الإسلامية، تحُّلُ محَّلَ هيئة الوسيط الإبراهيمي في جنيف1 وجنيف2، لتتسِّع فتشمل الصراع في مصر، والنزاع في اليمن، والصداع في ليبيا، وفي كلّ قطر إسلامي. ظلَلْنا على هذا الأمل حتى انتهت العروض، فلم تؤد الفروض، وعدنا بدون خفي حنين.

صحيح أنّ الأساتذة المحاضرين قدَّموا عروضًا قيّمة في مختلف المجالات، ولكن تعزيز السِّلم، وهو الغاية من المنتدى ظلّ هو المسكوت عنه.

فالبيان الختامي، وإن تحدَّث عن قضايا مهمّة في واقع المجتمعات الإسلامية، فإنّه لم يتطرق إلى أيّة مبادرة من شأنها أن تثبت وجود العلماء المسلمين في الصراع الدموي الدائر، وكان المؤمل أن تنشأ هيئة المساعي الحميدة، الكفيلة بوضع حدٍّ للدموع والدماء، وتعزيز السِّلم بكيفية عملية، فهل سيتلافى القائمون على المنتدى مثل هذا الخلل، فيحققوا أمل الجماهير فيهم؟ إنّ السِّلم أهنأ عيش، والعدل أقوى جيش. 

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • بدون اسم

    تحية طيبة.لقد كنت من الحاضرين فلماذا لمتوصل فكرتك للحضور ولمنظمي المنتدى.على كل لا يهم .المهم أين هذه الأطروحات في واقعنا بالجزائر مما يحدث في غرداية؟هل أسستم مجلسا يحتذى به في باقي الدول لحل نزاعات كهذه التي تحدث بين ظهرانينا؟

  • اسماعيل

    أنا مع اصلاح ذات البين بين المسلمين، و يا ليت هذه المرة ان تكون المبادرة جزائرية، من علماء الجزائر.

  • هشام

    و هل بادر الوفد الجزائري بشيء؟ أم أنه ظل متفرجا؟ ثم لماذا لا نسمع عن هذه الملتقيات إلا بعد اختتامها؟ أليس لنا حق المشاركة في إثرائها؟ أو حق الاطلاع على مضامينها؟ لماذا تحتكرون كل شيء؟ أتؤمنون بسوبارمان؟

  • محمد ب

    يا أستاذ أنت من شاركت في الملتقيات وسامت في المؤتمرات تعرف أن وجوهنا المبتسمة وكلماتنا المعسولة تخفي"قلوبهم شتى"لأن لقاءاتنا عاطفية وغير صادقة حتى بين الفقهاء.هل من عالم له حظوة ومصداقية لدى أولي الأمر في منطقتنا حتى يؤخذ برأيه؟وإن وجد فالعالم يكذب على سامعه ليرضيه.إن ثقافتنا الحالية مبنية على النفاق وتزوير الحقائق مما يمدد في انحطاطنا وفشلنا لأنها لم تواجه الواقع بالعقل والبرهان وإنما تعتمد على العاطفة والأماني المستحيلة.تعليمنا فاشل وغرورنا فاحش.لا تختلف نخبتنا عن السوقة من بيننا.هل حانت ثورة؟

  • merouana 05

    كيف تجتمع مع من وافق على الانقلاب على الشرعية في مصر وساهم في قتل الركع السجود؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟