جواهر

لا تصادقي رجلا!

الشروق أونلاين
  • 5636
  • 18
ح.م

قد تصادقين رجلا وتكون نواياك سليمة ومشاعرك أخوية خالصة لكنك لا تعلمين متى تتحول تلك العلاقة الراقية إلى شيء مريب.. لا تعلمين متى يتحول الصديق إلى عشيق والأخ إلى حبيب.. لا تعلمين متى تخونك مشاعرك أو تخونه مشاعره فتجدين نفسك في ورطة، خاصة إن كنت مرتبطة، ثم تبدئين في العويل والنحيب، وكأنك كنت تتوقعين أمرا آخرا يحار لفهمه اللبيب، وهنا أقول لك مهلا أخيتي لا تكوني قريبة جدا من رجل أجنبي عنك ودعي مسافة للأمان تحميك من غدر الزمان وتقلب المشاعر وتطاول الغريب!!!

“أنتِ امرأة جذّابة، لذا قد تجدين رجلا يصف علاقتكما معا بالصداقة، ولكنّي أقول لكِ: هذا ليس صحيحا.. هو يخبرك بهذا، لأنكِ لا ترين العلاقة إلا في هذا الإطار، لكننا نظل أصدقاء على أمل انفتاح الباب أو انشقاق الدرع بالصورة التي تسمح لنا كرجال من تجاوز مساحة الصداقة”.. بهذه الكلمات فاجأ الممثل الأمريكي “ستيف هارفي” محاورته على قناة “سي أن أن” ليؤكد لها أنه لا يمتلك أي صداقات من جنسها الأنثوي، وأن كل أصدقائه من الرجال، لأنه، وبمنتهى البساطة، لا يقدر على مرافقة أنثى بغير زواج!

سألت الصحفية ستيف في دهشة: هل كل الرجال يفكرون مثلك؟ فأجابها أن: “99.99% منهم يفكرون هكذا، ثم أردف: “أقول لكِ مثلا: حاولي أن تسألي أحد أصدقائك عن استعداده لتحويل صداقتكما إلى علاقة غرامية، ثم استمتعي بعدها بعرض الألعاب النارية الذي ستشاهدين”. 

إن تحول الصداقة إلى حب وانكسار القلب، ليس مشهدا مقتطفا من فيلم درامي أو مسرحية تراجيدية، ولكنه واقع تعيشه الكثيرات ممن يتبعن الطريقة الغربية في حياتهن وتعاملاتهن وهن على ثقة بأنهن يسايرن الحضارة، وإن جئنا لنظرة هؤلاء القوم للموضوع نجد في الواجهة آراء ودراسات علمية تنفي وجود علاقة بريئة بين امرأة ورجل أجنبي عنها، خاصة إن كانت جذابة ومغرية !!!

الكاتبة الأمريكية، والمتخصصة في العلاقات الزوجية، “شيرلي جلاس” تناولت هذه المسألة أيضا بكثير من التفصيل في كتاب عنونته بـ “ليسوا مجرد أصدقاء” Not Just Friends ولخصت نتائج بحوثها بالقول “أن تحقق الانجذاب بين الجنسين يتناسب طرديا مع قدرتنا على التنفس والبقاء أحياء لذلك من المستحيل الجزم ببقاء الصداقة” أما فيلسوف زمانه أرسطو فقال أن الصداقة الحقيقية لا تتجمد في الشتاء، وهو ما دفع الباحثين إلى التساؤل عن مصير الصداقة بين جنسين مختلفين والتي يصيبها الشتاء بأمطار العاطفة وعاصفة الرغبات الفائقة لطبيعة الأصدقاء!

وبغض النظر عن الدراسات والأرقام والإحصائيات وما قاله الكاتب الفلاني والفيلسوف العلاني فإن لمجتمعنا العربي المسلم خصوصية، ولثقافته خلفية دينية ضبطت العلاقات البشرية وقلصت من احتكاك الجنسين ببعضهما اتقاء للشبهات وسدا لباب المحرمات، وبطبيعة الحال لربنا عز وجل حكمة في جعل علاقة المرأة بالجنس الآخر محصورة في محارمها، وهو أعلم بأنفسنا منا وكما قال: “أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ”.

وحتى إن حاولنا إغفال الجانب الديني وتجردنا من جميع عواطفنا، نجد أن معاني الصداقة الحقيقية غابت كثيرا في هذا الزمان لدرجة أن الإنسان بات لا يعرف من يجالس وبمن يثق ومتى تأتيه الطعنة التي تقضي عليه، لذلك عليك أختي أن تكوني على حذر وأن لا تقولي أن صداقة الرجل أفضل ـ وهذا بين قوسين زعم الكثيرات ـ لأن هذا النوع من العلاقات تحيط به الكثير من الشبهات مهما كانت نوايا الطرفين سليمة، والظن الأكبر أنها لن تكون كذلك!

مقالات ذات صلة