رياضة

لا تتلاعبوا بالجزائر

ياسين معلومي
  • 26427
  • 0

كما كان متوقعا، أقصي المنتخب الجزائري لكرة القدم من الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم الجارية حاليا بالغابون، ودون أن يحفظ ماء وجه الكرة الجزائرية، مثلما وعد به اللاعبون أياما قبل بداية المنافسة… إقصاء عجل بإقالة العجوز البلجيكي جورج ليكنس الذي عجز عن قيادة التشكيلة الوطنية إلى بر الأمان، والعودة بالتاج الإفريقي، وأدخل رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، محمد روراوة، في دوامة من المشاكل، لا يعرف أحد نهايتها، ويبقى حسب ظني الخاسر الوحيد هو منتخبنا الوطني، الذي لم يقدر حتى على اجتياز الدور الأول في كان الغابون، رغم نوعية اللاعبين التي تشكل المنتخب، باعتبار أن أغلبهم ينشطون في أندية كبيرة، ومحل اهتمام أكبر الفرق الأوروبية الكبيرة.

حسب أهل الاختصاص، لم يسبق للمنتخب الوطني أن عاش تجاوزات خطيرة، في منافسة قارية، أو عالمية، كتلك التي حدثت قبل وأثناء وبعد كأس إفريقيا بالغابون. فبالإضافة إلى التحضيرات البدائية والكارثية، والمواجهتين الوديتين أمام موريتانيا، رغم توفر كل الإمكانات للعب أمام منتخبات كبيرة، فإن المسؤولين، والمدرب، والطاقم الفني لم يتمكنوا من السيطرة، والتحكم، في التشكيلة الوطنية مثلما يحدث في كل المنتخبات قبل بداية أي منافسة بحجم الكان، فقبل التنقل إلى الغابون عرف التربص شبه انفلات بين اللاعبين، في وقت كان المدرب يحضر للاعبيه نكتا جديدة، بدل تحضيرات جدية قبل الدخول في المنافسة، وحتى في الغابون لم يستطع البلجيكي فرض الانضباط المطلوب، ولم يتمكن أيضا حتى من تحضير لاعبيه من الناحية الفنية فلم يظهر محرز وسليماني وبن طالب بمستواهم المعهود، وحتى آخرون رفضوا اللعب خوفا على مستقبلهم الكروي. وعلى حد تعبير أحد الدوليين السابقين غاب الانضباط، غابت النتائج، وهو ما عكر الأجواء، وجعل اللاعبين يريدون العودة وبسرعة البرق إلى أنديتهم وكان لهم ما أرادوا، فلم يظهروا بالمستوى الذي يقدمونه أسبوعيا في أنديتهم، وهو ما جعل المنتخب يدخل في دوامة من المشاكل، إسقاطاتها وصلت حتى إلى رئيسهم، الذي يواجه اليوم أشد محنة في تاريخه الكروي قد تعجل به إلى ترك منصبه، وتسليم المشعل إلى من تختاره الجمعية العامة وأصحاب القرار.

كم هو صعب أن يفقد الجمهور الجزائري ثقته في منتخبه الذي صنع الأفراح منذ ملحمة أم درمان، وكأس العالم بالبرازيل والتأهل التاريخي للدور الثاني.. فهل تعود الثقة من جديد؟ أمر صعب المنال، لكن على اللاعبين والمسيرين ألا يتلاعبوا بجزائر الشهداء، والعودة إلى صوابهم، والعودة إلى المنتج المحلي أصبحت أمرا ضروريا، لأنه وببضاعتنا المحلية تأهلنا لكأس العالم، وحققنا أفضل النتائج، وبها حققنا التاج الإفريقي وبمدرب جزائري… عودوا إلى رشدكم قبل أن تغرق السفينة يومها لا مجال للندم.

مقالات ذات صلة