لا تشريف ولا تكليف؟!
قيل ضمن ما قيل تعليقا على الخرجة المفاجئة الأخيرة التي قامت بها الشهيدة الحية جميلة بوحيرد، حين طلبت المعونة المادية عبر الصحافة، أن الرئيس بوتفليقة عرض عليها يوما منصب سيناتور في الثلث الرئاسي لمجلس الأمة، لكنها رفضت، ونبّهها البعض معاتبا بشدّة، أن ذلك الرفض المفاجئ وغير المتوقع، هو أحد أسباب محنتها الحالية، رغم أن جميلة بوحيرد، تعاملت بوضوح مع هذه المسألة، حين قالت أنها كانت وستبقى، امرأة تأبى المناصب ومجاهدة لا تركض خلف الكراسي، ومناضلة ترفض التقاعد؟!
-
معاتبو جميلة بوحيرد على رفضها منصب السيناتور يريدون تحويلها من شهيدة حية إلى شاهدة زور من داخل السلطة؟! أفلا يدرك هؤلاء أن قبول مثل هذه الوظيفة التي لا يهش صاحبها ولا ينش، يعدّ فضيحة أكبر من مدّ اليد لطلب المساعدة عبر الجرائد؟! ماذا يفعل السيناتورات في المجلس، غير تربية الكروش وتمتين العروش وزيادة القروش؟! ألم تتحول وظيفة النائب من تكليف شعبي في الأصل إلى تشريف سلطوي الآن، ثم أضحت في الوقت الحالي، مهنة من لا مهنة له، حيث لا تكليف فيها ولا تشريف؟!
-
أنصار نظرية السيناتور في تحويل رموز الأمة إلى أيادي مرفوعة داخل مجلس الأمة، يقولون أو يزعمون أن جميلة بوحيرد لو قبلت المنصب لعاشت “معزّزة مكرّمة” في مجلس عبد القادر بن صالح، ولكن، أليست “لو” هنا تفتح عمل الشيطان؟! عن أي مفهوم للعزة والكرامة يتحدث هؤلاء؟! وهل تتوحد تلك المفاهيم مع تعريفات الشارع ورؤيتهم لنواب الأمة؟! ألا يعد وجود الغرفة الثانية من الأصل تكريسا للفراغ، جعل السلطة تفكر يوما في إلغائها تماما؟! أيّ عزة ستدوم وأيّ كرامة ستبقى في ظلّ رفع الأيادي وكتم الأصوات؟!
-
من له مصلحة في جلوس رمز وطني بحجم جميلة بوحيرد جنبا إلى جنب مع نواب الشكارة وزعماء الحركات التصحيحية ورموز الانقلابات الحزبية؟! ألا يعدّ هذا اغتيالا أكثر تنظيما في بشاعته من مدّ اليد لطلب المساعدة عبر الصحف؟!