الجزائر
"الشروق" ترصد واقع الحركة التجارية بعد تخفيف تدابير الحجر

لا بيع ولا شراء.. وتجار يشتكون تقلص نشاطهم وتكدس سلعهم

راضية مرباح
  • 3525
  • 8
أرشيف

تقلص النشاط التجاري بالعديد من المناطق المعروفة بطابعها التجاري الكثيف، بشكل واضح هذه الأيام حيث يعيش التجار الذين وبالرغم من قرار إعادة فتح محلاتهم من جديد، حالة من الخوف والقلق على مستقبل نشاطهم الذي تدحرج، خاصة بعد انقضاء شهر رمضان والعيد، ليجد هؤلاء أنفسهم “يتسولون” الزبائن بـ”الكلام الحلو” واللباقة، علهم يكسبون مشتر في غالب الأحيان، يكون مغلوبا – هو الآخر – على أمره، بعدما خوى جيبه منذ شهور.

جائحة كورونا التي غيرت معها العديد من الطبائع، وأجبرت على سن قوانين جديدة لمسايرة الأوضاع الصحية الطارئة، حملت معها العديد من الماسي للعائلات، خاصة منهم أصحاب الدخل اليومي، أما التجار الذين استبشروا خيرا لقرار منحهم فرصة إعادة فتح محلاتهم، أكدوا أن فرحتهم لم تعمر طويلا، بعدما وجد هؤلاء أنفسهم مكتوفي الأيدي ينتظرون الزبائن، الذين قل ما يدخلون المحل، وإن فعلوا فذلك يكون للتمتع وإعطاء نظرة على السلع الموجودة، ثم الانصراف بعد الاستفسار عن السعر.

لا بيع ولا شراء وتكدس للسلع

شكاوى عديدة استقبلتها “الشروق” من طرف التجار أصحاب المحلات، في ولاية تيبازة، التي اخترناها كعينة، قبل النزول إلى الشارع، عبر جولة خاطفة لبعض المحلات، بكل من تيبازة وحجوط، باعتبارها أكثر البلديات استقطابا للنشاط التجاري رفقة بواسماعيل والقليعة، وإن كانت الأجواء متشابهة بكل المناطق للاشتراك في نفس المشكل والأجواء الاستثنائية التي تعيشها الجزائر، على غرار باقي دول العالم، فإن المشهد يتكرر بكل منطقة. جولتنا شملت محلات بيع الألبسة والأحذية، فذهلنا لنوعية السلع التي بدت نفسها منذ شهر مارس، حتى إن أغلب التجار اشتكوا من تكدس الشتوية والربيعية، أما من ساعفه الحظ وعلق الملابس الصيفية، فيكون قد اقتناها قبل غلق المطارات والحدود والموانئ، وراح يعرضها في الفترة الحالية، في وقت يعرض البعض الآخر سلعا تبدو وكأنها من العام الماضي.

وما شد انتباهنا، هو خلو المحلات من الزبائن، ومن يدخلها لغرض الشراء تجده يطالب صاحب المحل بمساعدتهم عن طريق تخفيض السعر، حتى يتمكن من شراء حاجته. التجار من جهتهم اشتكوا تكدس سلعهم، حيث أجبر البعض منهم على تخفيض الأسعار بشكل ملحوظ، ولسان حالهم يقول “نبيع براس المال” لربح يومي، خاصة وأن تكاليف الكراء تنتظره، وعائلته تطالبه بالقوت.

محلات بيع الأواني خالية على عروشها

محلات بيع الأواني هي الأخرى، يحصي أصحابها الخسائر يوما بعد يوم، حيث أصبحت خاوية من النساء اللواتي اعتدنا على زيارتها بشكل كثيف، فالمار بها هذه الأيام يلاحظ الفرق الشاسع بين الأمس واليوم. الأوضاع الحالية – يقول أصحاب محلاتها – قلصت نشاطهم بشكل مريع، فلم تعد سلعهم تستقطب النسوة كما جرت العادة، حيث يكون نشاطهم طوال السنة دون انقطاع، لنوع التجارة التي تقبل عليها النساء كثيرا، لتغيير ما بداخل المطبخ، آو الاستفسار عن كل ما هو جديد لاقتنائه. يقول في هذا الشأن أحد الباعة، إن كورونا أوقف كل النشاطات، و”مرمد” التاجر والزبون في آن واحد، هذا الأخير الذي وجد نفسه يصارع من اجل اقتناء قوت يومه، وعدم التفكير في أمر آخر توفير الحاجيات الأساسية لعائلته لا غير، بعدما تقلصت مداخيل البعض منهم، بسبب توقفهم عن العمل، في وقت نفذ كل ما كان يكتنزه البعض الآخر بالبنوك آو البريد، حتى إن هذه الأخيرة تشهد ومنذ أيام أزمة سيولة خانقة، لأسباب غير معلومة، تجبر زائريها العودة من حيث أتوا.

فرض الكمامات بمداخل المحلات

ونحن نعاين بعض المحلات والكمامة تسد أنفاسنا، لاحظنا أن أصحابها التزموا بالإجراءات الوقائية التي وضعتها السلطات العمومية.. فكل محل يقابلك مدخله بمعلقات تطالب الزبون بوضع الكمامة قبل الولوج بها، وأخرى تمنع دخول أكثر من 3 أشخاص في وقت واحد، وإن زاد العدد يجبر التالي الانتظار بالشارع حتى يخرج من بداخله، هي الإجراءات التي استحسنها المواطن، علها تقلص من عدد الإصابات بالفيروس الذي اخلط حياة الصغير قبل الكبير.. والشيء الملاحظ خلال جولتها هذه، هو تفقد أعوان الأمن للمحلات، حيث شوهد بعضهم يجوبون الشوارع وعينهم على المحلات ومن بداخلها، لتدوين أي مخالفات كانت، سواء ما تعلق منها بعدد الزبائن، أو الإخلال بارتداء الكمامات، الأمر الذي زاد من مسؤولية التجار في التشديد على تطبيق الإجراءات الصحية المستحدثة مع جائحة كورونا.

مقالات ذات صلة