الشروق العربي
العلاقات العاطفية بين الطلبة والأساتذة

كيف يواجه الأستاذ سحر الطالبات؟

الشروق العربي
  • 18928
  • 13
ح.م
حب في ثنايا العلم!

تشكل العلاقات العاطفية بين الطالبات والأساتذة في المدرسة الجزائرية وحتى في العالم محور قلق شديد سواء في مرحلة الثانوية أو الجامعة، مما دفع بالكثير من الدول إلى إجراء تحقيقات وسن قوانين تمنع اية علاقة من هذا النوع في مدرجات التدريس، لأن الخروج من الإطار التعليمي إلى الإطار العاطفي فيه خطر كبير على مستقبل الطالبات ونفسيتهن، لكن كيف يمكن ان نمنع هذه المشاعر التي تأتي في سن حرجة كالمراهقة وفي وقت تفشت فيه العنوسة.
أثير هذا الموضوع لعدة مرات على مواقع الكترونية ومنتديات للأساتذة طرحوه بشكل جدي فكان النقاش يضفي إلى وجود فعلا عواطف جياشة بين الطالبات وأساتذتهن، البعض يفسرها بالتعلق بالمعلم كونه قدوة كل فتاة منذ القديم، من جهة أخرى يراها البعض أنها مشاعر لا يستطيع الأستاذ أن يقاومها أمام سحر طالبات في مقتبل العمر يتصرفن او يعشن مرحلة الشباب قبل أوانها من لباس وماكياج وتصرفات..
في السابق كان حلم الفتاة الجزائرية الزواج بطبيب، شرطي او أستاذ، وبما أن الاحتكاك الأول بين الطالبات مع الأساتذة يولد هذا النوع من المشاعر ويصبح الأستاذ فارس أحلامها وتعيش قصص حب تنتهي في وقت قصير بمجرد مغادرة الصف الدراسي او بمجرد التحاق أستاذ جديد بالمدرسة،
ويرى علماء النفس والاجتماع أن من أسباب تعلق الفتاة بالأستاذ هو صورة الرجل المثالي، المنضبط والمثقف، وهي الصورة الأجمل والأكمل في ذهنها والتي رسمتها لشريك حياتها، كذلك صورة الأب والوصي ترتبط بالأستاذ وترى فيه الفتاة مثلها الأعلى أو تشعر بمشاعر تقترب من مشاعر الأبوة والصداقة.
يقول أستاذ في مادة الفيزياء انه واجه الكثير من المشاكل مع طالبات تعلقن به فقط، لأنه يدرس مادة صعبة، ويفسر ذلك ان أساتذة المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء هم الأكثر تعرضا للمشاكل العاطفية مع الطالبات، لأن استاذ الرياضيات او الفيزياء في نظرهن هو شخص موهوب وله قدرات كبيرة من الذكاء وله الكثير من المعجبات بشرح الدروس، خاصة في فترة الثانوية.

تقارب السن بين الطالبات والأساتذة

كيف لأستاذ لم يكمل العقد الثالث من العمر أن يدرس فتيات في سن الشباب والمراهقة، فهناك شرارات عاطفية بين الطرفين، تبدأ بالنظرات والإعجاب، ثم الهمس والضحك بين الصديقات، فثمة علاقة قوية تنشأ إما بسبب كاريزما الأستاذ آو مظهره الخارجي او وسامته او طريقة التعامل مع الطالبات كالرفق واللين.
وحسب آراء الناس فإنه من المستحيل أن تتحكم الفتاة المراهقة او الشابة في عواطفها تجاه الأستاذ، كذلك فإن النظرة الخاطئة لهذا النوع من المشاعر التي سرعان ما تزول مع الوقت، لأن العاطفة تكون من طرف واحد مثل تلك التي تحدث بين المرضى من كلا الجنسين وطبيبهم المعالج.

لهذا السبب تم تأنيث مهنة التدريس

يرى البعض أن تدريس الفتاة من طرف شاب يقاربها في السن آمر خطير، خاصة في فترة المراهقة، فكما دعت بعض الأصوات إلى فصل الذكور عن الإناث، تفضل نفس الأصوات ان يتم تدريس الفتيات من طرف معلمات والذكور من طرف معلمين، وهذا أحسن لكلا الجنسين، لأن العلاقة العكسية وهي العلاقات العاطفية بين الطلبة الذكور ومعلماتهم غير موجودة تقريبا او نادرا ما تنشأ مثل هذه العلاقات نظرا لفارق السن بين الطالب وأساتذته، والذي يحول دون توجيه المشاعر لمثل هذا النوع من العلاقات عكس الفتيات مع الأساتذة.
وربما هذا هو ما جعل مهنة التدريس يسيطر عليها الإناث بشكل ملفت للنظر.
وسبق لجمعيات أولياء التلاميذ أن أثاروا هذا الموضوع الحساس وطالبوا بمنع العلاقات العاطفية وتجريمها بين الأساتذة والطالبات، في حين أن القانون الجزائري لا يمنع ولا يعاقب على هذه العلاقات إذا لم تتعد إلى التحرش او الاعتداءات او أفعال تجرمها النصوص، غير ذلك، فلا جريمة دون نص، والمشاعر مباحة ومنها ما ينتهي بالارتباط الرسمي والشرعي في اطار الزواج، وإن كانت هذه التجارب قليلة وتعد على الأصابع.

ل.م

مقالات ذات صلة