جواهر
عادات أسرية تزرع التمييز بين الجنسين:

لا تفرقي بين الأبناء فالأنثى والذكر سواء

جواهر الشروق
  • 4217
  • 10
ح.م

فرض العادات قوانين اجتماعية خفية غير معلنة تطبق داخل الأسرة، ومنها ما يتعلق بالأعمال المنزلية، حيث تزداد الأعباء على ربة المنزل، فنجدها تتنقل ما بين المطبخ لإعداد الوجبات المنزلية، وما يتخللها من أعمال كثيرة، فتقسم التوجيهات على الأبناء من الجنسين، ويكون للبنات نصيب الأسد من تلك الأعمال، لاسيما في عدم وجود خادمة لدى الأسرة، بينما يرفض الرجل مساعدة المرأة بدعوى أن أمور المنزل من اختصاصها.

فبعد الانتهاء من تناول الطعام على سبيل المثال ينسحب الأبناء الذكور بهدوء لمزاولة أنشطتهم ما بين الخروج للعب خارج المنزل، أو التنزه برفقة الأصدقاء، بينما الفتيات ينهمكن في أعمال المطبخ التي لاتنتهي. الاختصاصيون يرون أن ذلك قد يرسخ التفرقة بين الفتى والفتاة، ويخلق نوعا من الغيرة اللاشعورية بين الإخوة داخل محيط الأسرة  .

وعن هذا تقول أخصائية التربية الأسرية مسفرة الغامدي “مما لا شك فيه أن اختلاف المعاملة بين الجنسين خاصة في نطاق الأسرة الواحدة، وفيما يتعلق بتقديم المساعدات المنزلية فتكون حصريا للبنات فقط، قد يولد نوعا من عدم التوافق بينهما، وقد يتسبب في شعور الفتاة بالدونية، لما يسند إليها من الأعمال الخاصة في المنزل”، مشيرة إلى أن الأم قد تسند إلى ابنتها نوعا من الأعمال دون أخيها الذكر، فتشعر الفتاة بانكسار الشخصية الذي يطوعها فيما بعد لأن تكون هشة ذات حساسية مفرطة مستقبلا من إخوتها الذكور.
وتنصح الغامدي الأسر وخاصة الأمهات بتقسيم العمل المنزلي وغرس مبدأ المشاركة والتعاون بين جميع الأطراف، وتقول: “لكي تتجنب الأم المأزق الذي قد تقع فيه، عليها أن توضح لجنس البنات بأنهن المساندات لها، وأن تشعرهـن ما بين الفينة والأخرى بأهميتهن خاصة في مثل هذه الأوقات، وأن تحرص على إشراك الأبناء أولادا وبنات في مسؤوليات المنزل، لكي يتعلموا الاعتماد على النفس منذ الصغر”.
وتقول أخصائية الإرشاد النفسي مريم العنزي: “تكليف الفتاة بأعمال منزلية دون الفتى قد يولد لديها الإحساس بالقلق النفسي، وينعكس على سلامتها النفسية، مما يؤثر على شخصيتها مستقبلا، وقد تكون زيادة الأعباء عليها في الأعمال المنزلية بشكل مباشر أو غير مباشر مصدرا لتعرضها للضغوط النفسية، ويتبادر إلى ذهنها أسئلة لا تجد الإجابة عليها، ومن ضمنها لماذا الفتاة هي وحدها من تشارك في أعمال المطبخ دون أخيها الذي يتمتع بمزيد من الراحة، فلا توكل إليه المهمات الموكلة إليها فيما يخص الأعمال المنزلية”.
وتتابع:”هذه السلوكيات غير المقصودة من الأم تؤدي إلى شعور الفتاة بالاختلاف في المعاملة، وبهذا تخفق الأم في أهم واجباتها تجاه أبنائها، وهو إشعارهم بالراحة النفسية والطمأنينة والأمان وتحقيق مبدأي العدل والمساواة”.
وتضيف العنزي: “لا بد من التوازن في المعاملة بين الشاب والفتاة داخل الأسرة الواحدة، حتى تكون العلاقة الأسرية أكثر قوة وترابطا”.

مقالات ذات صلة